"نسعى الى احداث فرق .. ونعتقد باننا سننجح "

في إطار إطلاق سيريانيوز لخدمة " في المكان الذي أعيش فيه ، والتي تم تشغيلها بشكل تجريبي بالتزامن مع الحملة الانتخابية لعضوية مجلس الشعب ، ليتم إقرارها بشكل نهائي كخدمة دائمة في سيريانيوز التقينا بنائب المدير العام لسيريانيوز المهندسة هناء سلطانة للاستيضاح حول ماهية الخدمة الجديدة وأهدافها.

بداية ما وراء تسمية " في المكان الذي اعيش فيه " ؟

هي للدلالة على روح الخدمة وهي تحديد المواضيع وشكاوي السكان بالأمور الخاصة فيهم والابتعاد عن الامور العامة التي لها زوايا متعددة في الموقع مثل مساهمات القراء والتعليقات ومواضيع للحوار ، أي ان ينقلوا لنا معاناة خاصة واقعية.

اذا هي باب للشكاوي .. ؟

يمكننا قول ذلك ..

هل ترون بالفعل فائدة حقيقية من تقديم الشكوى في سيريانيوز ..

حاولنا ان ننظم عرض الشكاوي حسب الأماكن مصنفة حسب المحافظات والمدن والمناطق ، وهذا يسهل على الجهات المعنية استعراض المشاكل التي تعاني منها كل منطقة وبالتالي يسهل عليها ايجاد الحلول خاصة في حال تكرار الشكوى حول موضوع واحد في منطقة محددة.

مثلا .. ؟

منذ أيام جاء عبر هذه الخدمة اكثر من عشر شكاوي حول الدراجات النارية في مناطق متعددة في ريف دمشق ، وهذا مؤشر بان المشكلة متفاقمة و بالتالي تستدعي تدخل الجهات المعنية..

واذا لم تتدخل .؟؟

عادة عندما نرى ان الشكوى خطيرة او اصبحت ظاهرة عامة فإننا نقوم بتحقيق صحفي حولها وهذا ما كان بالنسبة الى الدراجات النارية ، ونقوم بنشر التحقيق في مكان بارز على صفحتنا الرئيسية ..

وهل عادة تلقى مثل هذه التحقيقات التجاوب من قبل الجهات المعنية .. ؟

في الغالب نعم .. وبدورنا فان مثل هذه المواضيع متابعة ، ونتعمد بتكرار النشر عنها من خلال الاشكال الصحفية المختلفة لكي نذكر بان المشكلة ما زالت قائمة ..

مثل موضوع جمعيات السكن .. ؟

مثل جميعات السكن التي من الممكن ان تتحول لادوات جمع للاموال واحتيال على المواطن ، قمنا بتحقيق وما زلنا نتابع كل تطورات الموضوع وننشره اول باول ، كذلك الجامعة الوهمية الافتراضية ومشكلة هذا النوع من التعليم نتابعه ، مخالفات البناء .. الخ.

هل لديكم خطة للتنسيق مع الجهات المعنية حول هذه الزاوية .. ؟

بالفعل لدينا خطة لمخاطبة الوزارات والوحدات الادارية المختصة ، لمتابعة هذه الزاوية ، لانها بالفعل تقدم لصاحب القرار خدمة مجانية كبيرة للاطلاع على واقع القطاع الذي هو مسؤول عنه وبشكل مجاني وموثق ، والأكثر من ذلك نعد لكي نزود هذه الجهات بتقارير شهرية عن الشكاوي التي تردنا ونطلب ردود عليها لكي ننشرها في الموقع ..

هل سوف تتجاوب معكم هذه الجهات ؟

نحن متفائلون وبدأنا بالفعل بالتنسيق مع بعض هذه الجهات وكانت ردة الفعل ايجابية ..

ما فالفارق بينها وبين زوايا شكاوي المواطنين في كل الصحف المحلية .. ؟

الفرق كبير ، ويبدأ بالتوثيق وارشفة الشكاوي وتصنيفها ، فالشكوى التي ترد الينا لا تمحى وتنضم الى الشكاوي المماثلة ويمكن من خلال البحث التعرف على تاريخ الشكاوي في كل منطقة وملاحظة تكرارها ، ثم اننا وضعنا في سياستنا التحريرية متابعة هذه الشكاوي ونشر المواضيع حول المهم منها لتشكيل رأي عام ضاغط باتجاه حلها ..

