إن تأثير المعلوماتية الحديثة في مجالات الحياة الاجتماعية واضح ويؤكد على أهمية توفير الأمن المعلوماتي كجزء لا يتجزأ من الأمن القومي ويهدف لحماية الساحة المعلوماتية ضد أي نوع من الاعتداءات الداخلية أو الخارجية.
إن الأمن المعلوماتي يعني حماية الموارد المعلوماتية والقنوات المعلوماتية والانفتاح ووصول أي مواطن أو منظمة اجتماعية أو مؤسسة حكومية للمصادر المعلوماتية وتوفير قدرة الدولة على حرية الحصول ونشر أي معلومات صحيحة مع القدرة على حماية مضمونها من التحريف ومن الأنباء الكاذبة والنشاطات المعلوماتية التي تؤثر سلباً على السياسة الداخلية أو تؤثر على العلاقات القائمة بين المجموعات العرقية التي تسكن البلاد أو تؤثر كذلك على أوضاع التسامح الديني في البلاد أو تهدد الحياة المعنوية والأخلاقية للناس والمجتمع والحقوق الدستورية وحريات المواطنين أو تهدد مجالات الثقافة الاجتماعية أو تضخم الآثار السلبية للأزمات الاقتصادية التي يعاني منها المواطنون.
لقد أصبحنا اليوم نعيش ما يسمى بحرب الشبكات وهذه الحرب تعني التسلل لشبكات الخصم بهدف تدميرها أو تحقيق السيطرة المعلوماتية عليها أو اختراقها للحصول على معلومات معينة أو دس معلومات ملفقة بحيث أصبح ما يسمى بحرب الشبكات الافتراضية يشكل عاملاً واقعياً لإثارة الصراعات المعلوماتية والصراعات الاجتماعية ولقد أظهرت الأحداث الجارية في العالم العربي أنه قد تم خلق كائن افتراضي تحت اسم مجموعة وتحول هذا الكائن الافتراضي إلى كائن حقيقي فرض واقعاً جديداً لا يمكن تجاهله بحيث يخطئ جداً من يعتقد اليوم أن ما يجري في العالم العربي اليوم من انتفاضات هو محض صدفة فقد استطاع ذلك الكائن الافتراضي قيادة مجموعات واسعة من الجماهير بوعي منها أو غير وعي عن طريق الشبكات الاجتماعية.
الأمر الذي يجعل من أولويات الأمن المعلوماتي تطوير طرق التعامل مع الشبكات الاجتماعية عن طريق امتلاك القدرة على إغناء هذه المواقع بمحتوى إيجابي حيث لم يعد ينفع تجاهل هذه الشبكات أو إغلاقها فلا بد من النظر إلى هذه الشبكات من خلال جهات خبيرة ومراقبتها بدقة ورصدها وتصحيح عملها بشكل إيجابي للوصول إلى الأهداف الوطنية المطلوبة.
إن محاربة الإساءات في شبكة الإنترنت يجب أن يتم من خلال الإغراق وليس الإغلاق أي إغراق محتويات المواقع بمحتويات إيجابية صحيحة تطغى على المحتوى السلبي من خلال وضعها ضمن خطة عمل وطنية ملائمة ومناسبة وهذه الخطة المطلوبة هي أهم ما يجب أن تلحظ وسائلها العملية في قانون الإعلام المزمع إصداره لأن قانون الإعلام هو قانون أمن معلوماتي بامتياز حسب معطيات حرب الشبكات الدائرة رحاها عبر الشبكات الاجتماعية.
