اتفاقية سايكس بيكو, جزأت الوطن العربي, لتحقيق مصالح الصهيونية والاستعمار. ولم ينس سايكس وبيكو أن يكون التقسيم من القوة والمناعة, بحيث يمنع أو يقف حجرة عثرة في تحقيق أي وحدة أو اتحاد حتى بين قطرين عربيين . وحتى وأد أي وحدة أو أتحاد أنجز بظرف من الظروف. وسارع مركز Grand Strategy , ليطمئن الادارة الأمريكية وبعض الحكومات الغربية والعربية, بأن أحوال اتفاقية سايكس بيكو بخير, وإن ماتت, فهناك مشروع كونداليزا رايس الجديد. ونشر تقرير جاء فيه:
الانقسام المجتمعي في الدول المركزية في الشرق الوسط قد بت بأنه لا مكان لحكم الاسلام السياسي. و الفتنة السنية الشيعية هي الآن في ذراها, ويوازيها حرب الاخوان في مصر. وتعيين فورد, سفيراً وتواجد كوادر للإخوان في سيناء يعنيان أن حرباً أهلية قادمة إن فشل السيسي في ضبضبة الأمور خلال عدة أيام.
و كشف المركز عن تخبط الادارة الامريكية الحالي تجاه الوضع في كل من مصر وسوريا, بتقرير جاء فيه: هناك افتراق بين موقف واشنطن ومواقف حلفائها في الخليج بخصوص مصر وسوريا, نتيجة صراع تيارين داخل المحافظون الجدد: واحد متمسك برهانه الاقليمي على أردوغان. وآخر فقد ثقته بهذا الرهان, ويفضل الاتكال على جهود بعض أمراء الجيل الثاني في بعض دول الخليج, لتحقيق مشروع الشرق الأوسطي الجديد.
والمشروع الامريكي الجديد, نشرته صحيفة السفير اللبنانية. وهذا بعض مما ورد فيه: المشروع الاميركي عبارة عن محاصصة طائفية ومناطقية, مع تطوير للأمن الذاتي للمناطق ذات الأغلبية الطائفية أو العرقية أو العشائرية خلال العملية الانتقالية. وسيكون على الأقليات تطوير تسليح لجان الدفاع الذاتي لحماية المناطق التي يعيشون فيها, بانتظار عودة السلطة المركزية إليها. أو تطوير مجالس إقليمية تحكمها, وهو ما يشبه وضع أسس دولة لامركزية ومحاصصة طائفية. أي أن واشنطن تريد في سوريا كياناً مفدرلاً (فيدرالياً) ككيس فضفاض من أقليات طائفية ومذهبية وأثنية وعشائرية تتحاصصه على الطريقة اللبنانية, وتنزع عنه هويته العربية والاسلامية. وهذا ما خططه المحافظون الجدد( برناد لويس وفؤاد عجمي), وما أشرف على تنفيذه فورد, ويشرف على تطبيقه الأخضر الابراهيمي في أي مؤتمر من مؤتمرات جينيف القادمة.
والامريكيين يخشون من أن خريطة طريقهم للحل في سوريا, قد تنتهي إلى عملية لانهاية لها. ولذلك يبذلون مساعٍ حثيثة لفتح قنوات اتصال بين المبعوث الدولي والعربي الابراهيمي ودمشق, لكي يتمكن من لعب دوره كوسيط ينفذ خارطة الحل. ولكن الرئيس أوباما مع اصراره على خريطة الحل, يساير الرئيس بوتين نحو حل سياسي. كي لا ينفجر المشرق بشكل غير مألوف, فتتألم إسرائيل, وتتعرض المصالح الامريكية للخطر. وربما لهذه الاسباب سارع معهد واشنطن ليحذر واشنطن من تداعيات هذه الأزمات.
ونشر تقريراً جاء فيه:
· سيستمر الإخوان المسلمين بالتظاهر في مصر. وهذا سيؤدي إلى أحد أمرين: استشراس الأجهزة الأمنية, وإخضاعها التام لانصار الاخوان لبسط الاستقرار. أو تجنب هذه الاجهزة ممارسة اجراءات غير اعتيادية, مما سيتيح فرصة التظاهر للإخوان لأجل غير مسمى. وهم سيلجؤون إلى وسائل أشد عنفاً, للتعبير عن مطالبهم. وهو ما سيهدد المسار السياسي برمته.
· يجب على واشنطن اتخاذ خطوتين فوراً لتأمين موقعها الاستراتيجي في المنطقة. من خلال: تعزيز مطالبتها بأن تسمح دمشق لفريق مفتشي الأمم المتحدة بالتحقيق بأحدث الادعاءات. والتأكيد على أن الرئيس بشار الأسد هو المسؤول عن الهجمات. والتوضيح لروسيا بأنه بغياب أدلة حول ممارسة النظام السوري رقابة على جميع أسلحته الكيميائية على أراضيه, فإن الأحداث تتطلب قيام واشنطن وحلفائها بعمل عسكري.
