تنتهج الثقافة الغربية نهج التوعية الجنسية لدى الأطفال في المدارس بهدف توعيتهم من الصغر على أبجديات العلاقات بين الجنسين

غير أن الأساليب التي تتبعها الثقافة الغربية تعتمد بشكل كبير على الدخول في التفاصيل من باب أنه لا حياء في العلم. ولعل عذر هذا النهج هو أن المعرفة الكاملة هي حق من حقوق الأطفال، وأن السكوت عنه قد يسبب الوقوع في المحظور. غير أن هذه الثقافة قوبلت برفض واسع في المجتمعات العربية التي تعتبر مجرد الكلام في الأمور الجنسية من المحظورات التي تتعارض مع الدين والعرف

اذا قارنا بين المجتمعات العربية الاسلامية وبين المجتمعات الغربية فسنعجب لاي درجة عليا يشغل الجنس عندنا الرجال والنساء والأطفال، يقترب ذلك،في بعض الأحيان، بالحالات المرضية! يبدو ذلك جليا في مزاحنا ، قي نكتنا،في عباراتنا الملمّحة،في تعاملنا مع الصغار حيث نطلب منهم ترديد العبارات التي من المفروض أن نستحي منها.... وهذا لا يخفى على أحد. فلماذا هذا النفاق والبهتان عندما تقوم دراسات علمية ونفسية جادة بتلقين اطفالنا مبادى حرمة جسدهم وكيفية حماية أنفسهم

لكن هل نستطيع االهروب بان المجتمع العربي يحارب الحقيقة دائما ويحب ان يعيش بضبابية في كل الامور الجنسية وغيرها ان الجنس شيئ اساسي في حياتنا شئنا ام ابينا فهو في المجتمع العربي اولى الاهتمامات لانه محروم في النقاش في هذا الامر ولذالك سيبقى شيئ مهم في حياته ولذلك سيكون انتاجه في امور الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسة ضعيف جدا لذلك على مدارسنا ان تعي الامور الجنسية بشكل علمي وبالتالي ستكون الرغبة الجنسية والاهتمام بها اقل وسوف ينصرف طلاب المدارس الى الاهتمام بدروسهم وسوف لن تكون الرغبة الجنسية أساسية

 يجب علينا الاستفادة من التجارب الغربية في التوعية الجنسية و لكننا ليس المطلوب منا ان نطبق التجربة كماهي بل يجب علينا اولا اسلمة و تعريب التجربة بما يتناسب مع قيمنا و ديننا و من ثم واجب علينا توعية الاطفال جنسيا لحمايتهم من الاغتصاب و التحرش الجنسي و لحياة سعيدة بالمستقبل حيث اننا اليوم في العالم العربي و الاسلامي نعيش ازمة جنسية حقيقية للغاية ذلك ان معظم الفتيات اللاتي يقبلن على الزواج او حتى الشبان غير مثقفين جنسيا و غالبا ما يحصلون على رفات المعلومات قبل الزفاف بايام او لحظات ، لكن المصيبة ان الذي يعطي المتزوجين الثقافة الجنسية هو ايضا غير مثقف جنسيا و يحتاج الى تعليم..

نسبة الطلاق اكبر بكثير من الزواج و اعتقد ان زيادة نسبة الطلاق في اغلب حالاتها ان لم نقل 99% تعود لغياب الوعي و الثقافة الجنسية و الامر الخطير في هذه الطلاقات انها كلها لشبان متزوجين حديثا يعني اشهر او سنه او اكثر بقليل ايضا هنالك نتائج سلبية لنشر الثقافة الجنسية عبر المدارس و هذه المشكلة تتمثل بحرمان الكثير من الفتيات من التعليم ذلك انه بسوريا يتم حرمان الكثير من الفتيات من التعليم بهدف منع الفتاة من الاختلاط بالجنس الاخر اعتقادا من و الد الفتاة ان هذا سيمنع انحرافها فكيف بنا نريد ان نقنع الوالد بان ابنته سوف تتعلم اساليب الجماع و الامراض الجنسية و و و الخ يعني التحدي كبير و هنالك الكثير من العقليات المتحجرة و المتخلفة للغاية في العالم العربي ففي حين تحرم المراه من ابسط حقوقها و و يغلب الطابع الذكوري على معظم مجتمعات الوطن العربي سوف لن يكون من السهل ان يسمح الذكور لو حتى قليلا اطلاع هذه المراه المكبوته و التي لا تعرف من الحياة الا انها خلقت لتكون خادمة و علاقة لاخطاء الرجل لن يسمح المجتمع الذكوري بايصال اي معلومة لهذه المراه و سيقف معارضا و بمنتهى القسوة و بالنهاية ستدفع المراه الثمن مثل ما يحصل دائما بالنسبة لبقية القضايا ففي حين يتغاضى المجتمع عن انحراف الرجل وراء الدعارة يقوم بالحكم بالموت على المراه لمجرد ان يشاع عنها الفاحشة او المباشرة بها تحت اسم جريمة الشرف اذا الحاجة للثقافة الجنسية ضرورة ملحة ولكن لن تخلو هذه التجربة من مصاعب و تحديات ولربما انعكست سلبا على المراه بشكل خاص في مجتمعاتنا العربية الذكورية