إلى نور الشهيد مرةً أخرى 26 عام سقط بانفجار سيارة مفخخة في دمشق 


مضى عامٌ يانور
عامٌ بأكمله مرَ ياصاحبي 
عامٌ .. وعقارب الوقت تشير إلى اكتمال غيابك 
الطريق راقدةٌ في خطاك 
وكل مافي الكون يكرر مشهدك الأخير 

مضى عامٌ يانـــــــور 
لم يتغير فيه الكثير 
فأمك .. مازالت ترتب السرير كلَّ دقيقةٍ وتشتكي فوضاك 
تطوي ملابسك المبعثرة وتسأل الله أن يهديك 
تضحك في سرها .. كلّما استذكرت (فصولك الناقصة )
وتغرق في دمعها كلّما أدركت 
أن فصولك يانور 
لن تكتمل 

وأبوك على حاله 
مذ جاءك الموت 
مازال يجادل الناس أن اليتيم يتيم الابن 
وأنه ما أحب أحداً سواك 
وأنك لم تقل له أفً ولم تنهره 
فـــــــــ يارب ارحمني :
لقد مات ابني صغيرا 

وأختك على حالها ياصاحبي 
مازالت تشغل نفسها والبيت بما ليس يعنيها 
تضبط التلفاز على عالم الحيوان 
تراقب سلوكهم في الغابات 
تحاول عبثاً أن تفهم لم رحلت 
وأن تدرك ولو لمرةٍ كيف يفكر أولئك 
الذين قتلوك ؟!!

وأخوك الصغير 
آه .. لم يعد صغير 
فقد بلغ في غيابك سن القهر !
سوى أنه مازال يغار منك 
وليس لأنه لم يدرك رحيلك 
حسب مافهمت 
لكنه لم يعتد بعد على الغياب !!

والبلاد ياصاحبي هي البلاد 
نطارد الموت في كل الشوارع 
فتردينا الحيــــــاة 
نغير عاداتنا كل دقيقة تبعاً للظروف 
نكتب وصايانا ونودعها ناصية الرصيف 
نتركها أمانة للعابرين 

لمن لو شاء الحظ أجّلهم لموت آخر 
نودّع من أحببنا كل ثانية 
ونوصيهم بأجسادنا خيراً .. إن وجدوها 
نحسب مافات من خطانا في فاتورة الأمس 
نتقشف بالحنين كي لاينتهي فينا الطريق 
نخبئ دمعتنا لآخر اليوم 
ونبكي حصيلة الشهداء 
نعلق على حائط الغرباء 

صورنا القديمة 
كي لانتوه عنا في زحام الوجوه 
ندون في خاصرة الوقت جرح البلاد 
النازف فينا 
ندونه قطرة قطرة 
رصاصة أخرى ويكتمل المشهد 
شهيد آخر ويكتمل النزيف

فلا تعد الآن 
وخذ وقتك في الإياب 
لن تعرفك الشوارع هنا 
لن تغني لعودتك الفصول 
وحدها العصافير التي افتقدت قمح أصابعك .. ستدرك ما أقول 
وحدها الذكريات التي اصطفت على درب غيابك .. ستوصلني إليك

فــالسلام عليك 
السلام على الفرح المهاجر منذ آخر ضحكتك حتى يومنا هذا 
السلام على الطيب المسافر منذ أول أنفاسك حتى نهايات الكلام 
السلام على الوطن المبعثر في أشلائك المنسية في الساحات 
السلام على التراب الذي تيمّم بطهر الدماء وصلى عليك 
والسلام عليك ..

https://www.facebook.com/you.write.syrianews