news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
قصص قصيرة
ليلة الزفاف...بقلم : فواز هاشم

مبروك ... عقبال عندك ، عبارات سمعتها مريم والزغاريد تدق رأسها بعنف فإنهم يحتفلون بزفاف ليلى ،إبنة عمها ، والجميع حاضرون الحفل .


-  لما لا تشاركين صديقاتك الرقص ؟ قالتها إمرأة عمها وحواجبها تتراقص ومساحة فمها تضيق .                                                                  

تصنعت الإبتسام وهزت برأسها أن نعم .

تمنت أن تشد شعر إمرأة عمها في تلك اللحظة ولا تتركه حتى تقتلعه ويصبح بين يديها ؛ راقت لها الفكرة فأخذت تهتز في محاولة لكبت نوبة الضحك وهي تتخيل إمرأة عمها صلعاء ، ياالله كم ستبدو بشعة دون شعر وعاودت الأهتزاز ومحاولة إسكات الضحكة قبل إنطلاقتها .

صحت من تأملاتها على صوت عمتها وهي تقول لها :

-  هيا إرقصي ، فربما جاء "النصيب " ، عاودت هز رأسها قائلة : نعم سأرقص ، سأرقص .

الكل فرح ويزغرد وما من سبب يدعوها للانكماش والإنزواء ، هكذا قالت لنفسها . تحركت مدعية السرور وردت على من يكلمها بإقتضاب وهي تقصر نفسها  على الإبتسام .

جلست مريم في ركن قصي من قاعة الإحتفال وأخذت تجول بناظريها في انحاء المكان ، ولفت إنتباهها الثريا الكبيرة التي تتوسط الصالة واخذت تفكر : " ماذا لو سقطت هذه الثريا وأصابت بعض النسوة الفرحات اللواتي يهتززن بحركات هستيرية ؟ إذن لتحول الحفل لمأتم . " نعم لما لا يحدث ذلك ؟ عندها ستشعر براحة حقيقية أكبر ، إنها لا تعرفهن ، ولكن بالتأكيد سينتابها شعور بالعدل والإنصاف .

تحول إبتسامها إلى ضحك بصوت عال ، التفتت إليها بعض المدعوات القريبات منها وعدن إلى ما كن فيه دون إبداء كثير اهتمام فالجميع فرح والحاضرات يضحكن ويرقصن ، ولا بأس من بعض الضحكات وإن كانت من دون مشاركة !

انحنت انحناءة خفيفة ونظرت في وجهها المنعكس على إحدى صواني تقديم الشاي القريبة منها ، وأخذت ترفع بعض خصلات شعرها الأسود الفاحم المنساب إلى خصرها وبدأت تتمتم لنفسها : " ما ذنبي ؟"

تجاوز عمرها الثلاثون عاما ومازالت عزباء ، ولا يبدو أن الوضع سيتغير على الرغم من عيونها الخضراء وجسدها البض الجميل .

لقد كانت حيويتها المفعمة ونشاطها سببا في إثارة غضب أباها  الصارم الذي هددها أكثر من مرة أنه لن يرحمها إذا عبثت بمحتويات أدراجه مرة أخرى وهو لم يرحمها عندما نفذ وعيده ، وكانت لا تزال تدرج في سنتها السابعة من العمر . ألا تبا لذلك الوعيد الذي أدى إلى منعها من العيش عيشة طبيعية كأترابها .

 

أحست أنها تختنق لإسترجاعها ذكرياتها وأخذ العرق البارد يتفصد من وجهها ويديها ولم تعد تطيق المكوث أكثر من ذلك ، فقد لمعت فكرة بذهنها ، فقامت من فورها وهي تعرج عرجا واضحا وعلى أساريرها علائم التصميم .

في اليوم التالي استيقظ أهل القرية على جثتين عاريتين طافيتين على سطح النهر ؛ الأولى لمريم ، والثانية لأبله القرية المفتول العضلات .

جاءت تقارير الشرطة تقول أن الأبله قد مات نتيجة سقوط جسم حاد على رأسه والقاتل مجهول ، أما مريم فقد غرقت وهي تستحم !

2010-12-15
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد