مواطنون: تجار الازمات كدسوا الثروات على
حساب الفقراء
تاثر المواطن العادي بشكل كبير جراء الازمة التي تشهدها البلاد,
الا ان التاثير السلبي الاشمل على كل السوريين كان على الوضع الاقتصادي والمستوى
المعيشي, حيث اسهم مما يسمى بـ "تجار الازمات" في جزء منه.
وقال خالد, استاذ جامعي, لسيريانيوز "تجار الازمات احد انعكاسات
التطورات الامنية في البلاد منذ 4 سنوات, حيث ساهم هؤلاء بتعميق جراح المواطن
العادي وافقارهم, محققين ثروات طائلة", لافتا الى ان السوريين كافة اينما كانوا
عانوا من هذه الطبقة التي بدأت تتشكل في سورية".
من جهته, قال محمد, صحفي مستقل, "تجار الازمات هم الاسوأ حيث
يعتمدون بتجارتهم على الحاجات الاساسية للمواطنين كالمحروقات والخبز والمواد
الغذائية الاساسية, وهم يتواجدون بكافة المناطق الخاضعة لسيطرة النظام او
المعارضة", لافتا الى ان هؤلاء زادوا مدخراتهم عن طريق استفادتهم من علاقتهم من
المتنفذين في كلا الجانبين على حساب المواطن العادي".
بدوره, علق احد المواطنين, عن تجار الازمات, على موقع التواصل
الاجتماعي (الفيسبوك) "لا أعرف بما اوصفهم .. بأي تسميه يجب ان يسمون .. إرهابيون ،
بلطجية ، ام منافقون.. يمارسون أشد انواع الإرهاب ضد المواطن مستغلين انشغال حكومة
البلاد بالاحداث .. مستهدفين ابناء الوطن بلقمة العيش ..".
المحروقات... الطريق الاسرع للثراء
بعد اشهر على بدء الازمة في سورية بدأت في عدد من المحافظات
الطوابير للحصول على المواد الاساسية وخاصة المشتقات النفطية كالمازوت والبنزين
والغاز وتحول مالكو محطات الوقود والكثير من العاملين في هذه المهنة من بينهم
بائعين جوالين على الطنابر وغيرهم الى "تجار ازمة".
وقال قاسم لسيريانيوز, "بدأت ازمة
المحروقات كالمازوت والغاز المنزلي بعيد اندلاع الاحداث في البلاد, واصبحت طوابير
المواطنين على محطات الوقود, انتعشت السوق السوداء على هذه المواد, خاصة وان العديد
من اصحاب المحطات, بدأ العمل على تهريب هذه المادة باضعاف سعرها, وهي متوفرة بكميات
كبيرة في السوق السوداء فيما يعاني المواطن الامرين لتامينها بسعرها النظامي".
من جهته, قال حسام, خريج اقتصاد, ان قيام الحكومة برفع اسعار
المشتقات النفطية ترافق بارتفاع سعرها في السوق السوداء, فعندما كان سعر ليتر
المازوت 15 ليرة في 2011, كان سعر المازوت في السوق السوداء 50 ليرة, وعندما وصل
الى 80 ليرة رسميا, بلغ نحو 200 ليرة في السوق السوداء, وحاليا وبسبب الحاجة الى
المحروقات للتدفئة تراوح سعر المازوت من 250 ليرة الى 350 ليرة, في حين يصل سعر
البنزين الى 300 ليرة حاليا مقارنة ب 130 ليرة في السوق النظامية", لافتا الى ان
معظم اصحاب محطات الوقود اصبحوا تجار ازمات".
هذا الامر أكده رئيس نقابة عمال النفط والثروة المعدنية بدمشق
وريفها علي مرعي في تصريحات سابقة أن كل صهريج مازوت يباع في السوق السوداء يملأ
جيوب تجار الأزمات بثلاثة ملايين ليرة، مشيرا الى أن تجار الأزمات ملؤوا جيوبهم
بمئات المليارات نتيجة تلاعبهم بتوزيع وبيع المحروقات، وتهريبها إلى السوق السوداء,
وان 90 % من اصحاب المحطات تجار ازمات.
تجار يستفيدون من الازمة ويحتكرون السلع ويرفعون سعرها
عمد الكثير من التجار عقب اندلاع الازمة الى احتكار جزئي او كلي
للسلع, خاصة عقب فرض عقوبات اقتصادية على البلاد جراء الاحداث, بالاضافة الى انخفاض
سعر صرف الليرة امام العملات الصعبة... حيث قام هؤلاء برفع اسعار المواد وخاصة
المستورد منها, مما ادىالى تحقيقهم ارباح خيالية..
