قد طالما حلمت بك
وانتظرت على شرفات الأمل...
تخلص من هذه الابتسامة الساحرة على وجهك...
وقف أمامي منتصبا ً
ولا تنظر الى السماء نحو القمر ...
فبعيــد ٌ هو القمـــر..
أنا هنا وغصــاتي ترصع تاج ضحكاتك
بانتظار أن ينطق الحجــر ..
لماذا انت كثير العجـب؟
لماذا انت كثير السفر؟
أحـمـق ٌ أنت ؟
لا تدر ظهرك
فأنا لم أنه كلامي
وأسئلتي قد جفـفت أقلامــي ..
فهل قاسوا يوما ً حدود السماء
وعدد الورود الحمراء؟
قل لي يا صديقي :
ما هو عملك سوى
تكسير القلوب وجعلها في خطر
ولكن ، أعترف لك وبكل صراحتي
أنك أتـقـنت هذا العمل
ففؤادي قد انفطر
حاولت تصبير نفسي
فالنسيان نعمــة ٌ على البشر
كنت ُ ضائعة ً لا أعلم ماذا أريد
أردت ُ فقط أن أعلم ، هل تكفي كلمات كتابي أم أزيد
ولكنني وقفت عاجزة أمام قراراتك
لأنك كنت من يرشدني
أنت من ينطقني ويصيغني
وبإرادتك أهتدي وبنورك
ولأجل عينيك َ كنت أنسج القصيد
لا تمتحني ولا تختبر صبري فأنا لست من الحد يد..
والآن قد انقلبت الأدوار..
وهاجت البحار..
وها أنت تقف أمامي تحت المطر
تريد أن تعلم:
هل كل شيء قد ضاع واند ثــر
وهل ضاعت الزهور
التي نثرتها على شرفاتي واسمي الذي نقشت حروفه
على السحب ، والرسائل الغبية
التي وضعتها في كتبي
في محاولة يائسة لجذب انتباهي
ولكن .... قلبي منك قد نفر
ما الذي جعلك تعود الآن ؟
ذكرتني بالماضي المكفهر
عندما كان للحب ألحــان
وللشمس ألوان
وعندما كنت أنا تلك الصغيرة الغبية التي عشقتك من
كل قلبها ..
وتنازلت عن كل ممتلكاتها من عصافير ٍ
وزهور ٍ في نيسان
لتعطيك إياها مغلفة برائحة الريحان
ولكنك تجاهلتها
ولم تكترث في أغلب الأحيان
الآن قد جاء دورك لتندم وتعلن على ماضيك العصيان
ولتعاني من لوعة الحب
ولِـتـَـمُسُـك َ نار الاهمال
ولتذوق مرارة النسيان
لتروي لقلبك قصة عند النوم
تسـكـّـنه فيها تبدؤها : بكان يا ما كان
وتنهيها : بكانت تحبني في سالف العصر وغابر الأزمان .