قبل سقوطها بساعات ، أرسل الضابط الأردني المسؤول في الدفاع عن القدس ، برقية مستعجلة إلى قيادته في عمان مقترحا تجميع كل القوات العسكرية للدفاع عن القدس ، فالضفة الغربية بمثابة الساقطة عسكريا ، و الهدف الأساسي و الديني و التاريخي للاحتلال هو السيطرة على القدس فالقدس – كما قال ذلك الضابط حرفيا – ( هي القلب ) .
القيادة العسكرية الأردنية ( نجقت ) أو تجاهلت برقية ضابطها و سقطت القدس بعدها بساعات ..
و بعد أشهر توفي ذلك الضابط بالسكتة القلبية و كان في ريعان شبابه .(هو من عائلة التل الأردنية ) .
وكل الأحداث العاصفة المتوالية في فلسطين الثائرة تثبت أن ( القدس هي القلب ) و ستبقى كذلك. فالقدس داخلة في حسابات استراتيجية دقيقة على أرض الواقع :
1- خط تقاسم المياه
2- الخط الوسطي بين النهر و البحر
3- أهميتها الجغرافية في التلال المحيطة بها
4- قلب المدينة القديمة ....
والانتفاضة الثانية اندلعت بمجرد تدنيس شارون للحرم الابراهيمي الشريف ، و من يظن أن خطوة شارون كانت مجرد تصرف استفزازي غير مدروس يخطأ ، فمن المعروف عن الجنرال شارون تفكيره الاستراتيجي و هو خلفية معظم تصرفاته فخطوته هذه وقتها أحرجت ايهود باراك رئيس حكومة الكيان الصهيوني وأعاقت مفاوضات السلام و أطلقت عقال المتطرفين اليهود و كانت الانتفاضة الثانية و قوافل الشهداء و محاولة تدمير البنية التحتية الفلسطينية و الجدار المتلوي كالأفعى في طول و عرض فلسطين والذي دمر الأرض و الإنسان ...
اسرائيل أدركت هذه الحقيقة و بالعمل الجاد الدؤوب و با لتخطيط الدقيق حققوا حلمهم في العودة إلى القدس بعد أكثر من ألفي سنة من الانتظار و .... العمل .
و ظل اليهود طوال ألفي سنة يعلمون أطفالهم مع الرضاعة عبارة ( تنساكَ يميني إذا نسيتَ أورشليم – القدس - ) .
و سيعملون المستحيل لإبقائها تحت سيطرتهم رغم أوسلو المشؤوم ، و مفاوضات المرحلة النهائية و كامب ديفيد الثانية و تعديل الميثاق الوطني الفلسطيني مع ( روتشة ) البذة التقليدية ( السابقة ) للشهيد أبي عمار المتمنطق ( سابقا ) بمسدسه الرمز ( اغتالوه و دفنوه بدون المسدس) و ... رغم كل شيء .
و نحن بمنأى عن الخطابات المدوية النارية ( حتى تلك أصبحت بضاعة نادرة في سوق "الحكي" العربي في هذه الأيام - المحنة - ) ، و الشعارات البراقة و لجان القدس الكثيرة مع المزمع إنشاؤها و المزايدات الفجة ، ماذا سنقدم للقدس بعد دراسة امكانياتنا – و هي كبيرة – و التخطيط و قرار بالعمل .. و العمل
سؤال - حلم في ذمة الانتظار بعد 800عام على غياب صلاح الدين الأيوبي الذي حرر القدس ( حررها بالسيف و أبقاها بالسيف ) .
و حتى إذا حدثت الأعجوبة و استرجعت القيادة الفلسطينية ( المنقسمة ) الضفة الغربية و غيرها من دون القدس فستكون جسدا بلا قلب تماما كما قال الضابط الأردني الذي مات قهرا على القدس رحمه الله .
ختاما تقديري اللامحدود لإخواني العاملين في فلسطين ، و المقاومة ومعجزات رجال حزب الله الذين حرروا معظم الجنوب اللبناني و سيحررون حيفا و ما بعد بعد حيفا و فلسطين بأكملها فزمن الهزائم ولّى فنحن في زمن الانتصارات ....
كدت أقول : أسفي على أمة لم تحافظ على عروشها لكن المقاومة قلبت الطاولة فيحق لنا مطمئنين جازمين أننا سنصلي في القدس مسلمين و مسيحيين وستقرع نواقيس كنيسة القيامة و أجراس بيت لحم كفرحها بيوم ميلاد السيد المسيح متعانقة مع تكبيرات المسجد الأقصى الجريح .
https://www.facebook.com/you.write.syrianews