news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
مصداقية أمريكا في حالة يرثى لها بسبب الأزمة الأوكرانية ... بقلم : الدكتور خيام محمد الزعبي

 إن روسيا وغيرها من الدول أثبتت أن قادة العالم يمكنهم أن يتحدوا الولايات المتحدة الأمريكية دون دفع الثمن، فالأزمة الأوكرانية كشفت إفتقاراً كبيراً في السياسة الخارجية الأمريكية، كون مصداقية الولايات المتحدة في إنحدار مستمر بسبب تسييس أجهزتها الإستخباراتية والكسب من وراء السياسات الرخيصة.


مما لا شك فيه إن بداية أزمة المصداقية الأمريكية كانت فيما يخص أسلحة الدمار الشامل في العراق، حيث إعتمد الأمريكيين على معلومات خاطئة وكانت هذه هي اللحظة التي فقدت فيها المخابرات الأمريكية مصداقيتها ومكانتها على الساحة الدولية، ثم قامت بإحتلال العراق دون مبرر ولكونه يملك قوة عسكرية وإقتصادية في المنطقة، ثم إنها بإحتلال العراق أفرزت واقعاً مأساوياً، وكان حديثها عن تحويل العراق إلى نموذج ديمقراطي يبدو كالسراب، ثم تأزيم الصراع فيه، إلا أن الخسائر اللاحقة بملف أسلحة الدمار الشامل العراقية هي فى الحقيقة أمر أقل حجماً من الخسائر التي لحقت بأمريكا جراء تجاهلها  لحلفائها فى عام1994حيث تعهدت روسيا باحترام السيادة الأوكرانية بمساعدة كل من أمريكا وبريطانيا، وهو ما لم يتحقق فيما بعد، وتلتها الوعود الأمريكية لجورجيا وجمهورية التشيك التي ذهبت هباء هي الأخرى، فضلاً عن الإنحياز الرهيب لإسرائيل والذي بسببه تحظى أمريكا بكراهية العالم والعرب بصورة خاصة

 

 ثم إنها تتجاهل القضية الفلسطينية تماماً التي لم  تنفذ وعودها السابقة كمشروع  "تنيت " وخطة الطريق وإنشاء دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس وغيرها من هذه الوعود الزائفة في المنطقة، فى حين عمد إلى تخفيف العقوبات الإقتصادية على إيران وإنشاء استثمارات جديدة بها بعد سنوات عديدة من العداء بينهما. ولم يكن الوضع فى المنطقة العربية بأفضل حال، حيث نشبت التوترات بينها وبين كل من مصر والسعودية، كذلك فقدت كل من الكويت والإمارات الثقة بالرئيس الأمريكي، بالإضافة الى تردد أوباما فى توجيه ضربة عسكرية لسوريا بعد أن صرح بها ثم تراجعه عنها أدت إلى تداعيات كارثية حول مصداقية الولايات المتحدة فى دول العالم.

 

وفي سياق متصل يجمع المراقبون على ترابط الأزمة الأوكرانية بالخطوات التراجعية التي فرضتها صمود سورية وفي كل من مصر وإيران على وجهة السياسة الاميركية وفشلها المتكرر مما أدى الى إندلاع مزيد من الأزمات، فالصفعات المتتالية التي تلقتها الإدارة الأميركية نتيجة سياساتها العدوانية أضافت بعداً جديداً يقيد حركتها ويكشف عدم قدرتها على تهديد الآخر، لا سيما تبني إجراءات معينة لردع التقدم الروسي في المنطقة.

 

وهنا يمكنني القول إن الأزمة الأوكرانية والميل لتوتير العلاقات الأميركية مع روسيا قد تترك تداعياتها على الإرث السياسي للرئيس أوباما بخلاف النتيجة التي إرادها وسعى بدأب وثبات لتحقيقها، إذ تستمر إستطلاعات الرأي والتوجه العام للناخب الاميركي في الإشارة الى تدني شعبية الرئيس الاميركي، التي إنحدرت الى نسبة 33% لأدائه في مجال السياسة الخارجية.

 

فالحقيقة التي يجب أن ندركها بيقين إن الشعب الأوكراني لم على الديمقراطية أو الإزدهار الذي وعد به الغرب، ولا يرى في وطنه العزيز الآن سوى إرتباك سياسي وركود إقتصادي، كما أصبح الغرب نفسه خاسراً، إذ أن الفشل في أوكرانيا سيؤدى بكل تأكيد على تآكل مصداقيته.

 

وأخيراً ربما يمكنني القول إن الولايات المتحدة أصبحت غير قادرة على التعامل مع جميع الأزمات الدولية، في الوقت الذي تلعب فيه واشنطن دور القيادة من المقاعد الخلفية، عن طريق إعطاء توجيهات ومساعدة القوى الأخرى أكثر من تدخلها بشكل مباشر في حل الأزمات، وبالتالي فإن المصداقية الأميركية على المحك، حيث إن الأزمة في أوكرانيا تظهر عدم إستعداد أميركا للوقوف في وجه إنتهاكات سيادة أي دولة، الأمر الذي ينذر بآثار كارثية في المنطقة..

 

https://www.facebook.com/you.write.syrianews

 

2014-03-20
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد