في البداية كانت الجامعات الحكومية كجامعة دمشق و البعث و تشرين تقوم بقبول طلابها بالطريقة التقليدية التي تعتمد أولا وقبل كل شيء على مستوى الطالب ولا سيما في شهادة البكالوريا في اختيار ما يرغبه من الاختصاصات المتنوعة.
فمن يريد أن يدرس الطب البشري مثلا عليه أن يدرس بجد حتى يستطيع أن يدخل تلك الكلية النخبوية, و من لا يدرس في البكالوريا فكان من المنطقي و العدالة الاجتماعية أن لا يدرس في كلية نخبوية مثل الطب و الهندسة و الصيدلة و الإعلام و الحقوق و غيرها.
و منذ عدة سنوات, أصبح لدينا ما يسمى "التعليم المفتوح" و قد بدأ كتحصيل أكاديمي و أتاح الفرصة أمام الجميع في تحصيلهم الثقافي و المعرفي.
التعليم المفتوح لا يحتاج لأي علامات أو أي جهد، بكل بساطة يمكنك أن تدرس الاختصاص الذي تحبه و مقابل مبلغ رمزي.
و مع مرور الوقت أصبح هناك الجامعات الخاصة التي بدورها حتمت على الطبقة المخملية ألا يكونوا إلا أطباء و مهندسين و علماء.
كيف لا وأنت بإمكانك أن تدرس ما أردت من الكليات فقط أذا كان لديك المال الكافي لهذا.
وللأمانة فإن الجامعات الخاصة لعبت دور على المستوى المهني للطلاب، حيث أنه قبل ذلك كانت الطبقة المخملية تسافر إلى إحدى دول الاتحاد السوفييتي سابقا و تحصل على أعلى الشهادات في مدة قصيرة جدا وجهد لا يتجاوز سهر الليالي في الحانات و المقامرة ،أنا أعرف طبيب في الستينيات من عمره حصل عل شهادته من هنغاريا وهو أصلا يحمل شهادة البكالوريا أدبي.
و الآن أصبح التعليم المفتوح يخولك في أن تتوظف في القطاع العام و تنتسب إلى مختلف النقابات تماما مثل التعليم العادي بل هذا العام أصبح هناك دبلوم للتعليم المفتوح و يبدوا أن الماجستير و الدكتوراه على الأبواب.
فلماذا إذا على الطلاب أن يجتهدوا في المرحلة الثانوية طالما أن كل شيء متاح بهذا الشكل،لماذا على الطلاب أن يدرسوا أكثر من غيرهم طالما أن الأمر واحد.
لابد للتعليم المفتوح و الخاص أن يكون لديهم معايير معينة قريبة من معايير القبول في التعليم العادي حتى يكتسب مصداقيته.
التعليم المفتوح و الخاص يؤثران على طموح الطلاب بشكل كبير فهو يناقض المنطق و المعقول.
لابد للتعليم المفتوح أن يبقى ذو بعد ثقافي و معرفي فقط, أما أن يأخذ طلابه فرص طلاب التعليم العادي فهذا غير معقول خاصة و أن مناهجهم مختلفة كل الاختلاف عن التعليم العادي.