news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
الواشنطن بوست : تقييم النظريات حول اختفاء الطائرة الماليزية ... ترجمة : محمد نجدة شهيد

تركت الطائرة الماليزية المفقودة وراءها خط دخان أبيض من السيناريوهات والتي تزداد يوماً بعد يوم بسبب غياب المعلومات الموثقة . ويشعر المستشارون في مجال الطيران أن هذا الاختفاء يُمكن أن يكون مؤامرة على غرار أحداث الحادي عشر من أيلول لكنها أخفقت لسبب ما في النجاح ، أو أنها ربما تكون ما زالت قيد التنفيذ ببراعة . ومع ذلك لم يتم لغاية الآن استبعاد امكانية وقوع حادث ما من أي نوع للطائرة ، وقد تكون الأدلة الحاسمة حول مصيرها ترقـد على عمق 4 كم في مياه المحيط الهندي .


السيناريو الأول هو أننا لن نعرف أبداً حقيقة ما حصل للطائرة ، وسيكون ذلك بلا شك أمراً فظيعاً. إن عدم وجود بيانات موثوقة حول مصيرها قد أطلق العنان لتكهنات مطلقة في وسائل الإعلام وبين الناس في كل مكان . وتميل هذه التكهنات الشخصية إلى إعطاء سيناريوهات تفتقر إلى أسس واقعية قوية ، ولكنها مجتمعة قد تعطي أو لا تعطي الجواب المطلوب .

 

وتُظهر طبيعة الأحداث الكارثية ، سواء كانت عرضية أو متعمدة ، أنها يُمكن أن تحدث بطرق لم تكن في الحسبان ، ومنها حالات لأعطال ميكانيكية تتكشف بوضوح فقط في مرحلة لاحقة ، أو تكون تنفيذاً لاستراتيجيات شائنة لم نكن نتوقع حدوثها أبداً.  ويقول سين كاسيدي ، وهو طيار سابق يعمل حالياً كمنسق في رابطة الطيارين الأمريكيين ، أنه  " لا يزال الغموض يكتنف ما حدث للطائرة بخلاف حقيقة أنها غيرت مسارها واتجهت لنقطة مجهولة  ".


وبعد انقضاء هذه الفترة من الزمن على فقدان الطائرة ، والتي افترضت فيها السلطات المختصة بأن الاختفاء كان نتيجة لحادث ما ، وأنه سيتم في المطاف الأخير العثور على الحطام في مياه البحر، تمحور التحقيق في الأسبوع الماضي حول سيناريوهات تتضمن تحويل متعمد لمسار الطائرة ، وقد أظهرت بيانات الرادارات العسكرية انعطاف الطائرة نحو الغرب بعد توقف عمل وسائل الاتصال وانظمة الرصد فيها . ولسبب غير معروف لغاية الآن أظهرت بيانات الرادارات أيضاً ارتفاع الطائرة إلى علو 45 ألف قدم ــــــ 13716م ــــــ وقيامها بعد ذلك بالانخفاض بشكل كبير إلى ارتفاع أدنى وفقاً لمسؤول أمريكي . وتشير بيانات الأقمار الصناعية إلى أن الطائرة حلقت ، أو على الأقل بقيت محركاتها تعمل ربما وهي على الأرض ، لمدة سبع ساعات بعـد اختفائها . [ يقول خبراء في مجال الطيران أن التحليق كان فوق الارتفاع الطبيعي   للطائرة ، وأن تلك التقلبات الكبيرة في الارتفاع يُشير إلى احتمال وجود صراع داخل الطائرة ــــــ المترجـم ] .


وذكرت شبكة سي ان ان الأمريكية أن السلطات المختصة تعتقد أنه بعد 12 دقيقة على الأقل ، وقبل أن يُجري مساعد الطيار الاتصال الأخير مع  العاملين في برج المراقبة في مطار كوالالمبور فجر يوم الثامن من آذار الشهر الجاري قائلاً لهم  " حسناً ، ليلة سعيدة  " ، فإن شخص ما قام ببرمجة الطائرة لتحيد عن مسار الرحلة المقررة لها إلى بكين . وإذا ما ثبتت صحة هذه المعلومة فإنها تشير إلى شيء مدبر قد وقع للطائرة من قبل شخص ذو خبرة في مجال الطيران .


