نشطاء: #مضايا_تموت- جوعا
وأطلق ناشطون سوريون ومتضانون عرب وسوم
(هاشتاغ) أبرزها "#مضايا_تموت_جوعا", تتحدث عن معاناة أهالي مضايا جراء الحصار,
بهدف لفت أنظار المجتمع الدولي إلى "مأساة" مضايا.
ونشر ناشطون مقاطع فيديو وصور تظهر معاناة
أهالي مضايا جراء فقدان الطعام وأغذية الأطفال والأدوية, كما تظهر في الصور جثث
لضحايا الحصار جلهم من الأطفال والرضع والشيوخ, وتبين الصور انتفاخ البطن أو
تقعره مع بروز عظام القفص الصدري ونحول الأطراف وبروز عظام الوجه, ما يدل على
وفاة هؤلاء الضحايا جوعاً.
وتداول نشطاء مقاطع فيديو لأطفال وأشخاص على
قيد الحياة يشرحون حاجتهم إلى الطعام ويتحدثون عن رغبتهم بالحصول عليه, حيث
اظهر احدها الطفل محمد الذي قال بانه منذ أسبوع بدون طعام ويرغب بتناول
الحلوى, بحسب
مقطع فيديو ظهر فيه.
كما أظهرت الصور أن الغذاء الأساسي للكثير من
المحاصرين هو القليل من الماء والملح وبعض ملح الليمون ويضاف له بعض النعناع
الجاف ليمكن تناوله, فيما أعرب متضامنون عن سخطهم على المجتمع الدولي والدول
العربية, لعدم تحركه لانقاذ ما تبقى في المدينة التي نزح إليها عائلات من
الزبداني خلال فترة المعارك فيها.
حملة "جسد واحد- الم
واحد" للتخفيف من الحصار
وتضاماً مع مضايا, أعلن "الدفاع المدني" النشط
في مناطق سيطرة المعارضة المسلحة عن حملة "جسد واحد , ألم واحد"، لتكون "منصةً
للتبرّع مساهمةً في تخفيف عبء الحصار عن أهلنا وقد تجاوز حصارهم 200 يوم",بحسب
بيان لهم على صفحاتهم مواقع التواصل الإجتماعي.
وأشار "الدفاع المدني" إلى أن "الحملة ستبدأ
بأصحاب الخوذ البيضاء (عبارة يشتهر بها المنقذون في الدفاع المدني) بالتبرع
بجزء من مكافآتهم ومصاريفهم التشغيلية", داعياً "جميع الناس لالتبرع لأهلنا في
بلدة مضايا من خلال مراكز الدفاع المدني السوري".
وأوضح "الدفاع المدني" أن "المراكز ستحول كل
التبرعات إلى مركز الدفاع المدني العامل في مضايا، حيث سيتم التصرف بالتبرعات
بما يتناسب وحاجة الأهالي والموارد المتاحة وإيجاد السبل الأجدى لتخفيف
معاناتهم، ولن نعدم الوسيلة في تخفيف عبء الحصار عن أهلنا".
ونشرت صفحات "الدفاع المدني السوري" صور
لمتطوعيها في محافظتي حلب وإدلب تطالب بفك الحصار عن أهالي مضايا وتدعو المجتمع
الدولي والأمم المتحدة للتحرك لوقف "المأساة".
وتشهد بلدة مضايا حالات وفاة للأطفال وكبار
السن منذ شهر تشرين الأول الماضي, جراء نقص الغذاء والدواء, بينما زادت سوء
الأحوال الجوية صعوبة الحياة على 40 ألف شخص محاصر بالبلدة, بحسب نشطاء.
فرنسا تدين الحصار على مضايا..
وتطالب بايصال المساعدات وفق القرارات الدولية
الحصار الذي تتعرض له مضايا لم يلق اية مواقف
دولية رافضة له, بحسب نشطاء, باستثناء فرنسا التي ادانت "بأشد العبارات الحصار
الذي يفرضه النظام السوري على بلدة مضايا قرب الحدود اللبنانية", مضيفةً
"وبينما يتضور جوعاً سكان البلدة البالغ عددهم 40000 ساكن، يمنع النظام أي
منظمة إنسانية من الوصول إلى البلدة. وهذا الوضع لا يطاق وغير مقبول".
ودعت باريس إلى "إلى الرفع الفوري للحصار
وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية في حالة طوارئ إلى مضايا وإلى جميع المناطق
المحاصرة في سورية، وذلك وفقاً لقراري مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 2254
و2258".
ويدعو البند 12 من القرار 2254, الذي تبناه
مجلس الأمن الشهر الماضي, "الأطراف إلى أن تتيح فوراً للوكالات الإنسانية
إمكانية الوصول السريع والمؤمن وغير المعرقل إلى جميع أنحاء سوريا ومن خلال
أقصر الطرق وأن تسمح "فوراً" بوصول المساعدات الإنسانية إلى جميع من هم في حاجة
إليها, لاسيما في المناطق المحاصرة والتي يصعب الوصول إليها".
كما مدد القرار 2258 , الشهر الماضي, العمل
بآلية إيصال المساعدات إلى سوريا عبر الحدود, حيث يعتبر هذا التمديد الثاني هو
للقرار الاممي 2165 القاضي بإدخال المساعدات إلى سوريا دون الحاجة لموافقة
الحكومة السورية, كما انه القرار الثاني الذي يتبناه المجلس خلال 4 ايام والذي
حدد حارطة لحل الازمة السورية.
وكان المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي
ميستورا, قال, آواخر الشهر الماضي, إن اتفاق الزبداني – كفريا – الفوعة- برعاية
أممية, والذي ينص على إجلاء المئات من المقاتلين المعارضين والجرحى مع عائلات
من هذه البلدات, يهدف إلى إيصال المساعدات إلى المناطق "المحاصرة أو المعزولة",
مشيرا إلى أن هدف الأمم المتحدة هو التوصل إلى وقف لإطلاق النار في كل أنحاء
سوريا في القريب العاجل.
ويشار إلى أن اتفاق هدنة الزبداني كفريا الفوعة
تشمل بلدة مضايا, حيث تم تطبيق المرحلة الثاني من الهدنة بخروج الجرحى
والمقاتلين من البلدات ولكن مضايا لم يخرج منها أحد والحصار لم يفك عنها, فيما
دخلت أخر دفعة مساعدات شهر تشرين الأول الماضي دون أن تحوي على أدوية, بينما
يقوم الأهالي بغلي أوراق الأشجار والأعشاب وأكلها, بحسب ما ينقل النشطاء عن
معاناة الأهالي.
م.ع
سيريانيوز