أبلغني صديق أن برنامج للنشر الذي يقدمه الإعلامي طوني خليفة على قناة الجديد اللبنانية تباهى مشكورا بتقديم 200 ربطة خبز هدية للشعب السوري سعرها في سوريا 3000 ل.س , فلم يسعفني جَلـَدي و .... .

معك كل الحق يا أخ طوني خليفة وشكرا على هذه المبادرة المعنوية , فنحن نستحق كل ما يصيبنا .

وهنا لا يمكنني سوى القول أنه في كل الدول التي تعاني من أزمات وطنية وصراعات ( إن كانت على السلطة أو طلبا لما هو حق للشعب أو بسبب المجاعات أو الحروب الخارجية ) تقوم الحكومة القائمة ومن يمثلها من مسئولين وقياديين بتطبيق ما يسمى بعملية إدارة الأزمة .

حيث يجب أن يكون من ضمنها أو من أول أوليات المسئولين في الدولة أو النظام تجنب كل ما قد يؤدي إلى تأجيج الغضب الشعبي ( من ممارساتهم الخاطئة وتجاوزاتهم للقانون ).

وما يؤسفني في وطني الحبيب سوريا عدم اتخاذ أغلب مسئولي النظام أو الدولة أي إجراء يمس مصالحهم الشخصية ويخفف من شعور المواطن الفقير بالغبن , بل أجدهم ازدادوا جشعا وتجاوزا كل القوانين حتى بدوا كأنهم القانون والوطن ومن واجب الفقراء خدمتهم بتقديم الغالي والنفيس والدم الطاهر ليتمكنوا من سرقة مقدرات الوطن وكأن الدولة بقرة تسارع كل منهم ليقتطع منها ما يستطيع .

فلا مسؤولية سوى على الفقير من المواطنين فتحت عنوان أن الوطن في أزمة يقدم كل شيء دون تردد ودون حساب , من تحمل البرد وذل الحاجة ونار الغلاء وفقدان الأمن والأمان والتهجير حتى تقديم فلذات الأكباد كقرابين فداء للوطن ( وهذا واجبنا لبقاء الدولة ) , بينما نجد أن المسئولين ومن حولهم ما زالوا يتنعمون بخيرات الوطن وكأن أمرا لم يكن .

فرغم الأزمة ورغم وجود مواطنين وضباط وجنود في كثير من مناطق وطني وفي مناطق المواجهة ضد المتمردين , طعنهم البرد ونال منهم الجوع ونزفت جراحهم حتى الموت لعدم توفر قطرة وقود .

ما زال شريحة كبيرة من مسئولي هذا الوطن وفي كافة الوزارات من وزارة التعليم إلى وزارة الدفاع والداخلية يكلف بعضهم الدولة على الأقل شهريا مليون ليرة سورية بنزين وإصلاح سيارات وسائقين وخدم وحشم إذا تناسينا ولم نقم باحتساب الرشاوي والسرقات والكمسيونات و. و. و .

لست أبالغ فسيارة المرسيدس تحتاج إلى 1100 ل.س بنزين كل 70 كم لمن لا يعلم, ناهيك عن كلفة السائقين والإصلاحات والسرقات وغيرها .

أما آن الأوان لأن يشعر المواطن الفقير بأن أمراء هذا الوطن من المسئولين لا يطلبون منه أكل البسكويت لعدم توفر الخبز ( علما أن من طلب ذلك في التاريخ هي ملكة ) وأمراء وطني من المسئولين هم أبناء جلدتنا بمواصفات استزلام خاصة ميزتهم عن الشرفاء , أما آن أن يشعر المواطن الفقير في هذا الوطن أن كرامته هي الأهم وأن دمه عزيز ومن غير المقبول الاستهتار به .