ويجري الآن تحقيق مكثف يُركز على الطيار ومساعده ، والطاقم المؤلف من 10 أفراد ، وعلى المسافرين البالغ عددهم 227 شخص ثلثيهم من الصينيين . وقالت السلطات الماليزية يوم الأربعاء أن شخص ما قام يوم 3 شباط الماضي بحذف بيانات من جهاز محاكاة الطيران الموجود في منزل الطيار زهاري أحمد شاه . ويقول خبراء الطيران أن حذف هذه البيانات ليس بالضرورة مدعاة للشبهة . ويعكف المحققون الآن على فحص الجهاز ومحاولة استرداد البيانات المحذوفة .

 

وطلب المسؤولون في ماليزيا من السكان عدم التسرع بالقفز إلى الاستنتاجات ، وهذا ما يراه أيضاً الطيار كاسيدي حيث يقول  " أستطيع أن أتفهم لماذا يتوجهون إلى النظر في المسألة من ناحية جنائية لأن لديهم أشياء لا يزال في استطاعتهم التحقيق فيها مثل التحري عن خلفيات الطيارين ، وفحص جهاز الكمبيوتر الخاص بالطيار، والبحث في بيانات كل الناس الذين كانوا على متن الطائرة أو كانوا على صلة بها بطريقة ما . إن نقاط البيانات حول كيفية تحديد مكان الطائرة بشكل دقيق هي من النوع الذي يتلاشى مع الوقت ، ولكن هذا لا يعني أنه يتوجب عليهم أن لا يتوجهوا بشكل كبير في تفكيرهم إلى احتمال أن يكون الأمر مجرد حادث عادي . أعتقد أنه يتعين عليهم أن لا يُسارعوا إلى تشويه سمعة الطيارين  " .

 

وهناك العديد من السيناريوهات الأخرى التي تجري مناقشتها من قبل الخبراء في مجال الطيران ، وهي تشمل ما يلي :

 

1- الأعطـال الميكانيكية: ربما تكون الطائرة قد تعرضت لنوع من الحريق الكهربائي الذي تسبب في مشكلة كبيرة على متنها دفع بالطاقم لمعالجتها بشكل طارئ . وهذه الفرضية كانت الأكثر نقاشاً في موقع وايرد دوت كوم على شبكة الانترنت من قبل طيار يعتقد أن قائد الطائرة يجب أن يكون قد قام بإعادة أدراجها أملاً في العثور عن مطار يقوم بالهبوط فيه بشكل اضطراري ، ولكنها هوت وتحطمت في مكان ما في مياه البحر قبل أن يتمكن من ذلك .


2- انعـدام الضغط الجوي: وهو سيناريو كارثي آخر، ويحدث داخل الطائرة نتيجة وجود خلل فني في نظام ضبط الضغط مما كان له تأثير على الحالة الجسدية للركاب وأفراد الطاقم . ويمكن هنا أن يكون أفراد الطاقم قد فقدوا وعيهم ، وأن تكون الطائرة قد استمرت لحالها بالطيران حتى نفاذ وقودها ، وهذا ما يسميه الخبراء سيناريو باين ستيوارت نسبة لإسم لاعب الغولف الذي توفي في عام 1999 عندما تعرضت طائرة ليرجت النفاثة التي كان على متنها لانعدام الضغط في داخلها وبقيت تطير لحالها لأكثر من 1600 كم قبل تحطمها في جنوب داكوتا .


