انا كمواطن سوري ، لا تربطني بدولة مثل روسيا سوى مشاعر الاحترام لما تقدمه هذه الدولة لسورية وشعب سورية عبر الزمان . ,ولست متقيدا ببروتوكول معين يفصلني حتى عن مخاطبة رئيس هذه الدولة . ومع احترامي ومحبتي وتقديسي لبلدي سورية وقيادة هذا البلد ممثلة بشخصية الرئيس بشار الأسد والغالي على قلوبنا جميعا وكل السوريين الشرفاء والذين لم يقصر احد منهم بواجبه الوطني
بل كان لهذا البلد سورية صموده الاسطوري ، لكنه العدوان الأممي الهمجي المشترى بالدولار يفوق امكانات اي دولة بحجم هذا البلد سورية ، ولذلك فانني لا اجد حرجا في ان اخاطب السيد الرئيس بوتين رئيس روسيا الاتحادية العظمى بدافع من المحبة والتقدير الكبيرين لهذا البلد قيادة وشعبا ،على امل ان تصل هذه الرسالة وان يكون الرد ايجابيا ، وهو حلم كل مواطن سوري شريف .
لا نشك ابدا يا سيدي رئيس روسيا العظمى الصديقة ، أن بلدكم وعبر مختلف القيادات التي تتالت عليه وآخرها فخامتكم ، انكم ما قصرتم - ولم تقصروا - بمد يد العون لأصدقائكم في سورية . ومعروف عن الاتحاد السوفيتي ، انه من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال سورية ، وبدأت بإقامة العلاقات معها منذ عام 1944 , ومنذ ذلك العهد والاتحاد السوفيتي ومن بعده روسيا ، لم يقصرا في تقديم كل اشكال العون السياسي والعسكري والاقتصادي وحتى في المجال الثقافي والتعليمي .. الاتحاد السوفيتي ومن بعده روسيا كانا خير صديق للشعب السوري ، أيا كان الحاكم والاستثناءات قليلة ، وهذا يدل على مدى رقي هذه الدولة وصدقها في مواقفها وخاصة مع قضايا الشعوب المظلومة .
ولا ننسى مساهمة الاتحاد السوفيتي الأساس في بناء مختلف المشاريع في سورية ، ولا احد ينسى مشروع سد الفرات العظيم وما كان له من انعكاسات ايجابية على مختلف مناحي الحياة في سورية . كذلك دفعات السلاح المتطورلردع همجية اسرائيل ، اضافة الى مختلف المشاريع الأخرى ، وكان لزيارة الرئيس بشار الأسد الى روسيا عام2005 الأثر الأكبر في تمتين اواصر الصداقة والمحبة لدرجة وحدة الحال مع هذا البلد الصديق الوفي , وكان من اهم ما يميز هذه المحبة والصدق في التعامل هو اعفاء سورية من نسبة عالية من استحقاقات الديون وصلت حتى 73% ، كل ذلك بأسلوب الدولة المتحضرة الراقية والتي تستند في كل تعاملها الى الأنظمة والقوانين الدولية ..
لم يكتب التاريخ ان روسيا قهرت ارادة شعب او احتلت بالقوة بلاداً لغايات استعمارية منفعية ، بل لم تكن الا دولة تحترم القانون والخصوصيات الوطنية مع انها دولة عظمى ، ولو كانت لها العدوانية والوحشية التي تمتلكها دول كأمريكا مثلا لا حتلت العالم ونهبت كل ثرواته وهي قادرة على ذلك حتما ً ..وسورية بالمقابل لم تكن الا دولة صادقة ووفية في علاقتها مع روسيا وسواها من الدول ، ولكن لروسيا عندها اعتبار خاص .
وأهم كل ذلك هو انها ومن خلال تعاملها الراقي مع
القضايا العالمية فإنها تستحق كل محبة واحترام ..صحيح ان القرار الذي اتخذته سورية
بعدم الموافقة على مد خط الغاز القطري عبر سورية الى اوروبة كلفها الكثيروما تزال
تدفع ثمن ذلك ، لكنه الصدق في التعامل ورد الجميل لما كان لذلك من صون لحق روسي في
الغاز الذي تصدره الى اوروبة ومدى الفائدة الهام الذي كانت وما زالت تجنيه من وراء
ذلك ..سورية وروسيا لم يخذل احدهما الآخر في اللحظة الحاسمة ولذلك وقد دخلنا العام
الخامس من هذه الكارثة التي تعصف ببلدنا سورية اتوجه الى مقام سيادتكم بهذا الخطاب
والرجاء من القلب اليكم : سيدي رئيس روسيا العظمى..
