- مساهمات القراء -شُكراً لكِ ... بقلم : فهد الرداوي

شعر

شُكراً لكِ ... بقلم : فهد الرداوي

شُــكراً لكِ فقــدْ دقَّ ناقوسُ الخطـــرْ

شُــكراً لكِ بعدْ عِشقٍ جَريحٍ وقهـرْ

شـُـكراً لعينيـــكِ التــي عشقتُــــــــها

وشُكراً لدمعها الحزين الذي انهمرْ

عنــدما قررتُ الهـــــروبَ عنـــــكِ

وجدتُــكِ مابينَّ الأهـدابِ والبصَــرْ

لأنكِ تسكنيــــنَّ في ثنايا قلبـــــــــي

كما يَسكنُ في وسطِ السمـاءِ القمَـرْ

فحيثُ أكــــونُ أرى ظلكِ يُطاردني

فلا أهربُ منكِ إلا إليكِ وأينَّ المَفَرْ

حبيبتي وكـــــمْ آلمتنــــي يا حبيبتي

ليــالٍ طــوالْ عـــــذابٌ وسـَــــهَـرْ

ذهـُـــــــــولٌ ونحـُـــــــــــولٌ وأرقٌ

ودمـــــعٌ ثميــــــنٌ عليكِ إنفـــــجرْ

ستبقين َفي الروحِ سـِــراً يُعذبنــــي

في بقعةٍ لا يطـؤها نسيانٌ أو كدَرْ

وتبقينَ على عــرشِ القلبِ مليكــــة ً

وتبقيـــنَ للعشـــــقِ حِكـَــــمٌ ودُرَرْ

وتبقينَ أنشـودة ًحلـــوةْ تُرددهـــــــ

العصافيرُ على أغصانِ الشَجَرْ

وتبقينَ الياسمين َالوحيـدَ في حياتـي

لأنَّ مـثلكِ فـي أعمــاقي قــدْ نَـــدَرْ

وتبقينَ جُرحاً ينزفُ حتى ممــــاتي

فــــلا زيـــدَ يُسعفنــي ولا عُمـَــــرْ

فلا تلوميني على ذنبٍ قــدْ أقترفتـُـهُ

وأعلمُ أنَّ ذنبـي عنـدكِ لا يُغتفــَـــرْ

سآوي إلى الذكرياتِ في زوايا قلبي

وآخُـذكِ فيهـا على حصـانٍ أغـَـــرْ

وأُلبسُـكِ طــوقاً مِنْ ذاكَ الياسميـــنِ

لتـزدادي معــي تألـُـقـــاً وصِغـَـــرْ

فأنــتِ أريجتي وحلوتـي وأميرتــي

ولســـتُ أرى معــكِ بياضَ الكِبـَــرْ

وإنْ مُــــتُ قبـــلَ أنْ أُلامســـــــــكِ

فقـــدْ حــلَّ بمكـــانِ شَــــوالَ صَفَرْ

وإنْ أنزلتُمونـــي لقبــــري مُــكفنــاً

فأكتبـــوا عليــــهِ بدمــــعٍ أحـَــــــرْ

أكتبــــوا عليهِ هــــذا شهيدُ الحُـــبِ

فخــــذوا مِنْ هـــذا العاشــــقِ العِبَرْ

خــــذوا منـــــــهُ فإنـــهُ مُحدثكــــمْ

فإستمعـــــوا لِـمَـا سيقــولُ بحــــذَرْ

يا معاشــــرَ العاشقينَ لقــــدْ أحببتُ

فتاةً مِـنْ صُلــبِ الياسمينِ والزَهـَـرْ

ما ظننتُ أنهـــا مـنْ سُكانِ كوكبنــا

لـــولا علمي بها منْ قــوم ِمُضـَـــرْ

فمـــارأيتُ بــذاكَ الجمــالِ فاتِنـَـــةً

لا بأقـــــوام ِالبــــدوِّ ولا الحَضـَـــرْ

لها بينَ مليكاتِ الجمـــالِ حُضـــورٌ

واسمها في زوايا قلبــي قـدْ إنحفَــرْ

وأحــداقٌ في العينِ بانَ سـَـــــوادها

خَرقتْ سِهامُهـــا قلبــــي دونَ أثـَــرْ