مئات الآلاف من أبناء العراقيين لم يتمكنوا من الحصول على فرصة التعليم في سوريا التي فروا إليها هرباً من العنف المندلع في بلادهم.

وعلى الرغم من أن الحكومة السورية سمحت لهم بالانضمام لمؤسساتها التعليمية والصحية، إلا أن التماس العدد الأكبر منهم للمساعدات يعني أنهم لا يحصلون على ما يحتاجون. 

وتشير تقديرات الحكومة السورية إلى وجود نحو 1.7 مليون عراقي في البلاد، بينما تفيد المفوضية العليا للاجئين بان عددهم يصل إلى 1.4 مليون عراقي.  وتعتقد منظمة اليونيسيف أن أكثر من نصف اللاجئين العراقيين في سوريا يندرجون ضمن سن التعليم الأساسي.

ومعظم هؤلاء الأبناء غير قادرين على الانضمام إلى الصفوف الدراسية وذلك لأنهم هربوا مع عائلاتهم دون جلب وثائقهم الرسمية التي يحتاجونها لدخول النظام التعليمي في سوريا، أو بسبب الفقر.

عندما قدم سيد شاكر، 14 عاماً، مع عائلته إلى سوريا لم يكن لديه أي فكرة عن ما ينتظره، فقد انتهى به المطاف إلى بائع حلويات عراقية في إحدى ضواحي دمشق التي تعج باللاجئين العراقيين وهو يكسب من عمله هذا 150 ليرة سورية يومياً.

يقول سيد "أتيت إلى هنا منذ عام مع عائلتي. وليس لدي وثائق تمكنني من التسجيل في المدرسة. كما أنني بحاجة للعمل كي أعيل عائلتي وأساعد والدي".

سيد هو واحد من بين الكثيرين من الأولاد العراقيين اللذين وقعوا في شرك الفقر وليس لديهم فرصة تعليم تنقذهم منه.

هناك نحو 33.000 لاجئ من أبناء العراقيين سجلوا في المدارس في سوريا عام 2007. ويقول مارك لوس، المسؤول في منظمة اليونيسيف إن تسجيل 100.000 طالب عراقي في المدارس السورية للعام الدراسي 2007-2008 هدف نطمح لتحقيقه.  

وأضاف "سوف تقد اليونيسيف دورات تدريبية للمدرسين وتساعد في تحسين البيئة الدراسية في المدارس. وستركز اليونيسيف على الأبنية المدرسية والنية التحتية فيها".

أما بالنسبة للمفوضية العليا للاجئين فقد انتهت من إعادة تأهيل 11 مدرسة في مدينة دمشق وحولها. وهي تقوم بتجهيز 70 إلى 100 مدرسة للعام الدراسي الجديد، بالإضافة إلى تشييدها لثمان مدارس جديدة. 

وكانت كل من اليونيسيف والمفوضية العليا للاجئين قد أطلقتا التماساً عالمياً لتغطية النفقات اللازمة لمثل هذه البرامج التي تديرها في سوريا والأردن.

التعليم العالي هو الأخر مفتوح تقنياً أمام جميع العراقيين. ولكن بما أن المناهج السورية مختلفة عن تلك العراقية فإن العديد الطلاب العراقيين غير قادرين على الانتساب للجامعات السورية.

ولكن هناك سبيل أخر وهو الجامعات الخاصة التي قدمت للعراقيين فرصة للدراسة وفقا لنظم تدريسية عالمية- في حال كان بإمكانهم دفع التكاليف.

وتعتبر الجامعة الدولية السورية مكرسة بشكل كبير للطلبة العراقيين. والعميد فيها عراقي وكذلك المدرسين والطلاب.

يقول عبد الناصر خالد حمزة، 20 عاماً ويدرس هندسة معلوماتية، "غادرت العراق لأن الرجال فيها أصبحوا مستهدفين. وهذه الجامعة تعتبر فرصة كبيرة بالنسبة لي. فنحن نخضع لنظام تعليمي تماماً كالنظام الذي اعتدنا عليه في بغداد".

ويعتبر عبد الناصر واحد من بين العراقيين القلائل اللذين يستطيعون دفع تكاليف الانتساب للجامعة والتي تصل إلى 4000 دولار أمريكي.

عمر هو الابن الأكبر للسيد عدنان وهو يبلغ من العمر 21 عاماً ويعمل في إحدى المطاعم لإعانة عائلته. عدنان يشعر بمرارة كبرى لان ابنه الأكبر لم يتمكن من إكمال تعليمه.  ;

يقول عدنان "وصلنا الى دمشق منذ عامين وذلك بعد أن استهدفتنا الكثير من الجماعات لذا هربنا. لقد أصبح أولادي دون مستقبل. كان من المفترض أن يكملوا تعليمهم، ولكن هذا صعب جداً فنحن لا يمكننا تحمل نفقات التعليم".

أما بالنسبة لقطاع الصحة فقد قال د. ماهر الحسامي، وزير الصحة السوري لوكالة البي بي سي خلال أحد المؤتمرات التي عقدت مؤخراً إن سوريا تحتاج إلى المزيد من المساعدات الخارجية.

وقال "إن منظمات الأمم المتحدة تقد الدعم وهم يطلبون من الدول المانحة تقديم المزيد. وللأسف الولايات المتحدة التي تعتبر الفاعل الأول في هذه الأزمة، لم تقدم أي دعم مالي للدول التي تستضيف اللاجئين".

ويرى الأشخاص القائمين على معالجة مشكلة اللاجئين أن التكاليف يجب أن تحسب مادياً فقط، حيث يقول رضوان نصير من المفوضية العليا للاجئين "هناك ازدياد في عدد المتسولين في الشوارع، وعدد المشردين وأولئك اللذين يعملون بشكل غير قانوني".

بقلم : لينا سنجاب-   بي بي سي نيوز

ترجمة هدى شبطا - سيريانيوز