رأي
سيريانيوز
شباب سوريون مكبلون وملقون على
الارض ، خيام محروقة ونساء تبكي وتلطم وانباء عن مداهمات وتحقيق واعتقالات واتهامات
، مناطق كثيرة في لبنان رفعت لافتات " غير مسموح بتواجد السوريين" ..
بقي لبنان حتى وقت قريب احد
اكثر الاماكن تفضيلا لدى السوريين للانتقال والعيش فيه بالاضافة الى وجود حدود برية
طويلة معه في المناطق الجنوبية الغربية دفعت الكثير من السوريين للنزوح اليه.
هو المكان الاكثر تفضيلا لانه
الاقرب للسوريين من حيث الثقافة ونسبياً البيئة الاجتماعية ، ويتفوق على تركيا
بعامل اللغة العامل الاساسي لاحساس الانسان بالغربة.
ورغم الغلاء والازدحام والوضع
الامني غير المستقر بقي مئات الاف السوريين في لبنان طوال السنوات الثلاث الماضية
يعيشون هناك بدون مشاكل تذكر.
ككل احداث التاريخ الكبرى ،
حادث امني في عرسال بدأ بتغيير هذا الواقع فانقلبت حياة السوريين في بعض المناطق
الى جحيم فيما يساور القلق اليوم الباقي منهم حول مستقبل عيشهم في هذا البلد.
لم يعد السفر للبنان امراً
هيناً ، وكثير من السوريين يشكون بشكل يومي من ان "الامن" اللبناني اعادهم من على
الحدود.
قبل لبنان ضيقت مصر على
السوريين هناك وكذلك الاردن وكثير من الدول العربية او معظمها فيما الدخول الى دول
الخليج اصبح مثل اوربا امرا بعيد المنال.
ضاقت الدنيا على السوريين الذين
شردتهم الاحداث قصف النظام وبراميله وخطر المسلحين الذي ما زالوا يتخذون من المناطق
المدنية ملاذاً لهم ..
تركيا البلد الذي يعتبر اكثر
بلد قدم تسهيلات للسوريين لن يستطيع تحمل هجرة كل اهل سوريا اليه ، وبالفعل بدأ
ينظم امور اقامتهم وبدأنا نسمع عن اقفال الحدود احيانا وفتحها احيانا اخرى ..
الحقيقة المرة تبقى مرة اخرى
بان الشعب السوري كله مهدد اليوم بان يلقى مصير الشعوب التي ضاعت أوطانها ، وهذا
المصير هو الحصار ، التشرد ، الجوع الفقر وفقدان الهوية ..