معارض سياسي لسيريانيوز: هناك تجار
حصلوا على قروض بالمليارات خاصة في حلب ويهمهم انهيار الليرة للتخلص من تلك القروض
بدأت في الأونة الأخيرة جهات معارضة في الشمال
السوري وخاصةً مدينة حلب بالترويج لاستبدال الليرة السورية بنظيرتها التركية, ما
أثار جدل واسع بين مؤيد ومعارض لهذه الخطوة في مناطق حلب المسيطر عليها من قبل
مقاتلين معارضين وعلى مواقع التواصل الإجتماعي وحول أسبابها.
ردود فعل متباينة..
في مقطع فيديو مصور بمدينة حلب, قال أحد المواطنين
أن هذه الخطوة "عملية دمار للبلد", بينما أضاف آخر "أنت عم تخرب اقتصاد بلدك الذي
ستبنيه من أول وجديد".
وتساءل أحد الباعة الجوالين "في عنا عملة لماذا
يريدون إدخال عملتهم إلينا", كما اعتبر آخر أن دخول العملة التركية إلى البلد سيكون
"الاحتلال".
من جهته, قال أحد الأصحاب الأفران ان "العملة السورية هي عملة
وطنا.. حدا بيتخلا عن وطنه؟.. ماحدا بيتخلا عن وطنه.. العملة التركية لتركيا
والعملة السورية بضل اسمها سورية".
فيما قال آخرون ومنهم يرتدي ألبسة عسكرية ويحمل
أسلحة إن "الشعب لا يشعر بالأمان مع العملة السورية ويمكن تطبيقها ولا بد من وجود
عثرات وباستبدال العملة سيشعر المواطن بالأمان أكثر ولكن التساؤلات عن أضرارها
المستقبلية على البلد يجيب عنها أقتصاديين".
أحد التجار في مدينة حلب, أيد الفكرة "حفاظاً على
أسعار البضائع, ولكن تطبيقها صعب لأن هناك بضائع مازالت تصل من المناطق المسيطر
عليها من قبل النظام", كما أن أحد الناشطين أن "هذه الفكرة تساعد الإقتصاد التركي
بشكل أو بآخر, ونحن يجب أن نقدم شيء للأتراك والأتراك قدموا الكثير للثورة
السورية".
أسباب اقتصادية وسياسية للمشروع..
المعارض السياسي ورجل الأعمال عمر حبّال الخارج من
سوريا عام 2012 لأسباب أمنية, اعتبر بتصريح لسيريانيوز أن "هناك عدة الأسباب غير
وجيهة" لهذه الخطوة وتنقسم بين "الإقتصادية والسياسية", موضحاً أن "هناك رغبة تركية
غير مباشرة بالهيمنة على الشمال السوري عبر ربطه بالاقتصاد التركي وسياساته النقدية
واسباب مباشرة كدعم لسعر صرف الليرة التركية".
وأضاف حبّال والذي ينشط على وسائل التواصل
الإجتماعي ضد مشروع استبدال العملة أن هذه الخطوة تؤدي لأن "نصبح تابعين سياسيا
لتركيا وهذا خطر قد يمكن تركيا في لحظة ما من ان تلتهم ماتشاء من الشمال السوري".
وشدد حبّال أن الخطوة لأسباب اقتصادية حيث أن "هناك
تجار حصلوا على قروض بالمليارات خاصة في حلب ويهمهم انهيار الليرة للتخلص من تلك
القروض خاصة مع توقف العمل وملاحقة البنوك لهم , وهناك طبقة من التجار والمهربين
والمنتفعين لديهم مبالغ ضخمة نتيجة اثراء غير مشروع ويهمهم هبوط سعر الليرة".
أحد المحللين الإقتصاديين بسيريانيوز وافق حبّال
بالرأي, حيث قال إن ذلك من شأنه أن "يؤدي الى ربط الشمال السوري بالاقتصاد
التركي... وبالتالي رفد الاقتصاد التركي بمداخيل جديدة على حساب الاقتصاد السوري
والليرة السورية التي ستنخفض قيمتها جراء هذا الربط... بالاضافة الى ان هذا الامر
سيؤدي الى تسهيل شراء بعض المنتجات المهمة كالنفط المهرب وغيرها".
الدين يستهدف البسطاء لتمرير
المشروع..
فطرح الموضوع عبر مواقع التواصل الإجتماعي, بحسب
عمر حبّال, سبقه حملة "استهدفت الفقراء والبسطاء ومحدودي الدخل عبر جمع مشايخ باسم
علماء دين ليقولوا بأنه من الأفضل استخدام الليلرة التركية لان تركيا دولة مسلمه
وهذا نفاق واستغلال الدين لاغراض ضارة بالمجتمع والدولة".
وحذر حبّال من أن "جمع بعض الكتائب وأخذ توقيعها
بالموافقة على القرار وعقد ندوات باسم اقتصاديين ومجلس اقتصادي او مجلس محلي لاقناع
المواطنين واخافتهم من الليرة السورية مستخدمين نفس أساليب النظام", مبدياً خوفه من
"تأثير الفصائل المسلحة وأن تقوم بملاحقة من لا يلتزم بتلك القرارات العبثية".
فـ "التداخل الاقتصادي بين المناطق المحررة
والمناطق الخاضعه للنظام اضافة لوجود أعداد كبيرة لازالت تقبض رواتبها بالليرة
السورية وتبادل البضائع ايضا حتى القادمة من الشمال تصب في مناطق خاضعة للنظام ولن
يفيد اتسبدال الليرة السورية ايضا وسيخلق تضارب اسعار ايضا", بحسب حبال.
خطوة ممكن أن تساهم بتقسيم سوريا..
أشار المحلل الإقتصادي بسيريانيوز إلى أن "استبدال
العملة السورية بالعملة التركية له مخاطر جسيمة اقتصادية وسياسية.. كما انه سيسهم
سياسيا بتكريس نوع من ثقافة التقسيم وهي اجراء يسهم في هذا الموضوع".
المعارض حبّال رأى أن "خطورة التحول الى عملات دول
الجوار سيؤدي الى تبعية الدولة لسياسات تلك الدول وتمرير موضوع استبدال الليرة في
الشمال ان مر لاسمح الله سيؤدي الى التحول في الجنوب الى الدينار الاردني والغرب
والوسط الى الليرة البنانية ووسط دمشق الى التومان الايراني وبسقوط النظام سيكون
هناك مشكلة كبيرة جدا في اعتماد سياسة نقدية مستقلة وتحتاج الى وقت طويل لضبطها".
وكانت ندوة عقدت في حلب، يوم الثلاثاء, حاضرها
خبراء "شرعيون واقتصاديون"، للحديث عن "فوائد" استبدال الليرة السورية بالليرة
التركية في مناطق سيطرة مقاتلي المعارضة في الشمال السوري, بحسب مصادر معارضة, حيث
اتفق المشاركون على إطلاق حملة لإنجاح استبدال العملة بداية شهر آب القادم.
وتشهد الليرة انخفاضا بقيمتها أمام العملات
الأجنبية، حيث تجاوز سعر مبيع أمام الليرة السورية الـ 300 ليرة في السوق السوداء,
في ظل الأزمة الجارية في سوريا والتي أثرت على احتياطيات القطع الأجنبي في المصارف
العامة والخاصة، كما أدت الأزمة إلى تراجع الصادرات وزيادة الطلب لاستيراد مواد
أساسية، لاسيما غذائية ودوائية ومحروقات.
م.ع
تحقيقات - سيريانيوز