news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
شعر
قصة حسام... بقلم : طارق خطاب

(حسام هو رمز للرجل الشرقي الذي وقع في صراع بين شرقيته الموروثة التي تناسبه ولا تعجبه وبين غربيته المستوردة التي تعجبه ولا تناسبه )


حسام يا أحبتي من العربْ

يعيش في باريسْ

مدينة العجبْ

ويخجل في كونه من أمة العربْ

ويسيتحي من اسمه لأنه بمعجم العربْ

حسام في هندامه لا يشبه العربْ

بشعره المضفورْ

وجلده المحفورْ

وطوقه الذهبْ

يشذب السكسوكة الغربية النسبْ

ويرفض العباء والعقالْ

ويرفض الشنبْ

ويخرج من جيبه سيجاره السينيه

وشعلة اللهبْ

وينفخ الدخان في برودةٍ

يقول في تشدقٍ:

ما أسخف العربْ

ما أسخف الرجال حين يفخرونْ

بأنهم رجالْ

وحين ينفشون ريشهمْ

لأنهم رجالْ

فيسترون عورة النساءْ

وحقهم بأنهم رجالْ

تحرري يا أمة الطربوش والعقالْ

فعورة النساء كعورة الرجالْ

 _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

يتابع الحديثْ

وينفخ الدخان في برودةٍ

وينفض السيجارْ

يقول باستهتارْ:

يا شرقنا العربي

يا كومة الفوشارْ

نساؤكم أماءْ

رجالكم أحفاد شهريارْ

تحرروا وأخرجوا نسائكمْ

من قوقع المحارْ

وحرروا أذهانكم من عقدة الزنارْ

ما أسخف الشرقي

حينما يغارْ

 _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

يتابع الحديثْ

وينفخ الدخان في برودةٍ

يقول بازدراءْ:

يا أمة تسير للوراءْ

حواجز فكريةٌ

حواجز جنسيٌ

وأعين عمياءْ

تحضروا وغادروا

مدائن الصحراءْ

تحضروا ونظفوا قاموسكمْ

من حرمة الحريمْ

والغيرة الحمقاءْ

 _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

وبعد أشهر قليلةٍ

تزوجت حسامْ

فتاته "جانيت"

فتاته غربية الطباعْ

بشعرها (الكاريه)

وثغرها الأثيمْ

وجسمها المشاعْ

تقوده من حانة لحانةٍ

فرقصة مع "جون"

ورقصة مع "جاك"

فينحني حسامْ

يشدها من زندها

كفاك يا جانيت

ترد في تجهم ٍ

كفاكم تخلفاً يا معشر الضباعْ

جانيت في خمارةٍ

بلبسها الخليعْ

وفكرها الوضيعْ

لكنها غربية الطباعْ

عفوية صريحة لا تعرف الخداعْ

تخون حينما تريد أن تخونْ

حسام يا أحبتي أحس بالضياعْ

وكاد أن يصيبه في عقله الجنونْ

قرونه مترينْ

ما أثقل القرونْ

ورأسه الصغيرْ

أصيب بالصداعْ

وحيرة وغيرة تصيح في العيونْ

فتارة تشده باريس بالمجونْ

وتارة تشده الصحراءْ

لأمه وصدرها الحنونْ

وشعرها الممزوج بالحناءْ

وجسمها العفيفْ

وثغرها يلجُ بالدعاءْ

فيسقط القناعْ

عن وجهه المعجون بالغضبْ

وفجأة تفيق في عروقه شهامة العربْ

تلك الدعاها مرة سخافة العربْ

فيحلق الضفائر الطويلة الذنبْ

ويحلق السكسوكة الغربية النسبْ

ويطفئ السيجارْ

ويطلق الشنبْ

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

يا سادتي

يا سادتي الكرامْ

إليكم الحديث و زبدة الكلامْ

لا تعجبوا من طبعنا

فنحن لا نلامْ

دماؤنا شرقيةٌ

عروقنا شرقيةٌ

جلودنا شرقيةٌ

وكلنا حسامْ

2010-12-19
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد