رأي سيريانيوز

كان الملفت للنظر هو عدم اتخاذ روسيا وايران ، الداعمان الرئيسيان للنظام السوري عمليا (ولسوريا نظريا), اي خطوة عسكرية ليمنعا سيطرة داعش على كثير من المناطق السورية.

وبحسب عدد مرات الفيتو الذي استخدمته روسيا، وبحسب التصريحات المتكررة لمسؤولي البلدين فهما يقفان بحزم ضد التدخل الخارجي في سوريا .. فهل يقصد هنا التدخل الغربي فقط ؟؟ فيما تقف دول "محور المقاومة " متفرجة والمرتزقة والعصابات تجتاح سوريا.

ممنوع اسقاط النظام السوري عسكرياً ، هذا كان عنوان موقف الدول الداعمة للنظام ( ظاهريا ) وهي وقفت في وجه اي مسعى دولي في هذا الخصوص.

من ناحية اخرى نحن لانعرف ماوراء داعش، كل النظريات هي مجرد تخمين، ما نعرفه هو الوقائع التي حدثت بعد ظهور هذا "التنظيم" القوي الذي دحر جيوشا في العراق، كردستان، سوريا .. وسيطر على مناطق واسعة وسط صمت دولي مريب.

وعلى رأس من صمتَ روسيا وايران، لم نر اي تدخل فعلي قوي من قبل "حلفاء النظام" يمنع هذا التنظيم من التمدد واحتلال مزيد من الاراضي التي ضمت في سوريا فرقا عسكرية ومطارات.

واصبحت المعادلة كالتالي، يُمنع اسقاط النظام عسكريا، يصمت الغرب والشرق على احتلال داعش لسوريا، تتحرك الدول الغربية لطرد داعش من سوريا والعراق (لا احد يعرف من سيحل مكانها عمليا ولكن من المؤكد ليست قوات النظام ) ..والنتيجة طرد قوات النظام من مساحات كبيرة من الاراضي السورية ..

ما يثير الشكوك اكثر المواقف الضعيفة التي تتخذها اليوم روسيا وايران من التحركات الغربية لضرب داعش في الاراضي السورية والعراقية، فينطبق المثل القائل على هاتين الدولتين هنا " يتمنعن وهن راغبات"، وايضا يلاحظ بان الموقف السوري الرسمي لا يرتقي الى مستوى الحدث ونتكلم هنا عن الموقف السياسي ( بالتنسيق مع الحلفاء ) وليس العسكري.

ليبقى في النهاية سؤالٌ ملحٌ وصارخ .. هل لعبت داعش دور حصان طروادة في مؤامرة كان احد اللاعبين الاساسيين فيها روسيا وايران ومن خلفهما النظام ( اذا كان يدري او لايدري ) .. لاقتحام "قلعة" سوريا وتفتيتها ليحظى كل طرف من المتآمرين بقطعة .. !!؟؟