هروب من الحب ...
أين أنت ؟ ؟
كيف اختفيتِ ؟
حبيبتي تعالي ومعك قطرات الندى
بحثت عنك ألافا من الشوارع
حتى صارت تقتلني موجات الصدى
أتعبني هروبك ..قتلني غيابك
وكأن غيابك جيشاً من العدى
لقد أعدمت كل قصائد الترف
بشوارع روما ..
حين تشابهت أحزاني
فلا رأيتك بنصف الطريق
ولا وصلت آخر المدى
تشابهت كل الجروح
حتى صارت جراحي جميعاً مرمية سدى
ما كان قلبي لعبة كروية
أو حكاية شامية
لا تظني بأن الحب أنتهى
عندي بل قولي ابتدأ
يا سيدتي
بنيت لك بيوتَ حبق ونسرينا
زرعت على نوافذ غرفتي وروداً وزهر الياسمينا
رسمت بأحلامي حين أراك ..
ورسمت خطط للدخول عليك
وقررت حين أراك أن أصبح جنينا
فأنا لست متسول ولست مسكينا
لن تسحقِ وطن حبي من طريقي
وقد نصبت لك ألف كمينا
يا سيدتي .
يقتلني حين تُسجن كلماتي
وحين توضع ببرادات وأنابيب برودك
لتموت بحدودك
وتؤجل ردودك
فلا كلماتي تنفع ولا وعودك
من أجلك قاتلت كل العصور
واغتصبت الحروف بالسطور
وفتحت البلاد حين رقودك
أنا لست متعباً
من كل فتوحاتي
ولست مكترثاً بالبشر
منذ قررت القتال
فكل أبواب القلاع اقتحمتها كي
أللامس خدودك ..
يا سيدتي
عذراً إن أحببتك
فأنا مضطر أن أعترف بذنبي
هذا أنا
قتالي حرام
من أبواب روما وقصور الأندلس
حربي حرام
وحلمي أوهام
يا حبيبتي أنها أيامٌ وأيام
قتلت من أجلك الحرب والسلام
حروبي كلها من أجلك وأسفاري لأجلك
قضيت سنواتي كطارق وعقبة والقعقاع والحمام
ذهبت أبحث عن انتصارات التاريخ
فرأيتها جميعاً أوهام بأوهام
رأيتك هربت مع الغمام
وتركت حلماً تحت الركام
وصلبت الشعر داخل الأقلام
حتى صارت عيوني تنام ولا تنام
رافضاً قصص العشق
وأقنعت نفسي ..
بأن الحب ..
موجوداً بالأفلام
هارباً من الكتب من قراطيس العشق
ومتعة اللثام
هارباً من عالم .. الحب فيه
مختصر بوزارة الأعلام
لن أموت بعيد الحب
كما تموت بالعيد الأغنام
فما الحب إلا حالات من الزكام
وحبيبتي سراب وأوهام
فلا هي قوافي نظمها الشعر
ولا ألوان مزجها الرسام