مع سقوط حوالي ألف قتيل في العراق خلال الشهر الماضي ، تكون البلاد قد عادت إلى مستويات العنف السابقة التي شهدناها في الحرب الأهلية بين السنة والشيعة منذ خمس سنوات . ومعظم هؤلاء القتلى هم من المدنيين الشيعة الذين قضوا نتيجة انفجارات بالقنابل استهدفت الجنازات والأسواق العامة لضمان سفك أكبر قدر ممكن من الدماء . وقد بلغت أعداد القتلى أكثر من خمسة آلاف منذ شهر نيسان الماضي .
إن أعداد الضحايا هذه رهيبة بالفعل ، ومع ذلك يُولي العالم الخارجي اهتماماً قليلاً بذلك معتبراً هذا العنف كما لو أنه أمراَ لا مفر منه بسبب التركيبة الداخلية للبلاد . وفيما عدا تعليق عرضي أدلى به طوني بليرعندما قال إن العراق يسير بشكل جيد ، فإن زعماء العالم يلتزمون بصمت مُحرج حول العراق الذي كانوا في يوم من الأيام يهتمون بمستقبله لدرجة أنهم أرسلوا جيوشهم لاحتلاله .
ووصل العنف الآن في العراق إلى درجة كبيرة بسبب أن الحرب التي بدأت بغزو البلاد في عام 2003 لم تنتهي أبداً , وأصبحت الأمور أسوأ بكثير منذ العام 2011 بسبب أن النزاع في سورية قد قوى من قدرات تنظيم القاعدة في العراق وبلاد الشام الذي يقوم بحملة التفجيرات الحالية ، ويسيطر الآن على مناطق واسعة من الأرضي في شمال سورية . ويرافق كل ذلك في داخل العراق إخفاق الحكومة التي يُهيمن عليها الشيعة في المصالحة مع الأقلية السنية التي تقوم باحتجاجات صاخبة بشكل متزايد ضد أعمال القمع والتميز ضدهم . وهكذا بات بإمكان القاعدة الآن أن تتطلع إلى دعم السنة في شمال ووسط العراق الذين ينظرون إلى الحكومة في بغداد كعدو لا يُمكن التصالح معه .
ويقع الكثير من اللوم في ذلك على الحكومة العراقية بسبب عدم كفاءتها ، وبسبب الفساد الذي أضعف أجهزتها الأمنية الضخمة وأحدث خللاً في أدائها لواجباتها . والطريقة الوحيدة الآن لضمان عدم تطور المذبحة الجارية في العراق إلى جولة جديدة من التطهير العرقي هي التفاوض على وقف لإطلاق النار في سورية . الخميس 3-10-2013 . ترجمة : محمد نجدة شهيد .