في الشام
مئذنةٌ تعلّمُ الغيمَ آدابَ الدخولِ إلى المساجدِ
وفتيةٌ يتّلونَ على الموتِ فاتحـــةَ الحياةْ
في الشام
مدرسةٌ تعلّمُ الأطفالَ درسَ اللجوءِ
وأمهاتٌ يخبزنَ الضوءَ في تنورِ الأبدْ
في الشام
فرقَ الجهلُ أخوةَ الأمسِ
بين جندي وثائر
في الشامِ لملمَ الموتُ شملَ الإخوةِ
في المقابر
في الشام
يتدافعُ الناسُ تحتَ النعوشِ
ليسرقوا الدفءَ من جسمِ الشهيدِ
وترى الأمهاتَ على الأكفانِ
يطرّزنَ وجه العيد ِ
في الشام
يأخذكُ الطريقُ إلى آخرك
وتدلّكَ الدروبُ عليك
حتى إذا ماضيّعتكَ البلاد
سارتْ كلُ الجهاتِ إليك
في الشام
تعلّمكَ الدروبُ فقه الأساطيرِ
وتنبئكَ الطريقُ بأسماءِ من عبروا
هم في صلاةِ الأمسِ خاشعينَ في غدهم
والأمسُ في الشامِ يختالُ ويفتخرُ
في الشام
فضَّ الموتُ بكارةَ الأحلامِ
فبانتْ .. عورةُ العيشِ في ظلِ الحصار
في الشامِ عبوّةٌ تحرسُ باضَ مدرسةٍ
ودبابةٌ تبحثُ عن جدار
في الشام
يتكئُ الصباحُ على صوتِ فيروزَ
وتحبو الشمسُ على كفِ النهار
في الشامِ يهزمُ العتمُ كل ثانيةٍ
فترى الأرضَ من نورٍ ونار
في الشام ِ
مربطُ الفجر ِ
مسودةُ الغيمِ
منبتُ الريحِ
تتابعُ الضوءِ
فقهُ الحجارةِ
عطشُ السؤالِ
بيتُ القصيدِ
طينُ الحروفِ
شهدُ الدروبِ
أصلُ الخرافات
عشبٌ يؤسسُ ذاكرةً لخطىً لاتجيءُ
امرأةٌ تضبطُ الإسفلتَ على إيقاعِ خطوتها
سورٌ ينسقُ الريحَ على كتفِ البلادِ
زهرٌ يزاحمُ الغيمَ على كف الندى
ليلٌ يرتلُ الصيفَ على وترِ المساءِ
هرمٌ يعتقُ الأيامَ في كأس الرضا
وبنتٌ تسحبُ العيدَ من تحت الركــــــام
في الشام ..