news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
غزة توهبنا الكرامة من جديد ... بقلم : الدكتور خيام محمد الزعبي

في السابق قال جمال عبد الناصر" إن المقاومة الفلسطينية وجدت لتبقى ولسوف تبقى حتى تعيد تأسيس وطنها الفلسطيني، وحتى يمارس هذا الوطن دوره في النضال الشامل لأمته العربية "، واليوم كما في أيام سابقة تثبت هذه المقاومة أنها وجدت لتبقى، هذا هو حال الشعب الفلسطيني منذ أن وجد على الأرض


 شعب آثار غضب العالم بجبروته...... وصموده...  ووقوفه أمام إحتلال تدعمه الدول العظمى في العالم  ...تسانده وتساعده لينتصر على شعب لا يملك سوى الإيمان  بالله والتمسك بقضيته، قوة لن توجد بأي دولة، قوة صراخ طفل أمام محتل غاشم حاقد ومتآمر، لتظل الإرادة أقوى من كل الطائرات والدبابات، فإسرائيل ليست أقوى من أمريكا التي هزمت في سوريا والعراق وتهزم في أفغانستان.

 

يستمر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وسط الصمت الدولي والتخاذل العربي والإسلامي ليحصد مزيدا من أرواح المدنيين الأبرياء، ويقتل الأطفال والنساء، ويدمر البيوت والمساجد، وليست غزة وحدها تحت قصف جيش الإحتلال الإسرائيلي، بل التي تقصف اليوم بالطائرات والدبابات والسفن هي كرامة الأمة وحريتها وآمالها ومستقبلها، ورغم المجازر المرتكبة والجراح الأليمة التي تصيب أهلنا في فلسطين، ترتسم مجموعة من الحقائق التي تشكل ملامح مرحلة جديدة في الصراع العربي - الصهيوني

 

 أولى هذه الحقائق أن المستهدف بالعدوان الصهيوني على غزة هو إجتثاث المقاومة على طريق تصفية القضية الفلسطينية، وفتح الطريق أمام تطبيق مشروع الدولة اليهودية الذي يتناغم مع مشاريع طائفيّة وعرقيّة في المنطقة، أما ثاني هذه الحقائق أن لغة المقاومة تثبت يوماً بعد يوم أنها اللغة الوحيدة التي يفهمها العدو الإرهابي العنصري، وأنه كلما إختارت الشعوب نهج المقاومة إنتصرت على أعدائها، وثالثها أن الوحدة بين الشعب والمقاومة هما الضمانتان الرئيسيتان لتوفير شروط النصر في مواجهة العدوان وإفشال أهدافه، فضلاً عن أن العدو الصهيوني يثبت مرّة أخرى رغم تفوّقه العسكري أنه عاجز عن كسر إرادة الشعب الفلسطيني ومقاومته.

 

واليوم تسطر غزة أروع الأمثلة في التضحية والصمود ويسطر رجالها وشبابها الشجعان أروع الملاحم البطولية وهم يتصدون لهذا العدوان الذي إستخدمت فيه  جميع الأسلحة بمختلف أنواعها، بالرغم من ذلك وقف أمام آلة القتل الصهيوني وجيشه الذي لا يقهر وكسر شوكته ولقنه درسآ لن ينساه، وتمكنت المقاومة من قصف تل أبيب وايلات وديمونه واسدود وعسقلان وبئر السبع وغيرهن من المدن والمستوطنات المحتلة، أما على الصعيد البري فلم يتمكن العدو الصهيوني دخول غزة ولو متراً واحداً بعد أن وجد مقاومة باسلة تصدت له وألحقت فيه الهزائم و الخسائر المادية والبشرية عبر عمليات نوعية وانتصارات متتالية من قتل وجرح وأسر لقوات الإحتلال الصهيوني، إذ بلغ قتلاه وجرحاه من المواجهات البرية المئات برغم التكتيم الإعلامي الذي يمارسه العدو خوفاً على معنويات جنوده من الإنهيار.

 

في إطار ذلك يمكنني القول إن وقوف سوريا وإيران وحزب الله الكامل مع المقاومة الفلسطينية، ورفض أي نزع لسلاحها رفعت دون أدنى شك معنويات المقاومين في القطاع، وأرهبت في الوقت نفسه القيادة الإسرائيلية المرتبكة،  فسورية وإيران هما اللتان زودتا المقاومة الفلسطينية بالخبرات الضرورية لصناعة الصواريخ، سواء تلك التي ضربت تل أبيب وحيفا ودفعت بأربعة ملايين مستوطن إسرائيلي الى الملاجئ، أو الأخرى "كورنيت" المضادة للدروع التي أوقفت الدبابات الإسرائيلية إلى عمق القطاع خوفاً ورعباً

 

 ومن هنا ليقتنع الجميع أن إرادة المقاومة بفضل دعم "المحور" لن تنكسر، ولن يركع المجاهدون إلا لله، لذلك أرى هزيمة اسرائيل وشيكة جدا، وأستطيع أن أتنبأ بوقف لإطلاق النار بعد الإستجابة لكل مطالب المقاومة في رفع الحصار وإلا فان أياماً صعبة وقاسية في إنتظار اسرائيل في المرحلة المقبلة، ومن هنا فإن غزة ستظل شامخة أبية وعصية على الإنكسار، هذا هو عهدنا بأبطال المقاومة في غزة العزة والجهاد والكرامة التي تقوم اليوم بواجب الدفاع عن كرامة الأمة.

 

إن قدرنا أن نصمد وأن نضحي فلا قيمة للحياة بلا وطن وبلا حرية وكرامة وطنية، ومن قلب هذه الحرب الوحشية ضد الشعب الفلسطيني، فإننا مدعون جميعاً لإستنهاض الهمم والنفوس تحت راية مبادئ وقيم وكفاح المناضل جمال عبد الناصر، لذلك يجب أن نتناسى خلافاتنا الصغرى، رغم الأسى والألم من بعض المفاهيم والتصرفات وحتى الأخطاء، ونقف مع المقاومة كما وقفنا مع عبد الناصر لأنه حارب العدو التاريخي للأمة، وكما وقفنا مع الثورة الجزائرية ضد الفرنسيين، وكما وقفنا مع العراق ضد الإحتلال الأمريكي، وكما وقفنا مع حزب الله في حرب تموز، وكما نقف مع أي فصيل سواء كان ماركسياً أو قومياً أو اسلامياً أو ناصرياً ما دام في لحظة مواجهة حقيقية مع العدو التاريخي.

 

فتحية إلى هذا الشعب الصامد والمجاهد ولمقاومته الباسلة التي أعادت لنا كعرب بعض كرامتنا التي إنتزعها منا أعداؤنا بزرعهم الفرقة والشتات والإقتتال فيما بيننا ونسينا وتناسينا أن هناك عدواً واحداً هو من إحتل أرضنا وإغتصبها وأخذ حقوقنا وأهدر كرامتنا فهو من نوجه إليه أسلحتنا ونحشد له جموعنا .

وأخيراً أستطيع القول...عاشت فلسطين حرة عربية وعاشت المقاومة الفلسطينية - بوصلة الشرف والكرامة والعزة والوطنية.

 

الدكتور خيام الزعبي-صحفي وكاتب أكاديمي

 

https://www.facebook.com/you.write.syrianews

2014-08-02
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد