رأي سيريانيوز
مشهد اهالي
قرى عين العرب في سوريا وهم يغادرون بيوتهم اليوم يشبه الى حد كبير المشاهد التي
شاهدناها في العراق في الموصل والمناطق ذات الاغلبية "اليزيدية" وارتكبت فيها
"داعش" الفظائع بحق السكان هناك وهجروهم من بيوتهم.
وها هم الاكراد في سوريا اليوم
يلاقون ذات المصير بعد ان احتلت "داعش" اكثر من 30 قرية كردية ومازالت تتقدم
لاحتلال المزيد.
هذا المشهد (في العراق سوريا )
، يعيد طرح علامات الاستفهام حول قضية الاقليات في المنطقة.
هل افضل طريقة لتعيش هذه
الاقليات في ارضها هو حماية انظمة مستبدة لها و/او ارتباطها ( الاقليات ) بدول
غربية بناءا على اسس دينية او طائفية لتصبح ورقة يتناقلها الطرفان على طاولة
مصالحهما؟
اثبتت الازمة التي نمر بها
والتي تعلمنا ( بثمن باهظ ) منها الكثير بأن الغرب (
والشرق ) ليس معني بحماية احد ، وان افعال الحماية انما يقوم بها اصحابها في سبيل
تحقيق مصالحهم وفقط ، فاذا اقتضت هذه المصالح بان يتم التضحية بالاقليات فانه سيتم
التضحية بهم بدون اي تردد.
هذا ما حصل في العراق وهذا ما
يحصل اليوم في سوريا.
الدولة السورية من ناحيتها (
النظام ) فشل في حماية الاقليات ، هذه الحماية التي جعلت الاقليات في معظم المناطق
تنحاز الى النظام خوفا من اعدائه الذين تم التسويق منذ اليوم الاول بانهم جاؤوا
ليقضوا على كل من لا يشبههم.
في النهاية لا الدول الغربية
أمنت الحماية للاقليات في المنطقة ولا الانظمة المستبدة ايضا.
ويبقى الطريق الوحيد لتعيش هذه
الاقليات بأمان حقيقي هي ان تسعى مع باقي الفئات المكونة للمجتمع وبالتفاهم معهم
والتوافق على بناء دولة القانون الذي يحفظ حقوق الجميع ويكرس مفهوم المواطنة بغض
النظر عن باقي الانتماءات الفردية.
يجب علينا ان ندرك هذه الحقيقة
ونتحرك في ضوئها عسى ان نصل الى وقف الكارثة وعلى الاغلب اننا تأخرنا ولن نصل ابدا.