قال
الكاتب والباحث الأمريكي "فرانكلين لامب " أنه "اشترى" أربع أطفال سوريين ب 600
دولار في منطقة "الرملة البيضاء" في لبنان ونشر الباحث تفاصيل مثيرة عن عملية
الشراء
فيما يلي ترجمة غير رسمية للمقال:
اعترف أنى اشتريت أربع أطفال سوريين في منطقة "شاطئ
الرملة البيضاء" في لبنان، من امرأة يبدو عليها القلق، لم أكن متأكد انها تتبع لأحد
عصابات الاتجار بالبشر التي تنشط حالياً في لبنان ويقومون ببيع الأطفال والنساء
الصغيرات، المرأة البائعة ادعت أن ‘عائلة الأطفال كانوا جيرانها في حلب والأطفال هم
(فتاتين توأم عمرهما 5سنوات، وصبي عمره سنة وبضع أشهر، والاخ الكبير يبلغ 8 سنوات
ويظهر الجميع في الصورة على الدراجة) أهلهم فقدو حياتهم اثناء الحرب.
انتهى بها المطاف في
لبنان كانت ترتجف قالت انها لم تسجل نفسها في مكاتب "المفوضية العليا لشؤون
اللاجئين" لأن وجودها غير شرعي ولا تملك وثائق هوية، وقالت انها لم تعد قادرة على
رعاية الأطفال الذين يرتجفون، ولا تريد ان تبقيهم في الشارع، وسوف تبيعهم لي ب 1000
دولار كل طفل ب 250 دولار.
اصابتني صدمة، بدأت استعد لركب دراجتي النارية،
وأقول في نفسي "يكفي شيء مقرف" ونظرت حولي لوجود سيارة الشرطة، نظرت للأطفال كانوا
يشعرون بالبرد ويرتجفون، الجو ماطر وبارد، واكيد انهم جائعين، عرض عليها 600 دولار
لجميع الأطفال، وافقت قالت انها تريد التوجه الى تركيا وسوف تحاول الوصول الى
"جزيرة ليبوس" في اليونان.
المرأة امهلتني "عشر دقائق" حتى احصل على النقود من
الصراف الالي لجلب 600 دولار، واشترطت ان تكون النقود بالدولار، الأطفال يبدو عليهم
عدم فهم ما يجري وكانت نظراتهم تلاحقني.
الذي كان يجول في ذهني وانا اركب الدراجة وابحث عن
"صراف الي" رعاية هؤلاء الملائكة الذين فاوضت على مصيرهم.
اعي تماماً الاحصائيات الموجودة بشأن سوريا وأن 14
مليون سوري بحاجة لمساعدات انسانية عاجلة أكثر من نصفهم من الاطفال يعانون من سوء
التغذية والاستغلال وسوء المعاملة، الجميع يعرف القصص المرعبة , على بعد ساعة
بالسيارة من هنا مضايا والزبداني اضطر الأطفال من اجل البقاء على قيد الحياة أكل
علف الحيوانات واكل حساء من الأعشاب, وأشارت تقارير وسائل الاعلام لوفاة اكثر من 20
شخص عام 2015 من شدة الجوع, ووجود عشرا الحالات يموتون بسبب امهاتهم بعد ان اصبحوا
غير قادرين على ارضاعهم.
فكرت بالأطفال اللاجئين في لبنان وتعرضهم
للاستغلال، عشرا ت الألاف بدون مأوى في الليالي شديدة البرودة، الألاف يقعون كل يوم
فريسة للاستغلال وسوء المعاملة، فكرت ايضاً في جهود الإغاثة التي تعاني من نقص
التمويل التي أرغمت الأمم المتحدة والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين قطع المساعدات
عن أكثر الناس حاجة للإغاثة بسبب عدم كفاية الدعم.
وخطر في ذهني ايضاً التقرير الذي تحدث ان 30% من
126 طفل تم استطلاعهم يتناولون وجبة واحدة فقط يومياً. وفكرت بالهجمة المكثفة ضد
اللاجئين من بعض السياسيين اللبنانيين بتهمة تشكيلهم خطر يهدد امن البلاد بالرغم من
انهم يقومون ببعض الاعمال التي لا يقبل عليها الكثيرين، هجمة هؤلاء السياسيين أظهرت
"دونالد ترامب "أكثر رأفة منهم بطريقة او بأخرى.
فكرت في الأطفال السوريين الذين اراهم يومياً
يجولون شوارع بيروت يبيعون العلكة او الزهور، او تلميع الأحذية، وفكرت بالفتيات من
سن 11 و 12, عندما اذهب الى الشاطئ لأخذ قسط من الراحة يجول في خاطري تلك
“السرطانات " المعادية للمجتمع على طول الشاطئ.
هؤلاء الأطفال الأبرياء على طول "شاطئ الرملة
البيضاء" ينتظرون السيارات الفخمة ذات الزجاج المظلل المولعون بالتحرش بالأطفال
مقابل حفنة من الدولارات تراهم يركبون السارات ويختفون في بعض الأحيان برفقة هؤلاء
الأطفال، بعض المراقبين قام بأخذ صور لوحات السيارات واخذها لقسم شرطة "الرملة
البيضاء" ولكن للأسف شرطي واحد فقط في المركز عبر عن اسفه لأن رجال الشرطة تنوء
بنفسها التدخل في تلك الحالات، اكثر من مرة لا تبالي الشرطة , فتاة صغيرة تدعى
"ليلى" ذكرت اكثر من مرة لدى الشرطة النسائية قالو:" حسناً انها تكسب بعض المال من
اجل عائلتها".
العديد من النساء من سوريا القادرون من العثور على
العمل يتعرضن "للتحرش الجنسي" بشكل منتظم من قبل أصحاب العمل والعمال الذكور ولعدم
وجود اخوة ذكور لهن يصبحن غير قادرات على الدفاع عن أنفسهم، ببساطة الدعارة توفر
عائد أكبر من العمل فالفتاة تكسب من الدعارة 36 دولار يومياً بالمقارنة مع 8-10
دولار للعمل اليدوي لمدة تتراوح بين 13-14 ساعة يومياً.
وقالت ناشطة اجتماعية في منظمة "ابعاد" وهي منظمة
غير حكومية تقف في وجه العنف ضد المرأة من قبل الرجال، وتحدثت تقارير عن قيام
العديد من النساء السوريات الارامل على تشجيع أطفالهم على العمل، او قد يقومون
بتزويج (بيع) بناتهم في سن المراهقة للحصول على (مهر) من العريس، وغالباً يفشل ذلك
من قبل والد العروس للحصول على المال من شخص أخر.
العديد بدون وجود قانوني في لبنان ولا يملكون أوراق
رسمية ولا يستطيعون تجديد اوراقهم، لذلك يصبحون عرضة للاعتداء ولاستغلال وعدد قليل
من المنظمات يقدم لهم المساعدة، ومع تكرار الاعتداء يمتنعون عن ابلاغ السلطات لعدم
الثقة باتخاذ إجراءات للمرأة السورية وخوفاً من الانتقام من قبل المعتدين، او قد
يلفي القبض على الضحية لأنها لا تملك إقامة قانونية.
وفي الوقت نفسه يقوم امريكي بإجراءات منح إقامة، في
الوقت الذي يعاني السوري منذ عدة سنوات من حرب إجرامية أدت لوفاة أكثر من مليون شخص
بمساهمة الحكومة الامريكية، التي تغض النظر عما يجري، وسياستها الغير أخلاقية اتجاه
فلسطين، مركز الشرطة المحلية (الامن العام) بالقرب من "برج البراجنة" الفلسطيني حيث
يوجد مئات من اللاجئين السوريين هذه الأيام, يتقدم امريكي للحصول على تأشيرة ويمنح
إقامة لمدة ثلاث سنوات عن طريق دفع رشوة 65 دولار يحصل عليها في نفس اليوم بدلاً من
الانتظار لأسابيع او أشهر, هنالك شيء خاطئ في هذه الحالة.
