news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
أكراد سوريا....ولعبة أردوغان الخطيرة ... بقلم : الدكتور خيام محمد الزعبي

اليوم الكل مشغول برسم خطط وتعيين مواقع، وتقديم هدايا في أماكن أخرى لتنظيم داعش، فالمشهد السياسي في الشمال السوري بدأ بالتغيّر، والمنطقة الواقعة على بعد نحو 160 كيلومتراً من مدينة حلب، والمحاذية للحدود التركية، بدأت تدخل في طور خريطة جديدة قد ترسمها التحالفات الدولية من جهة، والرغبة التركية من جهة أخرى، واضعة المنطقة أمام سيناريوهات مختلفة، إحداهما يتحدث عن إفراغ شمال سورية من الأكراد والأخر يتحدث عن منطقة عازلة ترغب تركيا بإقامتها في الشمال السوري، والآخر ينتهي بإقامة "منطقة كردية" مستقلة على غرار كردستان العراق تحت وصاية تركية


 في حين تبقى الإحتمالات مفتوحة لسيناريوهات جديدة قد تظهر مع إستمرار المعارك في المنطقة وتغير التحالفات، فالموقف التركي من مسألة سقوط عين العرب" كوباني" غامضاً من وجهة نظر الكثيرين، ولكن المتابع للصراع التركي – الكردي، سيصل إلى نتيجة مفادها أن تركيا قلقة من إنتصار الأكراد في سورية على تنظيم داعش، فيما يعد هذا إنتصاراً لحزب العمال الكردستاني "بي كا ك" في تركيا، وبداية لإعلان دولة كردية أو إقليم مستقل كردي في إطار حكم ذاتي بما سيعزز الأمل لدى أعضاء «بى كا كا» في الحصول على حكم ذاتي مماثل بتركيا.

إن اللعبة التي يقودها الرئيس التركي هي لعبة الباحث عن تزعم المنطقة عبر مسارات وبوابات مختلفة من السياسة الهادئة إلى أسلوب لدغة الأفعى، عبر الحديث عن توطيد العلاقات وإزالة أية خلافات بين تركيا وجاراتها الى سياسة تخريب وتدمير الساحات المجاورة، ومن هذه الأبواب التي يسعى أردوغان الى إستخدامها لزعامة المنطقة هو فتح الباب من جديد بضرورة إعلان منطقة حظر طيران، وبضرورة تدريب وتجهيز الجهاديين والمليشيات المسلحة في سورية والعراق، وهو ما لم توافق عليه دول التحالف حتى الآن، وبالمقابل فإن هذه المطالب رفضها الأكراد جملة وتفصيلاً، حيث يؤمن غالبيتهم بوجود تحالف بين تركيا وتنظيم الدولة من البداية، وهو ما سمح لآلاف المقاتلين الأجانب بإجتياز الحدود التركية بسهولة والإنضمام إلى التنظيم في سورية.

في سياق متصل ذهب الأكراد في مزاعمهم إلى أبعد من هذا، ومنها أن أنقرة تمد تنظيم داعش بالسلاح سراً، كما يشككون في نوايا وتصريحات أردوغان بأنه لن يترك كوباني تسقط في يد تنظيم الدولة، بل على العكس يرى الأكراد أن تركيا سعيدة لرؤية كوباني "عين العرب" تسقط لأن هذا من شأنه أن يمثل ضربة كبيرة لوحدات "حماية الشعب الكردي"، في سورية، بما سينعكس سلباً على حلفائهم في تركيا وحزب العمال الكردستاني المحظور

 

 ومن هذا المنطلق يرى الأكراد أن التعويل على تدخل الجيش التركي لمنع سقوط كوباني، قد يحصل ضمن شروط يحددها الأكراد أنفسهم، رافضين شرط أردوغان بإقامة منطقة عازلة على الحدود السورية التركية، والتي يمكن أن يضبط من خلالها مشكلة النازحين الذين يشكلون عبئاً كبيراً على تركيا، كما أنه بإستطاعته ضبط موضوع الأكراد السوريين من خلال هذه المنطقة، وبذلك يستطيع عزل المنطقة الكردية السورية عن أكراد تركيا، بمعنى إن الرئيس التركي يلعب على ورقة "عين العرب" في سورية كورقة مساومة في مباحثاته مع الولايات المتحدة ودول الغرب والخلاف بين أنقرة وواشنطن حول مرتبة ودرجة تركيا في قائمة حلفاء الولايات المتحدة بعد الحليف الأول إسرائيل

 

 ومن من هنا يرفض أردوغان الزج بجنوده في داخل سورية في حرب لا يحصل على ثمن المشاركة فيها مسبقاً من خلال وعود تنفذ في التوقيت الذي يسمح بذلك، ومن ابرز ما يضغط باتجاهه هو موافقة من جانب الغرب على تقديم كامل الدعم لتركيا التي ستعمل بكل قوة لتدمير الدولة السورية وإسقاط نظامها، بعد أن باتت أنقرة تسيطر على مفاصل تنظيم "الدولة الإسلامية" وفي الوقت نفسه قادرة على توجيهه وتوجيه القوى الأخرى بالاتجاه الذي ترغب به لتحقيق أهدافها في المنطقة، وفي إطار ذلك وبالرغم من قوة ودور وموقع تركيا في حركة الصراع الدائرة الآن في سورية فإنّ تركيا في موقف صعب

 

 فالتحالف الدولي لا يستطيع التعهد لها بإسقاط الأسد كما يحلم أردوغان كجائزة ترضية له على دخوله الحرب ضد داعش، والأكراد الذين يمثلون قوة إجتماعية وعسكرية لا يستهان بها يهددون تركيا بإستعادة الحرب التي عمل أردوغان على إطفائها على مدى عشر سنوات، وداعش لن توفر تركيا من عملياتها الإنتحارية إذا ما التحقت بالتحالف الدولي وساهمت الى جانبه في ضرب داعش.

وعن سبب عدم التحرك الدولي لحماية عين العرب على غرار التحرك الذي تم لإنقاذ إقليم كردستان العراق، إن حكومة كردستان العراق مرتبطة بالرغبات والأطماع الدولية، وتعمل بالتعاون مع الغرب على تحقيق مصالحه لذلك تحرك لإنقاذ الإقليم الكردي الغني بالنفط هناك، أما في كوباني الوضع مختلف، فهم مستقلون بإرادتهم ويدافعون عن كرامتهم وهذا يتنافى مع مصالح الغرب الذي يدعي انه يعمل على حماية الوجود الإنساني، ومن هنا يشكلون عقبة وحجر عثرة في وجه مصالحهم وأهدافهم وأطماعهم التوسعية، والحقيقة التي يجب أن ندركها بيقين إن المشهد مخيف، وهذا التمدد الداعشي يهدد منطقة الشرق الأوسط وإن حلم تنظيم داعش قد يقترب من التحقيق إن لم تتضافر الدول العربية معاً لمواجهته عسكرياً.

وأخيراً ربما أستطيع القول إنه على الرغم من إرتفاع وتيرة القصف، والتحرك العسكري التركي، والقصف الخجول لطائرات التحالف الدولي لبعض مواقع داعش في محيط كوباني، يبقى مستقبل المنطقة مرهوناً بنتيجة المعارك على الأرض من جهة، والتي تميل حتى الآن لصالح القوات الكردية المدافعة عن مناطقها، في حين يبقى إحتمال التدخل التركي خياراً أخيراً في لعبة السيطرة والنفوذ في الشمال السوري، والمشتعل بعشرات الجبهات المختلفة، بإختصار شديد أن المعركة في كوباني هي معركة أكون أو لا أكون بالنسبة إلى المقاتلين الأكراد، الذين يقاتلون منذ أكثر من عام، فهم قادرين على الدفاع عن المدينة وطرد مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" من مناطقهم، ولا يعولون على طائرات تحالف واشنطن، التي يصفون ضرباتها بأنها إستعراضية.

 

https://www.facebook.com/you.write.syrianews
 

2014-10-13
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد