قد لا يلتفت الإنسان في غمرة الإحداث القاسية التي تمر بها سوريا إلى أن ما يقال عنها قلب العروبة النابض هي على نحو أدق قلب العالم . ليس ذلك لنزعة وطنية أو لصيغة إنشائية تدور في خلدي ولكنها حقيقة تؤكدها الوقائع التاريخية والأحداث الجارية وما تنبأ به في قادم الأيام من يستشرفون المستقبل من خلال السياق المنطقي للواقع.
وأهم من هذا وذاك ما جاء في الأثر الشريف عن أحداث نهاية العالم :
إن أول ما يخطر بالبال ذلك الدور الذي أنيط بالشام لحمل مشعل النور للعالم الذي بدأ بأول الخليقة حين استوطن الإنسان الأول بلاد الشام من الساحل السوري إلى ما بين النهرين وما أعظمها من حضارات يضيق المقام عن التحدث عنها الآن.
جاء في الأثر (عن النبي قال: إِنِّي رَأَيْتُ عَمُودَ الْكِتَابِ انْتُزِعَ مِنْ تَحْتِ وِسَادَتِي، فَنَظَرْتُ فَإِذَا هُوَ نُورٌ عُمِدَ بِهِ إِلَى الشَّامِ ! أَلَا إِنَّ الْإِيمَانَ إِذَا وَقَعَتِ الْفِتَنُ بِالشَّامِ) . وأؤكد على أَلَا إِنَّ الْإِيمَانَ إِذَا وَقَعَتِ الْفِتَنُ بِالشَّامِ
فأي دور للشام في أن يعهد إليها عمود النور إلا أن تكون محور الأحداث العالمية إلى قيام الساعة. وموئل الدين الحق والمدافع عنه, وهي الوسطية والعالمية والتعايش والتسامح : (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) (البقرة: 143 )
الشام عبر العصور
لنستعرض تاريخ الشام في عجالة منذ بدء الخليقة :
- قد يختلف معي البعض عن مكان هبوط آدم وحواء إلا أن الآثار تؤكد ان قابيل وهابيل ولدي آدم كانا في الشام ولهما أضرحة فيها. وفيها قتل قابيل هابيل وبها مغارة الدم . وفي معبدا تقبل من هابيل القربان ولم يقبل من قابيل,
- وقد لا يؤكد أحد أن طوفان نوح كان في بلاد الشام لكن جبل الجودي على الحدود الشمالية الطبيعية لبلاد الشام. وعليه رست السفينة بعد أن جابت تلك الأرض
- ومن المؤكد أن إبراهيم عليه السلام جاب أطراف الشام من النهرين إلى بيت المقدس وكانت له سكنا ومهجرا. وقصته مع ملك دمشق مشهورة
- وأيضا إسحاق ويعقوب يوسف وبني إسرائيل لم يبرحوا بلاد الشام إلا إلى جوارها وادي النيل وهو الجناح الأيسر لبلاد الشام. ولم يلبثوا إن عادوا إليها ليعيشوا في كنفها ويقيموا شرع الله . وجاء من بعدهم من أضاع النبوة وحرف الكتاب
- ولادة عيسى ونشر الدين المسيحي كان فيها عبر الرسل والمبشرين
- وأحداث ٌ كثيرة قبل ذلك وبعده جرت في بلاد الشام فقوم عاد وثمود ولوط وشعيب ويونس وجميع الأقوام التي ذكرت في الكتب السماوية إنما عاشت وبادت في بلاد الشام وعلى أطرافها.
- الديانات السماوية الحنيفية واليهودية والمسيحية والإسلام مهدها ومنطلقها بلاد الشام ومثوى الأنبياء جميعهم بلاد الشام. ويذكر بعض المحدثين أن في الشام (بين ازة وبرزة دفن أربعون ألف نبي)
- لم يذكر التاريخ أرضا غزيت كما غزيت أرض الشام من الحاقدين والطامعين وحدثي الحضارة من الشرق والغرب والشمال والجنوب , من أصناف الغزاة المختلفة ومازالت كذلك ( "لَا تَزَالُ عِصابَةٌ مِن أُمَّتي يُقاتِلونَ علَى أبوابِ دِمَشْقَ ومَا حَوْلَهُ، وعلَى أبوابِ بيتِ المَقْدِسِ ومَا حَوْلَهُ، لَا يَضُرُّهُم خِذْلانُ مَن خذَلهم، ظَاهِرِين علَى الحَقِّ إلى أنْ تَقُومَ السَّاعَةُ". أخرجه أبو يعلى (6417)، والطبراني في الأوسط (47)، وابن عدي في الكامل 7/84.
