news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
قصص قصيرة
قصة عباس ... بقلم : عمر بو نصر الدين

عباس شاب كثير العبوس  وربما أخذ كل هذا الوجوم من اسمه كما يقال ، فهو" لا يضحك للرغيف السخن " كما يقال أيضا..


يحب عباس من الألوان الداكن واللون الأسود بشكل خاص ، أما أغنيته المفضلة فهي أغنية فيروز " يا عاقد الحاجبين "..

 جلس عباس أمام جهاز الكمبيوتر محاولا الرد على موضوع كتبه صديقه ، بعد أن ألح عليه كثيرا في رغبته بمشاهدة اسم عباس تحت النص ..

وبسبب هذا الإلحاح أراد عباس دقيقة فقط ليكتب إعجابه في موضوع صاحبه ومدى انبهاره دون أن ينسى أن يذكر أن صاحبه هو القلم الواعد وما إلى هنالك ..

وبالتحديد أراد كتابة – بعد اسمه الكامل طبعا –  : لم أقرأ أجمل مما كتبت .. مبدع أنت وأكثر من رائع وننتظر المزيد ..

وبدأ بإجراء اتصاله بالإنترنت .. وفي كل مرة كان يسمع صوت الطنين دلالة على انشغال الخط ، ثم تظهر عبارة : الخط مشغول  The phone line is busy

وبعد نصف ساعة من المحاولة ( وكثير من الشتيمة ) استطاع أن يلج إلى الشبكة ..

وبشتيمة أخرى وعبارة (خلصونا بئى ) ضغط على المستعرض الذي لم يفتح سوى صفحة بيضاء بعد أن انتظر أكثر من دقيقة وهو يتوسل أن يدخل الموقع .. كان قلبه يعتصر حنقا وغيضا وهو يراقب الخط الكحلي يتقدم ببطء أسفل الصفحة  كي تفتح.. ورغم محاولته أكثر من مرة إلا أنه لم يفلح في الدخول للموقع على الرغم من كونه متصلا .. قطع الاتصال وكرر المحاولة من جديد..

 وبعد عدة دقائق دخل أخيرا للموقع فزفر وتنهد وصاح صيحة الأبطال المقتحمين للحصون المنيعة ..

لكن فرحته لم تطل أكثر من ثانيتين لأنه لم يجد رابط التعليق على الموضوع ، فالصفحة لم تحمّل كلها.. وبحنق شديد ظغط على زر التحديث ( refresh ) من ثم إضافة رد .. وبدء بكتابة أول كلمة .. ثم انقطع الاتصال وظهر زر إعادة الاتصال..

وهنا انفجر عباس فضرب لوحة المفاتيح بيده فحطمها ودفع الشاشة فهوت من فوق الطاولة وتكسرت..            لم يشعر عباس أنه أفرغ غضبه بعد فخرج من الغرفة وصفق الباب خلفه فتناثر زجاجه شظايا وطبعا لم تبقَ شتيمة لم ينطق بها عباس ثم اتصل بصديقه وقال له : ( من كثر ما هو موضوعك حلو : بيجنن.. بيجنن.. بيجنيييين ) ثم حطم ( الموبايل ) بضربة صاروخية تجاه الأرض ..

استيقظ عباس مذعورا يتصبب العرق منه ، يكاد لا يلتقط أنفاسه .. استغفر ربه كثيرا واستعاذ بالله من الشيطان وجلس في سريره محاولا أن يهدأ.. فبالرغم من كونه مهاجرا لأكثر من ثلاث سنوات بقيت هذه الكوابيس تزوره كل فترة..

 

 

2010-12-07
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد