واشنطن ـ استيقظ الرئيس أوباما يوم أمس الاثنين وهو يُواجه هزيمة في الكونغرس يعتقد الكثيرون من الحزبين أنها يُمكن أن تُعيق رئاسته خلال الفترة القادمة . وفي نهاية اليوم ، وجد نفسه في موقف غريب باعتماده على نظيره الروسي بوتين ، من بين كل الناس ، لإنقاذه .
إن الاقتراح الروسي المفاجئ لنزع فتيل المواجهة الأمريكية ـ السورية جعلت الوضع الهش أصلاً حتى أكثر عرضة للمخاطر لرئيس يعمل بجهد لإقناع الرأي العام المُشكك بشكل عميق في حاجة الولايات المتحدة للقيام برد عسكري في بلد آخر أيضاً في الشرق الأوسط ، ولكن هذه المرة انتقاماً لاستخدامه للأسلحة الكيماوية . وهذا ما قد يجعل الأوضاع حتى غير مستقرة بشكل أكبر، أو إنها يُمكن أن تُعطي للسيد أوباما مهرب من ورطة خلقها لنفسه إلى حد ما .
في الحقيقة ، وقع الرئيس أوباما في شرك محاولته ايجاد اتفاق مع بوتين الذي كان في عداء معه في الفترة الأخيرة ، وفي شرك محاولته الفوز بتأييد الجمهوريين في مجلس الشيوخ الذين عملوها شغلتن إعاقة برنامج عمله . وحتى لو كان لا يثق ببوتين ، فإنه يتعين على أوباما أن يُقرر فيما إذا كان سيأخذ المقترح الروسي بجدية ، أو يفترض إنه مجرد وسيلة لمنع وقوع ضربة عسكرية أمريكية .
تقول فيون هيل ، وهي مسؤولة سابقة في جهاز للاستخبارات ومؤلفة كتاب " السيد بوتين : رجل مخابرات في الكرملين ، إن " بوتين يعلم أن كل واحد يبحث عن مخرج ، وها هو يُقدم لهم هذا المخرج الذي يبدو مثل فكرة جريئة ستُخلّص كل واحد ، ومن بينهم أوباما ، من مأزق لا يُريدون أن يجدوا أنفسهم فيه " . ولكن هيل قالت إنها ربما تكون فكرة تعرقل الضربة الأمريكية في الوقت الراهن بدون أن تجد حلاً للمشكلة القائمة عليها . في الواقع قام مجلس النواب على وجه السرعة بتأجيل التصويت على قرار تفويض الرئيس أوباما بالتدخل العسكري في سورية .
ويقول هوارد بيرمن ، وهو ديمقراطي ورئيس سابق للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ " إنها فكرة تُشكل فقط قيمة مضافة إلى الغموض الحالي ، وتجعل من عملية التصويت أكثر صعوبة إلى حد ما . إنها تؤدي فقط إلى الإطالة ، وتجعل الكونغرس يقول دعونا ننتظر لنرى ما سيحدث لهذه الفكرة قبل أن نقوم بإجراء عملية التصويت " .
هذه الأمور جعلت من كُتاب خطابات الرئيس أوباما يُعيدون النظر في كل ما كتبوه قبل أن يُخاطب الشعب الأمريكي مساء اليوم ـ الثلاثاء ـ في ما يعتبره الكثيرون أنه يُشكل أكثر لحظات رئاسته تحدياً . هو يأمل بأن يُوضح لماذا هو من الضروري الرد على استخدام الأسلحة الكيماوية التي أودت بحياة 1400 من المدنيين ، وليؤكد للأمريكيين بأن نتيجة هذا العمل لن تكون حرب عراقية أخرى . ويحتاج السيد أوباما أيضاً ليشرح لماذا لا يزال يتعين على الكونغرس التصويت لمنحة التفويض في مواجهة توفر حل سياسي محتمل ، وما هي الحالة التي يُمكن أن تُرضيه بما فيه الكفاية ، وتجعله يأمر المدمرات في شرق المتوسط بعدم القيام بأي عمل ، على الأقل في الوقت الراهن .
وعلى الرغم من أن الكثيرين باتوا ينظرون إلى قرار الرئيس أوباما بالذهاب إلى الكونغرس بمثابة خطأ استراتيجي ، فإن بعض الديمقراطيين يعتقدون بأن تأثيرات ذلك السلبية على الفترة المتبقية من رئاسة أوباما لن تدوم طويلاً حتى ولو خسر التصويت .
نيويورك تايمز ـ الصحفي بيتر باكر . الثلاثاء 10-9-2013 .