يا سيدي ، انتم تعلمون مدى الخراب والدمار الذي لحق ببلدنا ، وأنتم وكما عهدناكم انصار الحق والانسانية وخاصة دولة مثل سورية . صحيح انكم لم تقصروا في مجلس الأمن ومد يد العون مختلف الأشكال لنا ، لكن ذلك ساعد في الصمود ولم ولن يحل المشكلة .. فما زال الدمار والقتل والتخريب متأججا ً في انحاء سورية ، ومع ايماننا انكم لن تتوانوا عن نصرة هذا البلد المخلص والوفي لكم ، ومع ايماننا بأنكم تجنحون دائما الى حل القضايا العالمية سلميا ، و هكذا هي روسيا بالرغم من قدراتها العسكرية الهائلة ،لأنها ما عرف عنها الا انها دولة راقية ولكن الأمر استفحل يا سيدي وما يزال متعهدوا الخراب في العالم وخاصة في هذا البلد يمعنون بكل عنجهية في جرائمهم ولا حل في أمخاخهم وقناعاتهم سوى تدمير هذا البلد ! وخير دليل على ذلك موقف وزير خارجية نظام آل سعود مؤخراً في موسكو وبكل وقاحة وامام وزير خارجيتكم وعلى الملأ ..
هؤلاء يا سيدي امتهنوا القتل والجريمة وتحت مسوغات
عدة ، ولن يردعهم الا موقف عالمي شريف تقوده دولتكم العظيمة وبقرار منكم . اننا
نطالبكم بل نرجوكم يا سيدي ان تتدخلوا بجدية أكبر، ليس من اجل القيادة في سورية ولا
الشعب السوري المحب لبلدكم العظيم وحسب ، بل من اجل الانسانية ، وانتم خير من يناصر
الانسانية ويحاول ان يحل القضايا الدولية بالحكمة ومن خلال النظام والقانون
الدوليين ، ولكن هل ستحل القضية السورية اليوم بهذا الأسلوب ؟
سيدي رئيس روسيا العظمى الصديقة .. انتم اعلم الناس
في الخارج بما يدور في سورية ، واعلم الناس من هي الدول التي لها المصلحة في تدمير
هذا البلد ، ولكن بلغ السيل الزبى كما يقال ، وتبين بما لا يدع مجالا للشك بأن من
يدعم هذه الهمجية المدمرة في سورية لن يردعه وازع من اخلاق ولا انسانية ولن يوقف
دعم الارهاب الا بالقوة ! وفي النتيجة هناك مأساة تجري يستحيل احتمالها وتحمل
نتائجها ما لم يوضع لها حل وبالقوة المناسبة ،ومع انكم لستم مع حل القضايا العالمية
بالقوة لسلبيتها بشكل عام ، لكنها هنا ايجابية ، لأنها ستوقف مأساة انسانية مروعة ،
وسيكتب التاريخ لكم دوركم المشرف في حلها وايقاف عجلة دورانها المأساوية .
سيدي رئيس روسيا العظمى والصديقة .. انني كمواطن سوري وباسم كل انصار الحق والانسانية ، اتوجه الى مقامكم الكريم برجاء نابع من القلب ، برجاء آلاف الثكلى والمكلومين اجساداً وكرامات ، ان تقفوا الى جانب هذا الشعب المظلوم ، وأن توقفوا هذه المذبحة المروعة حتى لو كلفكم ذلك استخدام القوة . ان استخدام القوة لنجدة حالة انسانية بمثل هذه الحالة المتفردة عبر تاريخ الأمم ليس امرا سيئا بل هو مقدس، وسيكتب التاريخ بأحرف الخلود انكم استطعتم ايقاف هذه الكارثة ولكم الفضل الذي لن ننساه ما حيينا ..
نحن رجال ونساء واطفال سورية ندعوكم الى مخاطبة العالم من خلال وزنكم الهائل في مجلس الأمن بطلب وقف هذه الحرب فورا ودون قيد او شرط ، ووقف امداد هذه الجماعات الهمج بالسلاح والمال والفكر التكفيري اياً كا ن داعمهم ، ومن ثم دعم الشرعية كما يراها الشعب في سورية و اعني غالبية الشعب ، وان تعطوا لاولئك سقفاً زمنيا ً وقصيراً ما امكن لتحقيق ذلك
وفي حال عدم التجاوب ان تبينوا للعالم انكم
ستقومون بمد الدولة السورية بكل اشكال الدعم العسكري واللوجستي الذي يمكنها من حسم
هذا الصراع ، حتى لو ادى ذلك الى نشوب حرب عالمية . ونحن كشعب سوري اصيل لن ننسى
لروسيا فضلها ذاك ، وكذلك التاريخ ، اذ ان الأيام ستسجل للسيد بوتين حرصه الانساني
على وقف هذه الجريمة المروعة بحق الانسانية في هذا البلد المظلوم ما دام الزمان .
https://www.facebook.com/you.write.syrianews