3- تحويـل مسار رحلة الطائرة : إذا كان ذلك مُبرمجاً بشكل مسبق فإن هذا يُؤدي بالطبع إلى استبعاد وقوع أي حادث إلى حد كبير . يقول هانس ويبر، وهو مستشار في مجال الطيران في سان دييغو ، أن الطيار لم يُرسل أبداً أي نداء استغاثة ، وأن الأجهزة المستخدمة لهذا الغرض تعتمد في تشغيلها على البطاريات التي تستمر في العمل بعد حدوث حريق كهربائي . إضافة إلى ذلك ، فإن اندلاع حريق في الطائرة عادة ما يتعاظم خطره بشكل تدريجي مما يُفترض أن يتيح وقت لإرسال النداء . ويعتقد كاسيدي أن عدم وجود بث لاسلكي من الطائرة يجعل من الصعب الاعتقاد بسيناريو نشوب حريق فيها . ولكن في نفس الوقت ، فإن عدم وجوده أيضاً لا يثبت أي شيء آخر ، والسبب في ذلك ، كما يقول كاسيدي ، أنه يجري  " تدريب الطيارين المحترفين في حالات الطوارئ  وفق ثلاثة أولويات وهي التركيز أولاً على ضمان قيادة الطائرة والتحكم بها بشكل فعلي ، وبعدها التنقل بها من نقطة إلى أخرى حسب الحاجة ، والأولوية الثالثة هي التواصل اللاسلكي مع أبراج المراقبة في المطارات القريبة . ولذلك فإن عدم وجود نداء استغاثة لا يعني أنه لم يكن هناك محنة في الطائرة  ".


4- اختطاف/ الاستيلاء على الطائرة : يترافق اختطاف الطائرة عادة من الناحية الفنية بمطالب للخاطفين ، في حين أن الاستيلاء عليها يُمكن أن يكون لتحقيق مجموعة متنوعة من الأغراض الحاقدة أو الغريبة ، ولكن في كلتا الحالتين تكون الطائرة هنا قد حولت مسارها ــــــ لأسباب مجهولة ـــــــ في رحلتها المقررة إلى بكين عن عمـد . يقول جورج هاملين ، وهو مستشار في مجال الطيران في فرجينيا ،  " كانت الطائرة مزودة بما يكفي من الوقود للتوجه بها إلى الكثير من الأماكن ، ولكن للأسف كان فيها ما يكفي من الوقود للتوجه بها إلى أماكن لا يوجد فيها أنظمة رادار مدنية ، على سبيل المثال ، وإلى جزء من العالم حيث يوجد الإرهاب ، وإلى حد ما  بعض الدول التي تدعمه  " . وتطرق هاملين في حديثه للصحيفة إلى احتمال أن يكون ما حدث جزء من عملية لا تزال مستمرة أقرب ما تكون إلى الهجمات الإرهابية في الحادي عشر من أيلول 2011 بما في ذلك ، ربما ، استخدام الطائرة لنقل أسلحة وقنابل إلى مكان ما .


وأضاف هاملين أن
هذا  " يُشير إلى شيء آخر مُروّع يجري التخطيط له بسبب عدم إعلان أحد مسؤوليته عن ما جرى للطائرة ، أو قال  " ها ها ها ، يجب عليكم التعامل معنا . لم تكن هناك أي مطالب مقابل الافراج عن ركاب الطائرة  " . وعلى الرغم من أن هذا الخط من التفكير قد ولَّد قدراً كبيراً من التكهنات ، فليس هناك بعد أدلة دامغة تثبت ذلك . ولم يُشر المحققون إلى وجود أي شخص على متن الطائرة لديه انتماء لأي منظمة إرهابية ، أو أظهر دلائل على عقلية إجرامية . وعبر ريتشارد أبو العافية ، وهو محلل مختص في مجال الطيران بولاية فرجينيا ، عن شكوكه في السيناريو الذي طرحه هاملين بأن الطائرة يُمكن أن تُستخدم لاحقاً لنقل القنابل ، وقال  " يا إلهي . لماذا يتعين عليك أن تتسكع بطائرة بحجم بوينغ 777؟ اذهب واستأجر لنفسك طائرة سيسنا صغيرة إذا كنت تريد ذلك ".

 

5- هبـوط الطائرة في مكان ما : يُمكن لنا تصور وجود المئات من المطارات المنعزلة التي تقع ضمن مدى وصول الطائرة ، وسيكون أمراً غير قابل للتصديق القول بأنها هبطت في مطار تجاري كبير، وهذا يقودنا إلى تكهنات بأنها قد وصلت إلى مدرج مهجور للطائرات . يقول رون كار، وهو طيار سابق وأستاذ في جامعة أريزونا ،  " هناك العديد من المدرجات التي لا تزال باقية منذ الحرب العالمية الثانية ، وهؤلاء الرجال ليسوا مهتمين بحماية الطائرة ، ولذلك فهم سيستخدمون مطار فيه الحد الأدنى من التجهيزات ، ويكون منعزل إلى حد ما . أنت لن تحتاج إلى أضواء إنارة للهبوط ، وبالتأكيد لا تريد برج المراقبة  ". وعلى كل حال ، لا يوجد لغاية الآن أي دليل على أن الطائرة قد هبطت في مكان ما . ولو هبطت فعلاً لكان يتعين عليها أن تتجنب التغطية الراداريه والمراقبة الأرضية ومن ثم أن تختبئ . كما ويتطلب مثل هذا السيناريو تكهنات إضافية حول الجاني والدافع .


