السادة المسؤولين الأعـــزاء ...
كل السادة المسؤولين ... أعــزاء
نحترم جميع السادة المسؤولين ... لأنهم أساسا ً أعــــزاء ، وبعــد :
ثمة مسار كنا نسير فيه بهدوء ذات يوم ، يوم كانت هناك مظلتان في سماء العالم ، أو قطبان ، أو قل ما تشاء هم يتصارعون فوق ،ونحن كنا تحت ، ومثلنا الكثير الكثير من الأمم المنفعلة ، وقد أبدعنا – كما فعل غيرنا في التنظير واصدار القوانين ، طالما أن العالم يمشي فوقنا وغافل عنا ..!
وكنا نعالج أمورنا بين ظهرانينا ، ولا أحد مهتم بنا ، لذلك كنا متميزين في كل شيء وعلماء ومنظرين !! اليوم اختلف الوضع ، فقد صار علينا أن نلحق بركب الراكبين ، والا ضعنا في متاهات غبار الأمم الراكضة و حدثت الزلازل والهزات، وتلاشى الضعفاء ، وليس لنا خيار !
وحيال ذلك ، أفقنا من سبات انجازاتنا التاريخية، فوجدنا أنفسنا متخلفين علميا ، ومتخلفين متخلفين زراعيا ومتخلفين متخلفين متخلفين صناعيا !! فلا هوية لنا تميزنا في أي من ذلك ، بل حتى في الفن والاجتماع والرياضة وكل أبواب المنافسة والحراك الايجابي !!
وإزاء ذلك ، تجدنا ننتفض مرة فنقلد الغير ، وتعلمون نتيجة التقليد ، ومرة نعود الى أصولنا فنجد أنفسنا في غياهب التخلف عن الركب العالمي المتطور ! وما نزال حائرين ، لكن الدنيا تسير شئنا أم أبينا .
وفي زمن غفلتنا تلك ، تراجعت الأخلاق ، وافتقدت المحاسبة النزاهة والضمير ، فصارت وكأنها تصفية حسابات ، وخبا الاحساس بالمصلحة العامة تدريجيا ، وصار القفز على الصالح العام عرفا اجتماعيا .. والمواطن المسكين ، من يدفع الثمن !!
ثمة مستفيدون دائما من أي وضع .. وغالبا تجار ومدعومون ، حتى لو كانت مادة تتعلق بحياة الناس فثمة حريصون مقدسون ، حتى الحكومة ، لها جانب من كل ذلك ؟!
يؤكد مسؤول ما ، ان شيئا ما لن يمس مصلحة المواطن بسوء ، ويا ليته لم يفعل ، فالبشائر السيئة تأتي بعد حين ! ومجرد أن يقال ولو مزاحا أن زيادة في الراتب قد تتحقق ، تشتعل الأسعار أضعافا وتغيب الضمائر مثلها ، ولا من يردع !!
صرح مسؤول ما ،ذات يوم ،أن الكهرباء خط أحمر .. لكن سعرها سيرتفع أضعافا ولو بعد حين ! ولا تروح الا على النظامي الملتزم ، أما السارق وبمساعدة بعض أولي الأمر في بعض الأحيان ، فحلال على الشاطر !
حكومة بهيبتها وصولجانها ، عاجزة عن معالجة التعدي على الأموال العامة ، ولذلك تضيق الخناق على المواطن الملتزم ، تعويضا لخسائرها !!
بربكم قولوا لنا : هل ثمة أسرة لا تدفع على الأقل ثلاثة آلاف ليرة كهرباء ، هل ثمة أسرة لا تدفع ثمن الهاتف والماء والطعام والدواء والمدارس واللباس والخليوي وكل ما أصبح ضرورة حياتية ، بما لا يقل عن خمسة عشر الى عشرين ألف ليرة شهريا ، وربما أكثر؟ واذا كان راتب الموظف أدنى من الحد الأدنى لعيشة فيها بعض الكرامة وما يزال على قيد الحياة ويصرف المبالغ والكلف المشار اليها ، فمن أن يأتي بالفرق ؟ هل تنزل المصاري من السماء أم أنه يدبرها بوسائله الخاصة ، والله أمر بالسترة !! وهنا ، ألا تدفع الحكومة المواطن دفعا الى مواطن الخلل ؟ وعلى مبدأ :حلال على الشاطر ، ولكن يا ويل الذي يعلق !!
ألم تتأكد الحكومة بعد ، ان متوسط دخل الفرد أصبح اليوم أقل من أن يلبي حاجة المواطن الضرورية فقط ؟ ألم تتحسوس الحكومة وتستشعر الخطورة القادمة من خلف ذلك ؟ ومن الذي سيحل المشكلة ؟ أليست هي ، أم القدر ؟!
يا حكومتنا الرشيدة : نرجوكم ، لا تخططوا ، لا تبرمجوا ، لا تنظروا ! كونوا واقعيين ، ولا نريد أكثر من ذلك ، فلا الخطط الخمسية نفعت ، ولا العشرية ، ولا المئوية ولا حتى الألفية ! ولم ينفعنا وعود وتنظيرات جهابذة الاقتصاد والاجتماع ! نريد فقط أن توقفوا أولئك الذين لا يشبعون ،عند حدودهم
نريد أن يحاسب من استمرأ الاجتراء على المصلحة العامة ولا من يرده ! نريد أن نستعيد ولو جزءا من أولئك الذين أسسوا وساهموا بتعزيز ثقافة الحلول الاقتصادية الناجعة ، ولكنهم صاروا مليادرية بقدرة قادر !!
اننا لا نطلب المستحيل ، لكن الوضع أصبح غير مقبول ! ان دراسة معمقة واقعية ووطنية لعيش المواطن ، تحتم علينا اعادة النظر واتخاذ الاجراءات الفعلية والمجدية ، ولا يوجد مستحيل صدقوني .. لكننا من أجل كل ذلك ننادي وبصوت المحب : أدركونــــا !!!!