رسالة إلى السيدة النقيب.. فادية خطاب
بعد تقديم كل المباركات وأجمل التهاني لمنصبك الجديد ولكون هذا الملحق من صحيفة تشرين يتعلق بالجانب الاقتصادي ولكون الفن أصبح ينحى منحى اقتصادي سماته واضحة سواء بالتظاهرات والمهرجانات واستنهاض هيئات المجتمع المدني مما يجعل أثر الاقتصاد في الفن واضح وخاصة في الدراما السورية .
والتي أنتم كنقابة فنانين مسؤولين عنها بالذات أو بواسطة هيئات أخرى وأقول لقد حققت الدراما السورية انتشارا عربية واسعا نتوقع أن يقودها إلى الانتشار العالمي ومع ذلك فإنها لم تحظ بالدراسات الاقتصادية الجادة والهادفة لتنظيم هذه الفورة الدرامية للتحول إلى مصدر دائم من مصادر دخل بلدنا رغم ما تعانيه الدراما السورية من إشكالات يخشى عليها منها وأهمها:
هو اعتمادها المتزايد على التمويل الخارجي ومصدر الخشية أن هذا التمويل يعرضها لخطرين أساسيين أولهما : أن اللعبة التجارية للتمويل الخارجي ستحرفها رويدا رويدا عن خصوصيتها السورية وهذا سيفقدها رسالتها الثقافية وثانيهما : إن اعتماد درامانا الكلي على التمويل الخارجي سيجعلها تحت رحمة هذا التمويل وسيؤدي سحبه لسبب ما أداة لتحطيمها وإفلاسها كما حدث للدراما المصرية .
وحسبنا إننا نلفت نظرك ونظر زملاءك أعضاء المجلس الأكارم وجوب إيلاء هذا الموضوع اهتمامكم السريع والجاد لأن سورية تمتلك من الطاقات والمواهب الفنية ثروة هائلة تحتاج للدراسات والتنظير الاقتصادي السليم بما يحقق ثلاثة أهداف متكاملة ومترابطة أولهما :
إيصال الدراما السورية إلى أن تكون عاملا مهما من عوامل تكوين الاقتصاد السوري.
وثانيهما : أن تكون الدراما السورية رسالة سوريا الثقافية إلى العالم وصورتها الذي يحمل خصوصيتها واعتدالها وتعايشها الحضاري وكونها قلب العروبة النابض ورؤيتها الحضارية والسياسية وهو نجاح يدعم جهود الدبلوماسية السورية بتكوين رأي عام عالمي إيجابي عن سوريا وعن شعبها وعن رسالتها الحضارية وعن قضايانا القومية والوطنية في صراعنا المصيري مع الصهيوينة العالمية والإمبريالية الأميركية
وثالثها : أن لا تنحرف الدراما السورية لأي أسباب تجارية أو مالية فتقوم بتكريس صورة ذهنية مغلوطة ومجتزأة عن سوريا لدى الآخرين فلا يمكن لملايين الليرات السورية أن تغيرها بسهولة فالصورة في عصرنا بقوة ألف كلمة وهذه مسؤولية خطيرة يجب أن لا نستهين بحملها بل هي من أعلى المسؤوليات وأهمها وأولاها بالدعم والدراسة الاقتصادية لأن المال يبقى هو الحامل الأساسي للمشاريع الثقافية ولذلك فلا بد من حشد الخبرات الاقتصادية المتوافرة لدينا لدعم مسيرة الدراما السورية على أسس اقتصادية متينة بعد أن أثبتت جدارتها الفنية وموهبتها الإعلامية وأصبحت صوتنا الذي يسمعه العالم ويبني فهمه ورؤيته لنا من خلاله
ودوركم في الاقتصاد جلي وواضح من تقديم فرص عمل كبيرة للفنيين في كافة المجالات وصولا إلى استئجار الأماكن والصالات للتصوير والعروض ناهيك عن زيادة تشغيل المطاعم والفنادق وخدمات الطيران والمقاهي وسياحة التسويق والترفيه لذلك فندعوك لأن تستعيني في الكادر العامل معك بمستشارين اقتصاديين ونخبويين وذوي خبرة لتكون نقابة الفنانين متمثلة بمجلسها الموقر وعلى رأسهم سيادتكم هي الراعية والحامية للفن والمساهمة بدعم الاقتصاد السوري ودمتي ووفقك الله .
بقلم المحامي
فيصل سرور