"قطرة الماء تثقب الحجر..لا بالعنف لكن بتواصل السقوط "
- هنري مولر -
كيف لا؟!إن كانت الصخور تثقب فماذا نقول عن قلوبنا؟!
سؤال غريب إجابته حاضرة أمام أعيننا التي ذابت لغزارة الدموع التي تجري على أوجههنا،ليس العنف وحده ما يكسر القلب و يحفر فيه آباراً عميقة إنما كثرة النعرات و المضايقات و ..
قرأت اليوم لأحد الشبان الذي ما يزال في الصف التاسع عبارة أثارت في نفسي جدلاً كبيراً كتب "أنا أكره الناس "تصور يرعاك الله طفل أو كما نحسبه في مجتمعنا يقول بأنه يكره الناس و لكن لماذا؟!أو بلأحرى بماذا سيواجه هذا الطفل الواقع عندما يخرج إلى عالم أشنع عندما يطرد من خيمة والديه ليواجه الدنيا،سيواجهها باحتقار و سيدمرها و سيجعل كل من يمرون في خطه بائسون..
الحقيقة أيها الناس بأننا غافلون عن أمور خطيرة جداً،نعتقد بأننا لبيبون و سريعوا البديهة لكن الواقع هو أننا مغفلون حقا،ً نصنع السلاح الذي سنقتل فيه أنفسنا..
لماذا علينا أن نواجه منذ طفولتنا معلمون و معلمات قاسوا بحياتهم أو لم يستطيعوا أن يحققوا أحلامهم فيحفرون بقلبنا تلك القطرات الصغيرة الشديدة فنكره المدارس و نكره بالتالي العلم و نكره بالتالي المجتمع الذي ينادي بالعلم و بالنهاية نكره أنفسنا لكننا ننتقم من الناس الذين من حولنا..
لا يمكنك أن تواجهني بأن فلان قد خلق مجرم أو جماعة فلان معروفة بالسرقة أو..لأن الإنسان فطر على فطرة الله و هي الخير لكننا حورناها بأشنع الصور..
كيف ننكر أسلافنا الذين سهروا الليالي يفكرون باختراع طرق للتعذيب كي ينفذوها على أخوانهم،كيف تطاوعنا أنفسنا على تدمير أطفال أبرياء كالملائكة؟!كيف؟؟
و في النهاية ما نفع أن تزرع في قلبي الألم؟!أن تكبر في عين نفسك أو تزيد من أعراضك المرضية؟؟
كل مافي الأمر أننا مكتئبون و ضائعون لأننا وضعنا بيننا حواجز لأننا قررنا أن نجعل غاية أهدافنا في تدمير بعضنا البعض و من منا يعيش الحياة إذاً؟!
من منا تسوده الطمأنينة؟!من منا قادر على أن يسامح نفسه ؟!
كيف نريد من الله أن يحبنا و نحن نكره أنفسنا و نكره خلقه..كيف نريد منه أن يستجيب لدعواتنا التي وراءها كوامن شريرة و هو ملك الرحمة..كيف نتجرأ على أن نطلب منه أن يؤذي أحداً من عباده و هم عياله..؟!
كلها أسئلة و كلنا نعرف إجاباتها،فهي واضحة كعين الشمس التي لم نعد نشعر بدفئها لخوفنا الذي تقشعر له أبداننا..
في النهاية فلنفكر بحل لشرورنا المستمر،الذي لابد و أن يتوقف عند حد قبل أن نصل إلى مرحلة نقتل فيها أنفسنا خشية من أن يقتلنا الغير..
عش لنفسك ..
وسأعيش لنفسي..
و الأعظم أن نعيش لبعضنا لا أن نعيش لبغضنا..
فلنبحث عن السعادة أنت و أنا..