وقال بشار, مهندس صيانة كومبيوتر, ان اسعار اجهزة الحاسبات
والقطع المتعلقة بالصيانة شهدت ارتفاعا كبيرا جراء ارتفاع اسعار الدولار, والكثير
من اصحاب المتاجر الكبيرة في هذا المجال حقق ارباحا كبيرة ببيع الاجهزة باسعار
مضاعفة, حيث اصبح هذا المجال مرتعا لتجار الازمات..".
ما يتعلق بغلاء اسعار اجهزة الحاسوب وتحول بعض التجار في هذا
المجال الى تجار ازمة ينطبق على غيرها من المواد وخاصة المستوردة منها كالاجهزة
الكهربائية والادوات الصحية وبعض المواد التي تدخل في البناء وغيرها... وذلك بحسب
متعاملين.
بدوره, اشار محمد, على صفحته على
موقع التواصل الاجتماعي, الى ان "أسوأ أنواع الإرهاب الذي نعانيه في بلدنا سوريا هو
إستغلال الفئة الكبيرة من التجار وأصحاب المحلات التجارية .. فعند أول خبر عن
إرتفاع بسعر الدولار .. ترتفع اسعار المواد للضعف .. ويكون هذا التاجر اللئيم قد
كدس المواد في مستودعات ذخيرته الإجرامية...".
المناطق المحاصرة.. اسعار خيالية
حال المناطق المحاصرة ليس بافضل حال من الاسواق التي تقع تحت
سيطرة السلطات, اذ ان الاسعار مضاعفة عدة مرات, بسبب قلة المعروض من السلع بسبب
الحصار.
وتشير تقارير اعلامية لوسائل اعلامية معارضة, ان الاسعار في تلك
المناطق خيالية حيث يصل كيلو السكر 1000 ليرة سورية، كيلو البرغل 1200 ليرة، كيلو
الطحين 1800 ليرة، كيلو البطاطا 4000 ليرة، كيلو البصل 4000 ليرة، ليتر البنزين
4000، جرة الغاز 35 ألف ليرة سورية...
وعلى الرغم من ان المناطق محاصرة, الا ان هناك طرح للسلع في بعض
منها من قبل كبار التجار وخاصة في الغوطة الشرقية, حيث تشير تقارير الى وجود علاقة
ما بين التجار في الك المناطق والنظام تتيح لهم إدخال البضائع حتى اللحظة،
ليستغلّوا حاجة البشر وعدم توافر السلع بفرض السعر الذي يريدون، وهو أمر مثبت
بتعاون متبادل "تحت ستر الليل غالبًا" بين التجار وحواجز النظام يدفع مقابله التجار
مبالغ مادية.. أو أثمان غير ماديّة وغير أخلاقية البتّة -تدفع ضريبة عارها أشدّ
العائلات عوزًا عادة- ولا يتورع «التاجر» عنها في سبيل المزيد من الربح.
الفساد وعدم تدخل الحكومة... السبب الاساسي في ظهور طبقة تجار
الازمات
يقول المحرر الاقتصادي في سيريانيوز ان الاسباب التي ساهمت في
ظهور طبقة تجار الازمات تعود الى عدة عوامل اهمها تراجع تدخل الدولة في السوق
للمساهمة في ايصال السلع الى محتاجيها بسعرها الحقيقي.
ويضيف المحرر الاقتصادي ان دور وزارة التجارة وحماية المستهلك
غائب في مراقبة الاسواق, ويبدو انها غير قادرة على ان تتدخل ايجابيا في الاسوق من
خلال تامين السلع, لافتا الى ان هذا الموضوع يعود الى السياسيات الاقتصادية التي
اتبعت في السنوات الاخيرة واقتصاد السوق الاجتماعي".
وتابع المحرر الاقتصادي ان الفساد يلعب دورا مهما في ايضا في
بروز هذه الظاهرة, من خلال تؤاطؤ دوريات التموين مع التجار, او حصول الكثير من
المتنفذين على المشتقات النفطية وبدل من ايصال هذه السلع الى محتاجيها يقومون
ببيعها بالسوق السوداء, حيث لن يتم ذلك دون فساد".
طبقة تجار الازمات... هل تتجذر في المجتمع؟؟؟!!!
يبدو ان تطورات الازمة واستمرارها لسنوات عدةو وتبلور طبقة من
تجار الازمة, يلقي بظلاله على الهرم الاجتماعي للمجتمع السوري, خاصة وان هذه الطبقة
تستفيد من متنفذين.. وهذا بدوره يطرح تساؤلات حول ما هية تطور هذه الطبقة مستقبلا..
على الرغم من قيامها على استغلال المواطن العادي.
ه.ج
سيريانيوز