لم يكن صباح يزن كأيُّ صباحٍ في أول
آذار و لم تكن زهورُ الربيعُ في بهجتها , و لا الطيورُ تصدح كعادتها,
فقد شيعوا أباه شهيدا إلى العلياء و وريَ الثرى ثم عاد الولد الصغير و أمه و أخته
ذات الثلاثة ربيعاً إلى البيت
حيث جدران بلا عنوان و أشياء كلها أحزان.
مضت أيامه كبرد كانون تلسع جلده الطري و تأكل من
طفولته البريئة, و عيد الأضحى الذي تعود أن
يستيقظ فيه باكراً جدا ً في اليوم الأول منه مر صباحه دون أن يرفع رأسه عن وسادته,
نام فيه ساعات يحلم... ,يحلم بأبيه يرفعه من ذراعيه و يداعبه كلعبة تشبه ألعاب يزن
و تشبه براءته.
كان الصغير يذهب إلى المدرسة و صورة أباه لا تفارقه..كيف لا و هو الذي كان يراجع
معه دروسه ...و هو الذي كان يذهب معه كصديق إلى الصلاة في كل جمعة.
كثيرة هي الأشياء التي فقدها يزن بوفاة والده لكن أهمها حضن أبيه و رعاية أبيه .
يُتم الصبي.... جعل الملائكة تحشد أنواراً من العطف تضيء دربه و ليكبر يزن بمحبة
الناس من حوله.
https://www.facebook.com/you.write.syrianews