بعد الزواج العرفي وزواج المسيار , كرّت سبحة الزيجات بأنواعها المتعددة , فظهرت موضة جديدة منها كالزواج النهاري وزواج المسفار , وليس آخرها الزواج بنية الطلاق , وهو ما أثار حفيظة الكثيرين الذين وجدوا في الجيل الجديد من الزيجات ضرباً من ضروب زواج المتعة الذي ينتقده بعض العلماء ويعتبرونه مخالفا للدين والشريعة الإسلامية .
قد نسمع دائما عن " إجازات الصيف " ولكن من الغريب جدا أن نسمع عن زيجات الصيف , ومن مستلزمات السياحة والزواج لهؤلاء الأثرياء , حقيبة سفر و جواز سفر وكمية هائلة من الأموال لشراء زوجة أو بالأصح للزواج من فتاة لبضعة أسابيع أو أيام في ظاهرة معيبة أشبه بالصفقات باتت تسمى بـ " زواج الصيف " .
والأغرب من هذه الظاهرة هو تغطية بعض من رجال الدين لها , حتى وإن كان الزواج بنية الطلاق وهو ما يهدم كليّاً الأساس الذي ينبني عليه المجتمع السليم .
ورغم أن الفتاوى التي أباحت زواج المسفار والزواج بنية الطلاق عللت ذلك بظروف محددة إلا أنها تركت سؤالا مفاده , هل هذه الزيجات ستمثل حلا لمشكلة , أم أنها ستكون سببا لمشكلات لا حل لها ؟ .
وللأسف تنتظر الكثير من القريات والتجمعات العشوائية سنوياً في معظم الدول العربية موسم الصيف من كل عام لتزويج بناتها القاصرات للسائحين الأثرياء القادمين إليها من خلال ما بات يعرف بـ " زواج المسفار " لأيام أو أشهر محددة مقابل مبالغ مالية عالية تنتشلهم من حال الفقر .
ولعل أبرز الأسباب التي تدعو ضعاف النفوس إلى مثل هذا العمل الشنيع هو الفقر المنتشر في بعض المناطق بالدول العربية ولا سيما مناطق الأرياف والعشوائيات , وكان لبعض المحاميين دورا سلبيا في تنشيط هذه الزيجات وإجراء العقد المتفق عليه بين الطرفين .
و أكدت الإحصائيات عدم وجود أي نتائج إيجابية على الإطلاق لهذا النوع من الزواج , فغالبا ما ينتج عنه تشريد الأطفال وضياع حقوق القاصرات وتعرضهن للظلم والاستبداد بسبب ذلك .
إذاً فهي جريمة منظمة وتجارة بالرقيق الأبيض عبر عقود زواج مقننة تهدف إلى المنفعة على قاعدة "المال مقابل المتعة" والضحية فتيات لم يبلغن الحلم .