news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
أدركـــونـــا ...! بقلم : إبراهيم فارس فارس

السادة المسؤولين الأعـــزاء ...

كل السادة المسؤولين ... أعــزاء

نحترم جميع السادة المسؤولين ... لأنهم أساسا ً أعــــزاء  ، وبعــد :


ثمة مسار كنا نسير فيه بهدوء ذات يوم ، يوم كانت هناك مظلتان في سماء العالم ، أو قطبان ، أو قل ما تشاء   هم يتصارعون فوق ،ونحن كنا تحت ، ومثلنا الكثير الكثير من الأمم المنفعلة ، وقد أبدعنا – كما فعل غيرنا   في التنظير واصدار القوانين ، طالما أن العالم يمشي فوقنا وغافل عنا ..!

وكنا نعالج أمورنا بين ظهرانينا ، ولا أحد مهتم بنا ، لذلك كنا متميزين في كل شيء وعلماء  ومنظرين !! اليوم اختلف الوضع ، فقد صار علينا أن نلحق بركب الراكبين ، والا ضعنا في متاهات غبار الأمم الراكضة   و حدثت الزلازل والهزات، وتلاشى الضعفاء ، وليس  لنا خيار !

وحيال ذلك ، أفقنا من سبات انجازاتنا التاريخية، فوجدنا أنفسنا متخلفين علميا ، ومتخلفين متخلفين زراعيا   ومتخلفين متخلفين متخلفين صناعيا  !! فلا هوية لنا تميزنا في أي من  ذلك ، بل حتى في الفن والاجتماع والرياضة  وكل أبواب المنافسة والحراك الايجابي !!

وإزاء ذلك ، تجدنا ننتفض مرة فنقلد الغير ، وتعلمون نتيجة التقليد ، ومرة نعود الى أصولنا فنجد أنفسنا في غياهب التخلف عن الركب العالمي المتطور ! وما نزال حائرين ، لكن الدنيا تسير شئنا أم أبينا .

وفي زمن غفلتنا تلك ، تراجعت الأخلاق ، وافتقدت المحاسبة النزاهة والضمير ، فصارت وكأنها تصفية حسابات ، وخبا الاحساس بالمصلحة العامة تدريجيا ، وصار القفز على الصالح العام عرفا اجتماعيا .. والمواطن المسكين ، من يدفع الثمن !!

ثمة مستفيدون دائما  من أي وضع .. وغالبا تجار ومدعومون ، حتى لو كانت  مادة تتعلق بحياة الناس  فثمة حريصون  مقدسون ، حتى الحكومة ، لها جانب من كل ذلك ؟!

يؤكد مسؤول ما ، ان شيئا ما لن يمس مصلحة المواطن بسوء ، ويا ليته لم يفعل ، فالبشائر السيئة تأتي بعد حين ! ومجرد أن  يقال ولو مزاحا أن زيادة في الراتب قد تتحقق ، تشتعل الأسعار أضعافا وتغيب الضمائر مثلها ، ولا من يردع !!

 صرح  مسؤول ما ،ذات يوم ،أن الكهرباء خط أحمر .. لكن  سعرها سيرتفع أضعافا ولو بعد حين ! ولا تروح الا على النظامي الملتزم ، أما السارق وبمساعدة بعض أولي الأمر في بعض الأحيان  ، فحلال على الشاطر !

حكومة بهيبتها وصولجانها ، عاجزة عن معالجة التعدي على الأموال العامة ، ولذلك تضيق الخناق على المواطن الملتزم ، تعويضا لخسائرها !!

بربكم قولوا لنا : هل ثمة أسرة لا تدفع على الأقل ثلاثة آلاف ليرة كهرباء ، هل ثمة أسرة لا تدفع ثمن الهاتف والماء والطعام والدواء والمدارس واللباس  والخليوي وكل ما أصبح ضرورة حياتية ، بما لا يقل عن خمسة عشر الى عشرين  ألف ليرة شهريا ، وربما أكثر؟ واذا كان راتب الموظف أدنى من الحد الأدنى لعيشة فيها بعض الكرامة وما يزال على قيد الحياة ويصرف المبالغ والكلف المشار اليها ، فمن أن يأتي بالفرق ؟ هل تنزل المصاري من السماء أم أنه  يدبرها بوسائله الخاصة ، والله أمر بالسترة !! وهنا ، ألا تدفع الحكومة المواطن دفعا الى مواطن الخلل ؟ وعلى مبدأ :حلال على الشاطر ، ولكن يا ويل الذي  يعلق !!

ألم تتأكد الحكومة بعد ، ان متوسط دخل الفرد أصبح اليوم أقل من أن يلبي حاجة المواطن الضرورية فقط ؟ ألم تتحسوس الحكومة وتستشعر الخطورة القادمة من خلف ذلك ؟ ومن الذي سيحل المشكلة ؟ أليست هي ، أم القدر ؟! 

يا حكومتنا الرشيدة : نرجوكم ، لا تخططوا ، لا تبرمجوا ، لا تنظروا ! كونوا واقعيين ، ولا نريد أكثر من ذلك ، فلا الخطط الخمسية نفعت ، ولا العشرية ، ولا المئوية ولا حتى الألفية ! ولم ينفعنا وعود وتنظيرات جهابذة الاقتصاد  والاجتماع ! نريد فقط أن توقفوا أولئك الذين لا يشبعون ،عند حدودهم

نريد أن يحاسب من استمرأ الاجتراء على المصلحة العامة ولا من يرده ! نريد أن نستعيد ولو جزءا من أولئك الذين أسسوا وساهموا بتعزيز ثقافة الحلول الاقتصادية الناجعة ، ولكنهم صاروا مليادرية  بقدرة قادر !!

اننا لا نطلب المستحيل ، لكن الوضع أصبح  غير مقبول ! ان دراسة معمقة واقعية ووطنية لعيش المواطن ، تحتم علينا اعادة النظر واتخاذ الاجراءات الفعلية والمجدية ، ولا يوجد مستحيل صدقوني .. لكننا من أجل كل ذلك ننادي وبصوت المحب : أدركونــــا !!!!

 

2010-12-19
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد