اختار حمزة أبو حمدة
عياش ذي الوجه البريء والتسعة عشرة ربيعا مهنته في هذه الحياة, لكنه اختارها قصيرة
جدا, فقد أراد أن يكون "شهيدا" في العراق.
دخل هذا المراهق إلى العراق في
العاشر من تشرين الثاني بقيادة أحد مفكري القاعدة. ترك عند الحدود مايقارب الخمسة
والسبعين دولارا وجواز سفره وساعته ورقم هاتف أهله في تطوان المغرب.
ورغم أن مصير هذا الفتى لم
يعرف, إلا أن القوات الأمريكية تقول أن معظم المتسللين عبر الحدود ينهون حياتهم في
تفجير انتحاري أو "شهداء." هذا وقد نشرت القوات الأمريكية ما دعته بتقارير لما يزيد
عن الستمائة ناشط في القاعدة والذين دخلوا العراق عبر الحدود مع سوريا بين
2006-2007. وقد وضعت هذه القائمة خلال العمليات التي جرت شمالي العراق في أيلول
2007.
وحسب ما ورد في القائمة,
والمنشورة على الصلة التالية:
http://ctc.usma.edu من قبل مركز مكافحة الإرهاب, مجموعة
البحث العسكري, كان معظم الواردة أسماؤهم قد تسللوا عبر الحدود السورية 44.1 %؛
مروا عبر سوريا ثم عبروا الحدود إلى العراق وكانوا في أغلبهم سعوديي الجنسية. وكان
هنالك أشخاص حملوا جنسيات أخرى منهم 18.8 % ليبيون, و 8.2 % سوريون, و 8.1 %
يمنيون, و 7.2 % جزائريون, و 6.1 % مغاربة, و 5.5 % تونسيون.
وقد عثر على القائمة,
حسبما أوردت القوات الأمريكية, في حاسوب أثناء القيام بعملية قرب سنجار التي تبعد
350 كم شمالي العاصمة بغداد إلى جانب الحدود السورية. وقد وجد على هذا الحاسوب
ملفات حملت شعار القاعدة في العراق وتضمنت معلومات عن الأفراد وجنسياتهم وبلدانهم
وصور جوازات السفر الخاصة بهم وفي بعض الحالات عناوينهم وأرقامهم كحمزة أبو حمدة
عياش وإلياس أبو البراء وآخرين. وقد ترك بعضهم نقودهم وأغراضهم لدى الجهادي الذي
أحضرهم قبل أن يدخلوا الحدود من أوراق نقدية وهواتف نقالة ومشغلات MP3
والتي أصبحت كلها "هدايا" للقاعدة. وكانوا في أغلبهم طلابا وتراوحت أعمارهم بين
السادسة عشرة والرابعة والخمسين. وكان هناك أيضا مدرسون جامعيون وممرضات وأفراد
شرطة وأصحاب مهن.
هذا ووضع 66.3 % من
الأسماء تحت عنوان "شهداء"- متفجرون انتحاريون. ورغم أن "قائمة سنجار" تقدم القليل
من المعلومات حول كيفية تنسيب هؤلاء الأفراد أو كيفية وصولهم إلى هناك, لكنها تكشف
أن غالبيتهم قد أتوا عبر سوريا في الوقت ذاته وعلى الأغلب أتوا بشكل جماعة. وتثبت
هذه القائمة أيضا أن سوريا لا تزال نقطة العبور الأساسية إلى العراق. لكن وحسب
لمركز مكافحة الإرهاب يصعب تحديد دور دمشق تماما أو حول ما إذا كان هنالك "ضلوع"
للسلطات السورية في ذلك.
ويقول ضباط أمريكيون أن
عدد المارين من الحدود السورية إلى العراق قد نزل إلى نسبة 40-50 بالشهر مقارنة بما
يزيد عن 100 بالشهر في العام الماضي. ويفيد دور المهربين والمتعاونين السوريين في
نقل الجهاديين عبر الحدود بأن الشبكة قد تكون موجهة من قبل مجرمين حسب المركز.
ويضيف المركز أنه "من
البديهي جدا ألا تكون الإستخبارات السورية قد أحجمت عن تفكيك هذه الشبكات." فـ
"قائمة سنجار" تدحض ادعاءات القاعدة في العراق عام 2007 بأنها لم تضم سوى مائتي
عضوا من جنسيات غريبة. بينما تظهر الملفات ما يزيد عن ستمائة شخص دون أن تذكر ما
كان مصيرهم بعد دخول الحدود. ولم يورد الجيش الأمريكي شيئا عما إذا كان قد تأكد من
أرقام الهواتف.
التايمز الباكستانية
ترجمة طريف الحوري-
سيريانيوز