لقد غزيت الشام منذ القدم بأنواع من الأقوام عاثت فيها خرابا ودمارا فغزاها المقدونيون واليونانيون والإغريق والرومان والفرس ثم الفرنجة والمغول والتتار والترك تارة باسم الدين وتارة باسم الفتح وأخرى بسم المدنية والحضارة إلى أن غزاها الاستعمار الحديث من الفرنسيين والبريطانيين وقاموا بتقطيع أوصال الشام في سايكس بيكو وزرعوا في جنوبه الكيان الصهيوني الغاصب من نفايات الشعوب المنبوذة ليقيموا دولة بل قاعدة استعمارية متقدمة تحول دون استقرار البلاد وتوحدها إضافة إلى الكيانات المسماة بالممالك والمشيخات على أطراف الشام لتكون عميلة للغرب وراعية لمصالحه ومخططاته.
تلك شذرة من تاريخ بلاد الشام ولو استفيض في القول لما اتسعت الصفحات لما كان في الشام من أحداث
أحداث نهاية العالم:
- أول ما يكون في نهاية العالم كثرة الفتن : جاء في الحديث: إِنَّ بينَ يَدَي الساعةِ، فِتَناً كَقِطَعِ الليلِ المظلمِ، يُصْبِحُ الرجلُ فِيْهَا مؤمناً، ويُمْسِي كافراً، ويُمْسِي مؤمناً، ويُصْبِحُ كافراً، القاعدُ فِيهَا خيرٌ من القائمِ، والماشِي فِيهَا خيرٌ من السَّاعِي، فَكَسِّرُوا قِسِيَّكُمْ وقَطِّعُوا أَوْتَارَكُمْ، واضْرِبُوا سُيُوفَكُمْ بالحِجَارَةِ، فَإِنْ دُخِلَ عَلَى أَحدٍ مِنْكُمْ، فَلْيَكُنْ كَخَيْرِ ابْنَيْ آدَمَ .
- وفي الحديث أيضا : "إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم وينذرهم شر ما يعلمه لهم، وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها، وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها، وتجيء فتن فيرقق بعضها بعضا، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه مهلكتي، ثم تنكشف فيقول المؤمن هذه هذه، فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة، فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه.
- ولقد دعا الرسول عليه الصلاة والسلام للشام بالبركة لما يعرف أن ما يصيبها شر كثير فباركها الله وحماها من كل ما أصابها من فتن إلى يوم القيامة.
- ومن دعاء النبي لأمة ما جاء في هذا الحديث : « أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَقْبَلَ ذَاتَ يَوْمٍ مِنْ اَلْعَالِيَةِ؛ حَتَّى إِذَا مَرَّ بِمَسْجِدِ بَنِي مُعَاوِيَةَ؛ دَخَلَ فَرَكَعَ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ, وَصَلَّيْنَا مَعَهُ, وَدَعَا رَبَّهُ طَوِيلاً, ثُمَّ اِنْصَرَفَ إِلَيْنَا فَقَالَ: سَأَلْتُ رَبِّي ثَلَاثًا فَأَعْطَانِي ثِنْتَيْنِ , وَمَنَعَنِي وَاحِدَةً. سَأَلْتُ رَبِّي أَلَّا يُهْلِكَ أُمَّتِي بِالسَّنَةِ فَأَعْطَانِيهَا, وَسَأَلْتُهُ أَلَّا يُهْلِكَ أُمَّتِي بِالْغَرَقِ, فَأَعْطَانِيهَا, وَسَأَلْتُهُ أَلَّا يَجْعَلَ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ, فَمَنَعَنِيهَا»
لقد جعل الله هلاك الأمة بما يدور بينها من فتن وخلافات لما اختلفوا فيه من فهم للدين ولما وقع في نفوسهم من غي ولما أرادوه من الدنيا دون الآخرة فسلط بعضهم على بعض :( قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَىٰ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ ۗ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ. ) .
لقد نبأنا النبي عليه الصلاة والسلام بما يكون بعده ونهى عن أشياء لم يفقهها الناس (لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض) ومنذ انتقل إلى الرفيق الأعلى ولم يكف المسلون عن الفتن والاقتتال وضرب الأعناق وسفك الدماء . على الرغم من الاستهداف الخارجي المتمثل بالأمم الأخرى التي تريد انتزاع الإسلام من العالم واستئصال شأفته. والسيطرة لأجل المكاسب ونهب الخيرات التي تتمتع بها منطقتنا من ثروات باطنية ومناخية وتضارسية لا تملكها اي منطقة في العالم. وهناك من يعينها على ذلك من داخل المنطقة .
الشام هي الملجأ والمأمن :
إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم
- إذا وقعت الملاحم بعث الله من دمشق بعثا من الموالي أكرم العرب فرسا وأجودهم سلاحا يؤيد الله بهم الدين
- طوبى للشام لأن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليه
- سيصير أمر الناس إلى أن يكونوا جنودا مجندة ، جندٌ بالشام وجند بالعراق وجند باليمن ، فقال عبد الله بن حوالة خِرْ لي يا رسول الله ) يعني اختر لي ( قال عليك بالشام فإنها خيرة أرض الله يجتبي إليها خير عباده ، فإن أبيت ) يعني إن لم يتيسر الذهاب إلى الشام ، أو لم يتيسر للإنسان قصدا أن يذهب للشام فعليه باليمن ( قال فإن أبيتم فعليكم باليمن واسقوا من غُدَرِها فإن الله تكفل لي بالشام وبأهله
مَنَعَتْ العراقُ درهمها وقفيزها ، ومنعت الشام مُدَّها ودينارها ، ومنعت مصر أردبها ودينارها ، وعدتم حيث بدأتم وعدتم حيث بدأتم وعدتم حيث بدأتم
إن فسطاط المسلمين يوم الملحمة الكبرى بأرض يقال لها الغوطة فيها مدينة يقال لها دمشق من خير منازل المسلمين يومئذ
حدثنا الحسن بن عرفة حدثنا عمار بن محمد عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري:
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما صغار الأعين عراض الوجوه كأن أعينهم حدق الجراد كأن وجوههم المجان المطرقة ينتعلون الشعر ويتخذون الدرق يربطون خيلهم بالنخل
وفي حديث آخر يصف ما نحن عليه الان :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يأتي في آخر الزمان قوم: حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان، كث اللحية(غزيرو اللحية)، مقصرين الثياب، محلقين الرؤوس، يحسنون القيل ويسيئون الفعل، يدعون إلى كتاب الله وليسوا منه في شيء.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الذين يحملون هذه الصفات:
يقرؤون القرآن لا يتجاوز حناجرهم، يمرقون من الإسلام كما
يمرق السهم من الرَّميَّة، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة. قال النبي عليه الصلاة والسلام: فإن أنا أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد.
مصادر الحديث:
صحيح بخارى - صحيح مسلم-مسند احمد بن حنبل - السنن الكبرى للنسائى- السنن الكبرى للبيهقى - الجمع بيين الصحيحين بخارى ومسلم - كتاب الأحكام الشرعية الكبرى - سنن أبى داود.
تسلسل أحداث النهاية:
الشام أرض المحشر والمنشر
سوف أسوق عناوين لا يجهلها احد لكثرة ما قيل فيها من أحاديث
1 – خروج الدجال وأغلب القول إنه في بلاد الشام , ويقتل في فلسطين عند باب اللد
2 – نزول السيد المسيح عيسى عليه السلام ويكون على المنارة البيضاء شرقي دمشق
3 – ظهور المهدي وتكون حكومته في ارض الشام ويجتمع به عيسى في مسجد دمشق وقد أقيمت الصلاة. فيصلي عيسى بن مريم خلف.
4 – خروج يأجوج ومأجوج وهروب الناس إلى الجبل الأحمر ليعصمهم من القتلة والجبل الأحمر هو جبل دمشق ( قاسيون) وفناء يأجوج ومأجوج
5 - خروج نار من ارض اليمن وعن عبد الله بن عمر أن النبي قال:(ستخرج نار قبل يوم القيامة من بحر حضرموت، أو من حضرموت تحشر الناس) قالوا:فبم تأمرنا يا رسول الله؟ قال:(عليكم بالشام).رواه احمد صحيح
6 – ريح تأخذ كل نفس مؤمنة ويبقى شرار الناس عليهم تقوم الساعة
7 - خروج نار من ارض اليمن وعن عبد الله بن عمر أن النبي قال:(ستخرج نار قبل يوم القيامة من بحر حضرموت، أو من حضرموت تحشر الناس) قالوا:فبم تأمرنا يا رسول الله؟ قال:(عليكم بالشام).رواه احمد صحيح
وتسجر البحار وتحترق الأرض ويخسف بالناس وأخر ارض تقوم عليها الساعة هي ارض الشام .
تلك الأحداث التي ذكرت تدل على فضل الشام وإنها محور الأرض ومدار أحداثها ونهاية عهدها . من دخلها فبرضا من الله ومن خرج منها فبسخط من الله
وما يدور اليوم من أحداث في ارض الشام ما هو إلا إرهاصات مما سيأتي ولكن الشام دائما تقوم من تحت الرماد كطائر الفينيق, أزلية إلى أن يرث الله الارض وما عليها وتعود بعد ذلك لتكون ارض المنشر ينشر إليها الناس وارض المحشر يحشر إليها الناس ليوم الحساب
https://www.facebook.com/you.write.syrianews