وتحذير وتنبأ معهد واشنطن, دعمه فريدريك هوف الذي كان المستلم لملف سوريا في أتلانتيك كونسيل, بانتقاده لإدارة أوباما. حيث قال: سياسة أوباما التي جعلت الرئيس الأسد وحلفائه وروسيا, يستنتجون أنهم قادرون على الفوز. و يتوجب على أوباما كقائد أعلى للقوات المسلحة ضمان عدم إلحاق الأذى بمصداقية الولايات المتحدة الأمريكية, ووفائها بالتزاماتها. فالحل يجب أن لا يكون بعد الآن في يد الرئيس أوباما. وإنما يجب على الرئيس الآن أن يستجيب للكونغرس, ويعوض عما اقترفت يداه. وهذا الانتقاد معناه أن حملة إسقاط أوباما بدأت تزيد من سرعتها في كل الولايات.
وصحيفة يديعوت أحرنوت اصطفت هي الأخرى مع معهد واشنطن وغيره من مراكز البحوث والدراسات ووسائل الاعلام, التي تنبه وتحذر من مخاطر الواقع الحالي على الحاضر والمستقبل. فكتبت الصحيفة تقول: في إسرائيل ينظرون إلى المستقبل في قلق. والتقدير هو أنه إذا ظل الغرب يتجاهل في واقع الأمر التطورات في سوريا, فسيوجد في غضون عام 100ألف مجاهد. وهذه قاعدة ضخمة للجهاد العالمي بالقرب من إسرائيل. وهذا بالنسبة لإسرائيل مشهد قاس, ولكنه قاس وخطر للأمريكيين أيضاً. وأنضم لهذه الجوقة دينيس روس, حيث نشر مقالاً في نيويورك تايمز, قال فيه: لطالما كانت المملكة العربية السعودية واحدة من أهم حلفاء الولايات المتحدة. ولكنها عارضت بشدة الاصلاح والديمقراطية في الخليج. والآن تقدم دعماً للجيش المصري يفوق ويقزم الدعم الأميركي. وإذا أرادت واشنطن تغيير موقف السعوديين بشأن مصر, يجب معالجة مخاوفهم الاستراتيجية من خلال إقناعهم بأنها مستعدة لتغيير ميزان القوى في سوريا ضد النظام, أو ستمنع الايرانيين من امتلاك أسلحة نووية.
ووسائل الاعلام الاسرائيلية قررت على ما يبدوا الضغط على واشنطن كي يكون أردوغان الضحية الثالثة بعد حمد ومرسي ,كي تخفف من قلق وغضب بعض حكام الخليج من وصول الاخوان المسلمين إلى سدة الحكم ,أو إعادة بناء نظام عثماني جديد. فموقع ديبكا الاسرائيلي كتب ساخراً يقول: اتهامات أردوغان لإسرائيل بأنها وراء الانقلاب في مصر وسيلة لتحويل انتباه حزبه عن فشله في إقامة النفوذ التركي في أي جزء من الشرق الأوسط, عن طريق وضع اللوم على اسرائيل بحرمانه من تزعم كتلة عثمانية جديدة مع الإخوان المسلمين في الشرق.
ورئيس حزب الشعب الجمهوري التركي, قال: أردوغان رجل ديكتاتوري حول تركيا إلى دولة شرطة بعدما استولى على مراكز القرار فيها. وهو يسعى الآن للقضاء على حزب الشعب لأنه لا يحتمل وجود المعارضة. ووزير الخارجية التركي السابق قال: حكومة أردوغان ضالعة في دعم إرهابيي القاعدة في سوريا والعراق. وموقفها من الازمة في سوريا, يشكل فضيحة لامثيل لها في تاريخ السياسة الخارجية التركية. وهناك على ما يبدوا ثمة محاولات حثيثة لإنقاذ واشنطن مما هي عليه, ومن انكسار عسكري شبه محقق, وضمانة ماء وجهها في الترتيبات النهائية للنتائج السياسية للمعارك على الأرض. وهذه المحاولات تتزعمها جهتان: جهة دولية تضم بعض الدول العظمى, وتتبع اسلوب مدارة واشنطن حتى لو تعقدت بعض المور والاحداث على الأرض, وطالت مدة إنجاز تسويات وحلول لبعض المشاكل والازمات. وجهة من بعض الدول الخليجية والأوروبية تشجع واشنطن على مغامرة عسكرية. لكن واشنطن تخاف من أن تكون مثل هذه المغامرة فاتحة حرب إقليمية دولية, وهذا ما يحذر منه الجنرال ديمبسي. وسارعت صحيفة يديعوت احرونوت لنشر رأي محللها العسكري رون بن شاي. والذي جاء فيه: بغض النظر فيما إذا كانت الضربة الامريكية ستنفذ بصواريخ توماهوك يتم اطلاقها من البوارج الاميركية القريبة من الشواطئ السورية, أو بواسطة قصف جوي, فإن السوريين من شأنهم الرد وقصف إسرائيل. وأنه برغم من وجود تركيا والاردن بنفس القارب أيضاً, إلا أن النظام السوري سَيُدفع إسرائيل الثمن.
والمحاولات الامريكية لإنقاذ الولايات المتحدة , وحفظ ماء وجهها, وجدت ضالتها من خلال تصعيد واشنطن المواجهة مع النظام السوري. وذلك بهدف إدراج ملف التسليح الكيميائي السوري على أجندة أي حل مقبل في مؤتمر جينيف. وهذا الموقف الاميركي لخصه السفير الهندي السابق السيد بهادرا كومار بمقال. جاء فيه:
مخطط اللعبة ضد دمشق هو تعيين الخبير السويدي إيك سيلستروم كرئيس لفريق الأمم المتحدة الذي وصل إلى دمشق. وسيلستروم هذا عمل في بعثة خاصة تابعة للأمم المتحدة للتفتيش عن أسلحة الدمار العراقية. والمهمة الوحيدة التي اسندت
للسيد سيلستروم ,هي التحري عن ثلاثة مواقع لتحديد فيما إن كان جرى استخدام السلاح الكيميائي في سوريا أم لا. وحتى ليس لديه تفويض حتى لتسمية الطرف الذي استخدم هذا السلاح. وهو ما عبر عنه صراحة الرئيس الاسرائيلي بيريس, حيث قال: آن الأوان لإزالة سلاح الدمار الشامل السوري الذي يهدد إسرائيل. ولهذا السبب, حذرت الخارجية الروسية: من محاولات فرض نتائج مسبقة على خبراء الأمم المتحدة. ودعت كل من يعلن عن إمكانية استخدام القوة العسكرية ضد سوريا إلى عدم ارتكاب أخطاء مأساوية بتبنيه لهذا الموقف. وسارع السفير الصيني إعلان تأييد ودعم بلاده موقف روسيا, وأن بلاده ستلعب في المحافل الدولية دوراً إيجابياً تجاه هذه القضية.
كما أن مراكز ابحاث, نشرت دراسات تقول فيها: حسب تقرير بريتيش بتروليوم الاحصائي لعام 2013م, فإيران تملك أكبر احتياطي في العالم من الغاز الطبيعي. وأنها تعدت روسيا وهذه أكبر مفاجآت التقرير. فتقرير العام الماضي حدد أن احتياطي روسيا يقدر بنحو 44 تريليون متر مكعب. فالصراع على الطاقة حامي الوطيس.
لخص وأوجز بيب إيسكوبار حال إدارة أوباما بمقاله في آسيا تايمز. بهذه الكلمات: فلاديمير بوتين القوي يتحسس ضعفاً في أوباما, كدب قطبي يصطاد فقمة. فقد قدر بسرعة كيف أن إدارة أوباما قد أصبحت ذات مصداقية مهتزة, وتحولت إلى رماد على جبهتين في وقت واحد, بسبب المعلومات التفصيلية التي سربها سنودن. وبسبب الطريقة التي تم اصطياده فيها بلا رحمة. وتابع الكاتب يقول: إن عقلية الحرب الباردة هي بالفعل متشربة في جينات الولايات المتحدة الاميركية .فالبيت الأبيض برر قرار الرئيس باراك أوباما بإلغاء قمة ثنائية مقررة تجمعه بالرئيس بوتين في موسكو, بذريعة نقص التقدم في كل شيء, من الدفاع الصاروخي, إلى الحد من التسلح في كل شيء, إلى العلاقات التجارية, وقضايا الأمن العالمي, وحقوق الانسان والمجتمع المدني.
كتب على شعوب العالم التعامل مع إدارة اميركية عمياء وطرشاء عن كل من لا تحب أن تسمعه وتراه. وأشبه بعصابة تمارس النهب والقتل والظلم والجور وهدر الحريات العامة وحقوق الانسان بذريعة محاربتها للإرهاب. يهدد ويتوعد وزير خارجيتها متناسياً أن هذه من مسؤولية وزير الدفاع. ويمارس كل من وزير الدفاع ورئيس أركان الجيوش الاميركية دور وزير الخارجية الدبلوماسي. ويتأرجح أوباما بين هذين الموقفين, مستخفا وساخرا بعقول الشعوب وكأنه يمارس دور مهرج. ناسياً أن تصرفاته وتصرفات إدارته سيكون خطرها مدمرا ًعلى العالم وبلاده. وخطرها أكبر على أتحاد بلاده ومصالحها.
الأربعاء: 28/8/2013م