news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
قصص قصيرة
مقابلة مع فاسد خلف القضبان... بقلم : محمد نوري داخل
syria-news image

المحامي محمد نوري داخل


رغم أن قانوننا قد جرم حوادث الفساد وجعل لها عقوبات مختلفة تتناسب وأثرها على المجتمع والدولة وعلى المواطن والوطن , إلا أن البعض ظن أنه فوق الشبهات ولن تطاله أحكام القانون , ولكن الفاسد ساقط لا محالة والساقط لا يقوم .

هذا وبعد سماع أخبار الحملة التي أطلقت على بعض من كانوا في موقع المسؤولية من الفاسدين , والتي نأمل أن تستمر , توجه أحد المذيعين إلى مقر الاعتقال وقد سجل مع أحد الفاسدين هذا الحوار الذي لم يبث على الهواء لأسباب تتعلق بالحفاظ على سلامة البيئة والهواء من التلوث وإليكم نص الحوار:‏

سي ف ا س د هل لك أن تخبرني بشعورك خلف القضبان ؟‏

ابتسم ابتسامة لا روح فيها وقال :إنها قضية أحيكت ضدي من الحاسدين الذين لم يتسن لهم احتلال مركز وظيفي مثلي ...أضف إلى أنّ العديد ممن تناسى تلك الخدمات الجليلة التي قدمتها لهم بمقابل أو بغير مقابل , وعلى حساب مصلحة الوطن والمواطن , مضحياً بسمعتي ونزاهتي من أجل حفنة من ملايين الليرات  في سبيل الوصول , ولكن أمواج الحق قلبت المركب قبل الأوان فأنا كما تراني بمنتصف العمر وقد حسبت أنني باق في منصبي إلى آخر العمر ولكنهم ...‏

سي ف ا س د ألم تسمع أن الحكومة جادة في مكافحة الفساد ؟ أم أنك ظننت أنها حملة إعلانية( وغيمة وبتمر ) ؟‏

أجاب : لا لم يكن لدي الوقت وكانت عظمتي التي أستمدها من منصبي لا تسمح لي بالتفكير ولا للحظة بأنه يمكن أن تطولني يد السلطات الأمنية , كان همي إرضاء أمثالي من الشركاء .. كانت الثقة بالنفس تزداد كلما ازداد رصيدنا في البنوك وعلا شأننا على البسطاء .‏

سي ف ا س د هل تملك رصيداً في البنوك ؟‏

توقف فجأة وتذكر أن ذلك يشكل إقراراً قد يضر به , فأجاب بمكر ودهاء : نعم لقد كنت موظفاً وكان من حقي أن أضع مدخراتي في صندوق توفير البريد وهي لم تتجاوز العشرة آلاف ليرة , وقد توقفت عن الإيداع أو السحب منه منذ أن توليت المهام الجسام , وصرت أوفر لأولادي بدون صندوق توفير ..‏

سي ف ا س د هل تود من هذا الموقع توجيه أية نصيحة لأمثالك ؟‏

قال : لا حياة لمن تنادي هدير المال يصم الآذان والجشع يغشي البصيرة , لا وقت لديهم للسماع , شغلتهم الدنيا كما شغلتني فقط بلغهم أنني هنا في انتظار قدومهم , إن قامت هيئات المراقبة والتفتيش والمحاسبة بواجباتها , و أخذت العدالة مجراها .‏

سي ف ا س د : من تنتظر هل يمكن أن توضح ؟‏

هنا وبصوت يصم الآذان صاح بهم الحرس : عفواً لقد انتهى الوقت المتاح للمحاورة يرجى المغادرة‏

غادر المذيع ... وفي جعبته الكثير من الأسئلة المباحة لن يكفيها أضعاف الوقت المتاح ...‏

فتوجه للجمهور بالشارع والذي تلقى أخبار هذه الحملة بتفاؤل وارتياح ولكن بدلاً من أن يسألهم بادروه بالأسئلة :‏

أليست هذه الحملة مستمرة إلى آخر فاسد ومفسد ؟ , ألا يستحق منا هذا الوطن أن نقف صفاً واحداً في محاربة الفساد ؟ , أليس الفاسدون إخواناً للشياطين ؟ , ألا تعتقد أن الفاسدين يعطلون تطبيق أحكام القوانين ويحدثون خللاً بالعدالة الاجتماعية وهذا سيؤدي في نهاية الأمر لخلل في الأمن والأمان , وهل من يدرك ذلك يستطيع أن ينام ؟ ...‏

هرب المذيع فلا وقت متاح ولا بعض الكلام مباح ( وحرصاً على سير التحقيق نلتقي لاحقاً ) .. تابعونا إن تركونا  .........‏

 

2010-12-08
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)