6- السلطات تعرف مكان الطائرة : ربما كانت السلطات المسؤولة عن التحقيق تعرف أكثر بكثير مما تُعلنه عن الطائرة . وقد يكونوا قد قرروا حجب المعلومات من أجل حماية وسائل التحقيق مثل قدرات الأقمار الصناعية ، أو للتغطية عن خطأ ما ، وعن عدم كفاية الإجراءات المتعلقة بالأمن القومي مثل عدم وجود تغطية راداريه جيدة ، أو لتجنب الكشف عن أشخاص مهمين . [ لـم يتم لغاية الآن نشر قائمة أسماء الركاب ، أو بيان حمولة الطائرة ــــــ المترجــم ] . يقول ويبر " نحن نتعامل مع مؤسسات عسكرية لا تريد أن تخبرك بشيء خصوصاً إذا ما كان الأمر يتعلق بفشلها في أمر ما . العسكر لا يريدون أن يظهروا بشكل سيئ داخل بلدانهم . وأعتقد أن هناك الكثير من الدوافع لهؤلاء لكي لا يعترفوا بحقيقة ما جرى للطائرة  ". ولغاية الآن لا يوجد هناك أي دليل على أن أي شخص يعرف مكان الطائرة ، وهناك ضغوط هائلة من الناس ، ومن أهالي الركاب على وجه الخصوص ، لإعطاء جواب لهذا اللغز المحير لفقدان الطائرة .


وفي حال افترضنا أنه تم إحباط عملية داخل الطائرة على غرار عملية الحادي عشر من أيلول بعد محاولة الخاطفين الاستيلاء عليها ، فيمكن لنا عندئذ  تصور أن يكون جرى التصدي لهم من قبل الركاب أو طاقم الطائرة ، كما حدث في داخل الطائرة المُختطفة التي تحطمت في بنسلفانيا في 11 ايلول 2011.  وهنا يُمكن لنا في هذه الحالة استنباط العديد من السيناريوهات ومنها ، على سبيل المثال ، أن يكون الخاطفين قد تعمدوا تحطيم الطائرة في مياه المحيط الهندي لتغطية مسارات عملية طموحة لم تنجح تماماً والتي يمكن أن تتكرر في يوم من الأيام . يقول أبو العافية  " هذا هو الشيء الوحيد الذي ينسجم مع أي اتساق منطقي بمعنى أن الأمر كان عملية فاشلة على غرار الحادي عشر من أيلول  ".

 

ويقول ويبر " أعتقد أن السيناريو الأكثر ترجيحاً هو تمكن هؤلاء الإرهابيين من الاستيلاء على الطائرة ، وتحييد مسار  الرحلة ، وعند نقطة معينة قاومهم الطيارين وبطريقة أو لسبب ما أصبح الجميع عاجزاً ، ولم يبقى هناك أحد يُمكن أن يقود الطائرة  ".

 

ويقول هاملن  " أنا لا أراهن على أي من هذه السيناريوهات ، ولكن يتعين علينا التفكير بطريقة غير تقليدية لجهة أن نعرف ماذا يُمكن أن يكون قد حدث للطائرة  ". في حين أن كاسيدي لا يسره ابداً جو التكهنات هذا في وسائل الإعلام حول ما حدث للطائرة ، والذي يُشبه جو السيرك ، وهو يقول أن  " تخمينك جيد مثل الآخرين ، ولا بد في النهاية أن يكون البعض على حق ، ولكن ذلك سيكون لكونهم محظوظين ، وليس لكونهم قديسين يعرفون الغيب  ". الجمعة 21 آذار 2014. الصحفي جويـل آخينباخ.

 

https://www.facebook.com/you.write.syrianews

 

2014-03-23
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد