طبيب:
الفيروس يهدد الأطفال ما بين 0 و5 سنوات
بعد أن أكدت وزارة الصحة رسميا
عودة ظهور مرض شلل الأطفال في سورية رغم اندثاره منذ حوالي 15 عاماً، أثارت هذه
القضية الرأي العام السوري والدولي على حد سواء، فشلل الأطفال الفيروسي "قادر على
القتل والانتقال بين الأطفال بسرعة كبيرة عن طريق اللمس والتنفس"، بحسب أطباء.
وعلى الرغم من أن عدد الإصابات
داخل البلاد مازال غير دقيقاً، إلا أن المؤكد هو بدء ظهور هذا المرض في شمال شرق
سورية حيث الظروف الصحية والمعيشية الصعبة، مايجعل قضية هذا الفيروس أمراً حساساً
وخطيراً وبحاجة إلى حلول فورية.
وحول خطورة هذا المرض وكيفية
انتقال العدوى وأساليب الوقاية منه، قال طبيب أطفال مختص في دمشق، فضل عدم ذكر
اسمه، لما وصفه بـ"حساسية الموضوع" فإن "سوء الرعاية الصحية وتلوث مناطق كاملة في
بعض المحافظات السورية وخاصة الشمالية والشمالية الشرقية، أدى إلى عودة فيروس شلل
الأطفال من جديد".
أعراض وخطورة
المرض
وتابع الطبيب إن "هذا الفيروس
يهدد الأطفال ما بين 0 و5 سنوات، وهو أكثر من نوع، أكثرهم خطورة هو الذي يصيب
النخاع الشوكي للأطفال أو الدماغ أو الاثنين معاً، مايؤدي إلى فقدان العضلات قوتها
وينتهي بحدوث شلل في الأطراف" مشيراً إلى أن "أعراض المرض هذا تبدأ بفقدان الطفل
لردة الفعل، ومن ثم آلام وتشنجات حادة في العضلات، مترافقة بارتخاء الأطراف نتيجة
عدم القدرة على التحكم بها".
وعن طريقة انتقال المرض، أضاف
الطبيب إن "هذا الفيروس ينتقل عن طريق اللمس والاحتكاك المباشر، والتنفس من خلال
الرذاذ المتطاير من الفم والأنف، بالإضافة إلى الطعام والشراب الملوثين، حيث ينتشر
هذا المرض بسرعة بين الأطفال في الظروف غير الصحية التي يعيش فيها بعض السوريين في
المخيمات".
وفيما يتعلق بقدرة الفيروس على
قتل الطفل المصاب، قال الطبيب إن "موت الطفل المصاب لا يحدث إلا في حالات قليلة،
لكنه أمر وارد لبعض الحالات التي تصاب بقصورعمل الرئتين والالتهابات القلبية نتيجة
عدم الرعاية الصحية الكافية، في حين يشفى بعض الأطفال تماماً في حال لم يتمكن
الفيروس من الوصول إلى الأعصاب، بينما يشفى بعض المصابون بالشلل لكن على المدى
الطويل مع بقاء إعاقة خفيفة، والبعض الآخر يصابون بإعاقات شديدة ترافقهم مدى
الحياة".
وبحسب الطبيب فإن "التطعيم ضد
المرض ضمن المواعيد التي تحددها وزارة الصحة كافية للوقاية من المرض، في حين لايوجد
علاج فعال بعد الإصابة به".
تحذيرات من
انتشار المرض .. وحملة على مواقع التواصل الاجتماعي لوقفه
وأطلق نشطاء حملة على صفحات
التواصل الاجتماعي تحت عنوان "أوقفوا شلل الأطفال في سوريا".
كما حذروا من انتشار واسع لمرض
شلل الأطفال، موضحين أن من بين 22 طفل تم فحصهم في محافظة دير الزور، هناك 10 أطفال
مصابون بشلل الأطفال.
ولفتوا إلى أن "مرض شلل الأطفال
ينتشر بشكل كبير في سوريا عامةً ومحافظة دير الزور خاصة، نتيجة نقص اللقاحات
والعلاج الطّبي".
شلل الأطفال
السوريين مستورد
ومنذ أواخر ثمانينيات القرن
الماضي، انحسرت الإصابات بشلل الأطفال على مستوى العالم حتى 99% نتيجة التطعيم، في
حين بقي موجودا في بعض الدول مثل أفغانستان وباكستان والهند ونيجيريا، وأخيراً ظهر
في سورية.
وفي تصريح صحفي، لوزير الصحة
السوري سعد النايف حول نتائج مشاركته في الدورة 60 للجنة إقليم شرق المتوسط بمنظمة
الصحة العالمية، قال إن "الوزارة طلبت خلال اجتماعات الدورة من المنظمات الدولية
رفع النداء حول مخاطر انتقال مجموعات بشرية بشكل غير شرعي إلى سورية من دول موبوءة
بفيروس شلل الأطفال وأمراض معدية أخرى، ولاسيما أن الفحوص المبدئية لحالات شلل
الأطفال في دير الزور عبر مخابر تابعة لمنظمة الصحة العالمية أظهرت أن الفيروس
باكستاني المنشأ".
وتابع النايف أنه "تم الاتفاق
خلال الدورة على إطلاق حملات تلقيح متماثلة ومتزامنة في سورية وثماني دول مجاورة
لها خلال الأشهر الخمسة القادمة لضمان تلقيح الأطفال السوريين أينما وجدوا إضافة
إلى الاتفاق على تزويد سورية بكل اللقاحات الخاصة بشلل الأطفال ومستلزماتها الخاصة
بحملات التلقيح القادمة".
وأكد النايف، أن "الوزارة طلبت
من المنظمات الدولية المعنية بالصحة ووزراء الصحة المشاركين في الدورة رفع الصوت
عاليا أمام المحافل الدولية السياسية لرفع الحظر الاقتصادي المفروض على سورية لأنه
يستهدف بالدرجة الأولى صحة السوريين وغذاءهم ودواءهم".
مليون جرعة
قريباً.. ولقاحات على الحدود
وأضاف بحسب ما نقلته مواقع
الكترونية، أن "الوزارة أحدثت نقاطا طبية على جميع المعابر الحدودية لتلقيح الأطفال
الداخلين والخارجين من وإلى سورية ضد شلل الأطفال وذلك بالتزامن مع حملات التلقيح
التي أطلقتها داخل سورية نهاية الشهر".
وتابع إن "مليون جرعة لقاح شلل
الأطفال ستصل قريبا إلى سورية، كدفعة أولى من اللقاحات المعتمدة من قبل "منظمة
الصحة العالمية واليونيسيف"، مضيفا أن "جرعات اللقاح ستصل مع سلسلة تبريد وعيادات
متنقلة وسيارات إسعاف، والتي تم الاتفاق على تقديمها لسورية خلال اجتماع اللجنة
الإقليمية لشرق المتوسط في منظمة الصحة العالمية، بعد أن يتم اعتماد هذا اللقاح
رسميا من قبل وزارة الصحة".
وكانت منظمة الصحة العالمية،
حذرت من إحتمال إصابة 22 طفل سوري بمرض شلل الأطفال في محافظة دير الزور في حين أكد
وزير الصحة السوري سعد النايف إصابة 10 أطفال فقط، ما أكده معارضون، بعد أن حذروا
من انتشار واسع للمرض، موضحين أن من بين 22 طفل تم فحصهم في محافظة دير الزور، هناك
10 أطفال مصابون بالمرض.
100 ألف طفل
مهدد و500 الف غير مطعم
وبحسب منظمة الصحة العالمية،
فإن أكثر من 100 ألف طفل أعمارهم دون الـ 5 سنوات هم عرضة للإصابة بشلل الأطفال في
دير الزور، مشيرةً إلى أن "نسبة التغطية التلقيحية بسوريا انخفضت من 85 - 90% إلى
نحو 65 - 70%، وأن هناك الكثير من المناطق التي يصعب على وزارة الصحة الوصول إليها
بسبب الأحداث التي تشهدها البلاد".
وأعلنت منظمة الأمم المتحدة
للطفولة (اليونيسف)، مؤخراً أن نحو خمسمائة ألف طفل داخل سورية لم يتلق اللقاح ضد
شلل الأطفال خلال العامين الماضيين، مشيرة إلى أنها انضمت إلى منظمة الصحة العالمية
لتنفيذ حملة لتطعيم ملايين الأطفال في سورية والمنطقة ضد شلل الأطفال والحصبة
والنكاف والحصبة الألمانية، لافتة إلى أنه "قبل الصراع كانت حملات التحصين تغطي نحو
95% من الأطفال السوريين".
وتعاني مناطق عدة في البلاد من
تدهور الأوضاع الإنسانية، إثر العمليات العسكرية وانقطاع الطرق، وما تلاه من وجود
نقص في المواد الغذائية والطبية، إضافة إلى انخفاض الخدمات الصحية، كما أدى الصراع
في سوريا إلى نزوح ملايين الأطفال سواء داخليا أو خارجيا إلى الدول المجاورة أو
بلدان أخرى، حيث نجم عن ذلك الوضع عرقلة عمليات التلقيح، بما يجعلهم أكثر عرضة
للإصابة بالأمراض مثل الحصبة وشلل الأطفال.
سيريانيوز