يصرّ بعض المنظرين والمحللين على الاهتمام بالتطورات التي تطرأ على الرأي العام العالمي، الشعبي منه تحديداً، تجاه قضية ما، ويعتبر هؤلاء أن تفاقم الموقف السلبي للرأي العام العالمي تجاه قضية ما سرعان ما سيؤثر على مسار تطورات هذه القضية.

وعلى هذا الأساس يعتقد هذا الفريق من المنظرين أن تفاقم الاستنكار الشعبي العالمي تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة، يستدعي من المهتمين بنصرة القضية الفلسطينية تفعيله وتعزيزه عبر وسائل الإعلام الموجهة وعبر كل القنوات المتاحة باتجاه الشعوب في مختلف دول العالم لتعزيز قناعاتها ببشاعة وجرائم العدوان الإسرائيلي وبعدالة القضية الفلسطينية، لأن ذلك سرعان ما سيؤثر إيجابياً لصالح الفلسطينيين، حيث ستصبح تلك الشعوب عوامل ضغط على حكوماتها باتجاه تغيير المواقف حيال الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

في المقابل يعتقد فريق آخر من المنظرين والمحللين أن تلك النظرية في غير مكانها وأن الاهتمام بتطورات الرأي العام العالمي تجاه قضايانا هو توجه عبثي، إذ يصعب على العرب اختراق الشبكات الإعلامية التي تمولها جهات مقربة من الصهيونية العالمية والتي تحتل مكانة رئيسية في تكوين الرأي العام خاصة في بلدان الغرب، كما أن هؤلاء يؤكدون على وجود قناعات مسبقة سلبية الطابع لدى الشعوب الغربية تجاه العرب والمسلمين والفلسطينيين منهم، تجعل من الصعب اختراقها، وأن الحراك الشعبي العالمي الراهن والمناوئ للعدوان الإسرائيلي على غزة، محدود ولا يعبّر عن رأي الغالبية في تلك البلدان، إلى جانب أنه تحرك مؤقت بفعل مشاهد المجزرة في غزة، وسرعان ما سيذبل بعد انتهائها.

فما رأيك فيما سبق وأي الرأيين تؤيد، هل الاهتمام بالرأي العام العالمي يتمتع بجدوى ويخدم قضايانا؟