news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
طبخة أمريكية لإلتهام الأسد! ... بقلم : الدكتور خيام محمد الزعبي

 مع تسارع الأحداث السياسية الراهنة في سورية، وعلى كل المستويات الأمنية والعسكرية والإقتصادية، وهي هنا أخطرها، يزداد الوضع تعقيداً وترشحاً لمزيد من التطورات المفاجئة، والتي من تسارع أحداثها لا تدع فرصة لأحد لإلتقاط خيوط المشهد، والتنبؤ بما قد يخبئه مستقبل هذه الأحداث لسورية والسوريين، أمام مثل هذه الحالة المعقدة


 يمكننا محاولة قراءتها، ثم وضع سيناريوهات مستقبلية للأحداث، هنا يمكن القول إن أمريكا لم  تجد طوال السنوات الماضية مخرجا أمام الحلفاء لإعادة التدخل فى العراق، وتبرير العمل العسكري المباشر فى سورية، لكن ولادة داعش وغيرها من الجماعات الأصولية المتطرفة وهي صنيعة الغرب وفر الدعم بالسلاح وفتح ممرات آمنة لتدفق المسلحين إلى كلا البلدين، أتاح ذلك للغرب وخاصة أمريكا هذه المرة أن تنفذ لإرادة القوى الفاعلة فى العالم العربي، وأن تضيق هوة الخلافات مع الحلفاء الغربيين لتجمع تحالفا دولياً يضم أكثر من 40 دولة، والسؤال المطروح هو كيف يمكن أن يقضي الأب على ابنه؟ ف"داعش" و"القاعدة" صناعة أمريكية، والهدف من تأسيسها هو تسهيل الأمر لأمريكا للتدخل في المنطقة أكثر من المرحلة السابقة.

 

 خلال الإجتماع الأخیر لحلف الناتو وضع إستراتیجیة جديدة لمستقبله، وهذه الإستراتيجية تؤكد أن الأحلام الخبيثة بالسيطرة على العالم ولعب دور الشرطي على المنطقة لا تزال تعشعش في مخيلة قادته، بالإضافة إلى سلسلة أهداف وأطماع توسعية، من قبيل تشكيل قوة للتدخل لمحاربة داعش وأخواته، وأدعى الحلف بأنها لمساعدة المنطقة في مقابل ما سماه بالخطر الإرهابي، وهي قوة تعتبر أنها تأتي لتنفيذ المخططات التوسعية لأمريكا والناتو، فسياسات أمريكا تؤكد أن واشنطن لم تعد قادرة على تبني نفقات العمليات العسكرية للحلف في أي نقطة في العالم، وتسعى لفرض هذه النفقات على الرجعية العربية

 

 لذا فإن السيناريو المحتمل هو أن تقوم عصابات "داعش" والكتائب المسلحة  بمهاجمة سورية لتقوم من بعد قوات الناتو بمهاجمة هذه العصابات للإطاحة بالنظام في سورية، أي إن الناتو بصدد إشعال فتيل حرب في المنطقة لإضفاء صفة الشرعية على السياسات العسكرية التي يعتمدها حاليا، هذا مما يرشح حالة العنف والفوضى بشكل كبير، ودخول البلاد كلها في أتون حرب أهلية طاحنة، تكون الحرب الطائفية أبرز تجلياتها، ويتعزز هذا مع وجود جماعة القاعدة وقدرتها على خلط الأوراق في وجه الجميع، بالإضافة الى  إستمرار تقدم المليشيات المسلحة على الأرض، وتوسعها العسكري، بضمها مزيداً من المناطق، مع مخاذلة المجتمع الدولي الذي أثبت حتى اللحظة، تواطؤاً كبيراً حيال هذه الجماعات المسلحة وتمددها على المنطقة

 

 كل هذا يؤدي الى نشوء  فئة من تجّار الحرب وزعماء الميليشيات المسلّحة وتصبح لهم مصالح اقتصادية في تمديد الصراع، مما يُجبر السوريين الذين نزحوا على عدم العودة، فيما سيُحرم السوريون في الداخل من خدمات التعليم والعمل وسط شيوع حالة من الفوضى العامة.

 

إن وصول سورية إلى صومال ثانية، من خلال وصول الحرب دون نهاية واضحة تفضي بسورية إلى واقع فوضوي، وبذلك ستختفي قدرة سورية الدولة على محاربة إسرائيل من جهة، ومن جهة أخرى ستقوى التهديدات الأخرى من قبل لاعبين ليسوا دولاً، ويقوى إحتمال سقوط سلاح متقدم في أيديها من جهة أخرى، وهو طبقاً لمخطط "سايكس بيكو"، أن تنحل سورية لعدد من الدويلات الصغيرة، "دولة علوية في محور دمشق – المنطقة الساحلية، ودولة سنية في الشمال والجنوب والشرق، ودولة كردية في شمال شرق سوري"

 

 أن هذا من شأنه أن ينشئ واقعاً مريحاً لإسرائيل، بحيث تكون في كل دويلة صغيرة سلطة مركزية تستطيع إسرائيل أن تحصر سياستها فيها، ومن جهة ثانية ستكون كل واحدة من هذه الدويلات ضعيفة، ولن تستطيع أن تهدد إسرائيل، بل يمكن أن تستطيع إسرائيل بناء علاقات طيبة بعدد منها.


وفي سياق متصل إن الإئتلاف ضد "داعش" قرر ملاحقة هذه العصابات في سورية وحسم الأمر في العراق، في الوقت الذي يرفض الائتلاف تدخل سورية وإيران، أي أن تحرك الغرب لضرب "داعش" في دولة مستقلة ذات سيادة كسورية، يعتبر إنتهاكاً للقوانين الدولية، وإن الغرض من تشكيل الائتلاف هو أن أمريكا بصدد إعادة تنفيذ إستراتيجيتها في المنطقة، ففشل واشنطن في إسقاط نظام الأسد ووقوف دول كبرى الى جانب سورية دفع بواشنطن للضرب على طبول محاربة الإرهاب

 

 لذا فان واشنطن لو كانت صادقة في إدعاءاتها للقضاء على "داعش" لكان بإمكانها أن تقوم بذلك عبر الإيعاز لحلفائها في المنطقة بقطع التمويل والتسليح لها، ما يعني أن محاربة "داعش" ستكون مشابهة لمحاربة "القاعدة" وسيشهد العالم سنوات من السجال والتوترات وإرسال القوات الى المنطقة بذريعة محاربة "داعش"، كما أن الإدعاءات الأمريكية بأن محاربة عصابات "داعش ستستمر" ثلاث سنوات على الأقل وتأكيد أوباما على إن هذه المحاربة قد تستمر الى عهد الرئيس القادم أيضاً، يعتبر مؤشراً على أن لأمريكا مآرب أخرى من وراء هذا المخطط، لذا فان ما تريده أمريكا هو فرض كلمتها وهيمنتها على العالم والتأكيد على إنها صاحبة الكلمة الأخيرة في المنطقة.

 

 

في إطار ما سبق إن الحفاظ على سورية مسئوليتنا جميعاً لا أحد معفي من واجباته,  لندع السلاح جانباً وليتحمل كل طرف مسئوليته وأن لا يجعل الوطن ومصلحته ساحة لتصفية خصوماته وثاراته مع الآخرين, يكفي البلد ما يمر من أزمات وليس بحاجة لمزيد منها حتى نساهم في إغراق سفينة الوطن ونخسر جميعاً، لذا يجب على كل محب لهذا الوطن، حريص عليه، خائف على مستقبله ومستقبل أبنائه، أن يتخلى عن منطق التأزيم لكل إلتقاء وتجميع لقوى الوطن، ومنطق التسميم لكل فكرة ونية مهما كانت طيبة، وأن يتحلى الجميع بأمل كبير لإنقاذ سورية ومستقبلها من المخاطر المحدقة بها.


وأخيراً نخاطب الجميع من أجل الجميع وبدون إستثناء، للإلتقاء لصناعة تحالف للقوى الوطنية، والتفكير بحكمة عالية، والتحرك بعزيمة، لإنقاذ سورية من هذه الهوة قبل أن نقع فيها ولا ينفع  حين ذلك الندم، فالوطن لم يعد يتحمل كل هذه الويلات ولا يمكن أن ننتظر أكثر من ذلك، علينا جميعا أن نعلن فتح صفحة  جديدة، ينفتح فيها المجال لمشاركة  سياسية حقيقية من الجميع من أجل وطن للجميع، وتستوعب الجميع بلا أية شروط ، وتأخذ وقتها لكي تجيب عن أسئلة الوطن الكبرى، التي تتعلق بمستقبله ولا تقف عند  ماضيه أو واقعه.

 

 

وأختم مقالي بالقول إن الغرب منبع للإرهاب وخلق داعش وأخواته عدواً كمبرر للتدخل فى المنطقة وتمرير مشروعهم الشرق أوسطى وخلق كيانات دينية متناحرة ولكن دروس التاريخ التي لا يتعلمها الأمريكان أبدا  إن السحر غالباً ما ينقلب على الساحر وأن طباخ السم سيتذوقه مهما طال الزمن وان الدم العربي المراق ليس أرخص من الدم الأمريكي.

 

https://www.facebook.com/you.write.syrianews

 

2014-09-24
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد