|
غزوة إدلب... والتداعيات... صحيفة الوطن السورية |
صحافة وإعلام |
هيثم يحيى محمد
لاشك أن ما تعرضت له مدينة إدلب
السبت الماضي من اقتحام وغزو بربري من آلاف الإرهابيين التابعين لجبهة النصرة وبعض
الفصائل الإرهابية الأخرى شكل صدمة كبيرة للشرفاء من أبناء سورية وما أكثرهم.. وصلت
إلى حد اعتبار ما حصل فاجعة بنظر نسبة غير قليلة منهم لأسباب مختلفة ندركها جميعاً.
لكن رغم الصدمة أو (الفاجعة)
التي يحسها الكثير من السوريين بعد السيطرة من الإرهاب على إدلب شمالاً وقبلها بصرى
الشام جنوباً وقبلهما (الرقة) في الشمال الشرقي.. فإن كل من يعرف سورية التي صمدت
على مدى السنوات الأربع الماضية في وجه أعتى حرب عدوانية -إرهابية تشن عليها من
التنظيمات الإرهابية والدول الداعمة لها يدرك أن هذه الدولة ما زالت تملك الكثير من
عناصر القوة التي لم تستخدمها بعد ومن ثم فإنها قادرة على تحقيق المزيد من النجاحات
والانتصارات على الإرهاب كما حصل في كل مدينة أو منطقة أو موقع قررت الدخول إليه
عبر جيشها لاستعادته من العصابات الإجرامية التي عاثت فيه تخريباً وتدميراً وقتلاً
وهذا يعني ببساطة أنها قادرة عاجلاً أو آجلاً (عندما تقرر) على دحر الإرهابيين من
إدلب ومن بصرى الشام وأيضاً من الرقة وبقية المناطق التي يسيطرون عليها.
وهنا من حق أبناء سورية الذين
يقفون بمعظمهم- مع حكومتهم وجيشهم برئاسة رئيسهم الدكتور بشار الأسد الذين انتخبوه
- في مواجهة الإرهاب أن يتوجهوا بالسؤال إلى دول العالم وفي مقدمتها أعضاء مجلس
الأمن لا سيما الدائمين منهم لماذا اتخذتم القرارات ذوات الأرقام /2170/-2178-2199/
المتعلقة بمحاصرة الإرهاب والإرهابيين ومنع تمويلهم أو دخولهم إلى سورية عبر الحدود
بالإجماع ما دمتم لا تملكون إرادة تطبيقها على أرض الواقع؟
صحيح أن تمدد الإرهاب في سورية
سيكون وبالاً على هذا البلد وعلى كل أطياف شعبه المعروف عن النسبة الساحقة منه حبهم
للحياة وللآخر وتمسكهم بالاعتدال وكرههم للتطرف والتشدد وقتل الآخر.. لكن الصحيح
أيضاً أن هذا التمدد في حال حصوله لن يتوقف في سورية إنما سيطول الدول الأخرى
القريبة والبعيدة ومن بينها الدول التي خلقته ودعمته ورعته وترعاه وتدفع به ضد
سورية وقيادتها.. وما شهدته بعض الدول العربية والإقليمية والغربية يؤكد ذلك.. من
هنا فإن القضاء على الإرهاب والفكر الإرهابي يجب ألا يتوقف على الجيشين السوري
والعراقي إنما يجب أن تضطلع به دول العالم من خلال التعاون والتنسيق الكاملين مع
القيادتين والجيشين الوطنيين في كل من سورية والعراق بالدرجة الأولى.
|
|
2015-04-03 11:38:01 |
شاركنا على مواقع التواصل الاجتماعي:
|
|
|
|
شارك بالتعليق
|
|
|