الا نعزز ثقافة التذمر لدى المواطن بمثل هذه الخدمات .. ؟

معك حق .. احيانا يكون فتح الباب لتلقي الشكاوي بمثابة تشجيع على ثقافة التذمر والتشكي والسلبية دون المساهمة في إيجاد الحلول المناسبة او المساهمة في هذه الحلول ، ويمكن معادلة هذا الانحراف إن حدث من خلال تحقيقات او مواد صحفية تحث على لعب الدور الايجابي في حل المشاكل التي نتعرض لها ..

دور ايجابي .. كيف ذلك .. ؟

يعني عندما نرى شخصا يسرق .. يجب ان نكلف انفسنا عناء ان نسلمه او نخبر الشرطة ، شخص يخرب شخص يرتشي .. ، يجب ان نتحمل مسؤوليتنا تجاه مجتمعاتنا .. لا نكتفي فقط بالتشكي ، مع ان تقديم الشكوى في كثير من الاحيان يكون خطوة باتجاه الحل ولكن لا يشكل كل الحل .. في المقابل نرى من حق صاحب المعاناة او المشكلة ان يعرض مشكلته او معاناته امام الرأي العام وتكرار هذا العرض سيشير بالضرورة الى مواطن الخلل ويساعد على الحل.

يتهمكم البعض باشاعة الاحباط والتركيز على السلبيات .. ؟

هذه هي الصحافة .. لسنا معنيين كثيرا بالامور التي تسير في طريقها الصحيح ، نحن مثل الشرطة مهمتنا ان نكشف "الحرامية" ونسلط الضوء على السلبيات بغية إيجاد الحلول والتخلص منها وتحسين الأوضاع العامة ، الحل يبدأ من الاعتراف بالواقع ومواجهة المشاكل ، ومعرفتنا لمشاكلنا شيء يدعو للتفاؤل وليس الاحباط ، ويشكل الاساس الذي بدونه لا يمكن ان نبدأ عملية البناء ..

لا تتعاطى الصحافة مع الايجابيات .. ؟

تتعاطى وهناك الكثير من التحقيقات والمواد التي نركز فيها على نشاطات المجتمع ، الانجازات الحقيقية التي تشكل فرقا فعليا في حياتنا ، شخصيات مميزة .. احداث هامة ذات طابع احتفالي ,, الخ .. ولكن اكرر ليست هذه مهنتنا الحقيقية .. مهنتنا نقل الحقائق ، التركيز على التجاوزات والممارسات الخاطئة ، رصدها وعرضها للرأي العام لنشكل عاملا ضاغطا لمكافحتها والعمل على تحسين الحياة العامة .. هذه هي الصحافة ..

الى أي مدى تتوقعون النجاح للخدمة الجديدة .. ؟

نعتقد بالفعل انها بدأت تنجح ونحن نتلقى عشرات الشكاوي في كل يوم ، التي يمكن ان يكون الكثير منها في غاية الاهمية ، واتحنا للمواطن ان يبدي رغبته في متابعتنا للشكوى من خلال الاتصال به واذا اراد زيارته والتوسع في الموضوع ..

ستزورون اصحاب الشكاوي في بيوتهم .. العشرات في كل يوم ..؟

الحقيقة ليس كل الذين يقدمون الشكاوي يطلبون زيارتنا بل نسبة قليلة منهم عادة ، ثم اننا سندرس الشكاوي لنرى مدى اهمية ان نعالجها من خلال تحقيق صحفي ، ولكن نحن نعد فريق عمل واسع من اجل تلبية متطلبات المتابعة الميدانية لهذه الخدمة ..

هل ستحدثون فرقاً ؟

على الاقل هذا ما نسعى اليه .. ونعمل من اجل تحقيقه ، واعتقد باننا سنحقق نجاحات مهمة ..

شكرا لكِ

شكرا ..

محرر سيريانيوز