أخذت الأطفال الى شقتي، صديقتي اثيوبية من "اديس
ابابا"، تقوم بخدمتي وافقت على البقاء في المنزل والمساعدة في رعاية الأطفال، الولد
الأكبر سناً (خالد) في المدرسة. بعد عدة ساعات وفي اليوم التالي قمت بإجراء العديد
من المكالمات الهاتفية لمساعدة الأطفال ولكن البعض اعطى وعود، واتصلت ببعض المنظمات
الإنسانية للمساعدة بشيء مفيد للأطفال ولكن على مدار أسبوع لم اتلقى أي رد.
قمت انا وصديقتي برعاية الأطفال أصبحوا يأكلون
الطعام الأمريكي، والكعك والخبز والحلوى والشوكولا ورقاقات البطاطا، بالإضافة
للوجبات من المعكرونة والدجاج والخضار وفطائر الموز ناهيك عن بعض الأغذية الأثيوبية
اللذيذة جداً التي قامت صديقتي بصنعها، لقد أصبحت صديقتي خبيرة في اللعب مع الأطفال
يلعبون الاخفاء والتماس، وأصبحوا يلتقوا ببعض الأطفال السوريين في الحي، وأصبحوا
يستمعون للهجاتهم المختلفة ويلعبون سوية لعبة "السنجاب البري" و "ولت ديزني"
اتلقى العديد من رسائل البريد الالكتروني، يسألون
عن رأي في الاحداث في المنطقة، وطرح أسئلة مختلفة، وطلب مشورة حول المواد الدراسية
من قبل الطلاب ولكن لم يسأل أحد قط عن شراء أطفال سوريين لاجئين في لبنان.
إذا، وعندما يتساءل مراقب عن احداث مشابهة لتلك
التي حصلت معي عندما جلبت هؤلاء الأربعة الذين لا يقدرون بثمن، ويشرفني ان أكون انا
“العم الأمريكي" دون شك او خوف من أي عواقب قانونية قد تنظر في جناية او مخالفة قمت
بها، اود ان احث "السامريون" على اتخاذ الخطوات المقبلة.
يجب علينا جميعاً ان نفعل ما بوسعنا لحصول الأطفال
في سوريا على بيئة امنة، يأخذوا فرصتهم في اللعب وان يكونوا أطفال، عزيزي القارئ
إذا حدث معكم ما حدث معي يرجى التأكد من هؤلاء الملائكة يشعرون بالحماية والأمان
والدفيء، والحصول على ملابس نظيفة، وطعام، والحصول على الفحوصات الطبية، والاتصال
بالمنظمات غير الحكومية للحصول على المساعدة، وشراء الألعاب، مع العلم أنك قد لا
تحثل على مساعدة الفورية.
والأهم من ذلك، عزيزي القارئ ان تجد لهم الام،
ونأمل في مستقبل غير بعيد ان يكونوا في اوطانهم، بعد ان يغلق الجحيم الباب في
بلدهم، ويمكنهم العودة الى ديارهم، ويعشون في نعيمه لكي يستطيعوا من إعادة بناء
سوريا.
نبذة عن الصحفي "فرانكلين لامب" كاتب هذه التجربة:
حصل "فرانكلين لامب " المستشار والمساعد السابق،
اللجنة القضائية في مجلس النواب الأمريكي، وشهادة في القانون في جامعة بوسطن ودرجة
الدكتورة في كلية لندن للاقتصاد، وبعد ثلاث سنوات في محكمة العدل الدولية في لاهاي.
"لامب "كان دكتور "مركز الدراسات القانونية" شرق
اسيا في كلية الحقوق في جامعة "هارفارد".
وهو يقوم حالياً بإجراء بحث في لبنان بالإضافة انه
متطوع مع مجموعة "الحقوق المدنية فلسطين" و"مؤسسة صبرا وشاتيلا".
"لامب" مؤلف كتاب "حرب إسرائيل 1984 في لبنان
“وكتاب "شاهد عيان سجلات الغزو والاحتلال" وكتاب "المسؤولية القانونية الدولية" و"
الثمن الذي ندفعه: ربع قرن من استخدام إسرائيل أسلحة أمريكا في الحرب اللبنانية "
وكتابه الأخير "حالة حقوق المواطن الفلسطيني في لبنان" ومن المقرر ان يصدر قريباً.
سيريانيوز