في غيابك
الحب بات سكينا ينحر قلبي بنصل الشوق
وبركان روحي الخامد رغما عنه
في غفلة مني يطلق حمم ألمي وغربتي عنك
يخيل إلي أنني أراك
أنظر في وجهك
أمعن النظر في عينيك
وأبكي أبكي وجعا وغربة وخيبة
أبكي حبا وشوقا
أبكي لأنني بحاجة لأن أبكي
لأن ألفظ هذا الوجع الذي استقر بين جوانجي وفي جوارحي
أبكي لعلي أستريح على صدرك من هذا التعب
وأنا أنتظرك لتقول لي لما تبكي
وتمسح أدمعي برؤوس أصابعك وكأنك تسوي ألوان لوحتك الزيتية التي رسمتها ورشح منها
زيتها دمعا لشدة تعبيرها عما بداخلك
وأجيبك
يؤلمني صوتك الذي ماعاد لي
يؤلمني ذلك البعد الذي أحال وطني إلى مغترب لا أجدك فيه ولا أجد نفسي
يؤلمني نهر الذكريات الذي يجري في خاطري ولا ينتهي
وتسألني لما أبكي؟!
واستمر بالبوح
يؤلمني حبي لك
وشوقي وهيامي بك
يؤلمني هجرك وتناسيك وغرورك
وتسألني لما أبكي؟!
أبكي أياما مضت ولن تعود ولا تعاد
أيام كنا بها معا نحيا سعادة بعيدا عن رؤوس الأشهاد
أتذكر طالما كنت أذكرك ونحن معا ونسترق اللحظات
ببيت شعر لابن زيدون حين وصف لقاءه بمحبوبته قائلا
"يوم كأيام لذات لنا انصرمت بتنا لها حين نام الدهر سراقا"
ولكن دهرنا لم ينم كما نام دهر ابن زيدون وولادة
إنما كان يتلصص علينا إلى أن أبعدنا كلينا
وأدخلنا في هذه الغربة
إن كان بقصد أو من غير إرادة
ورغم كل هذا رغم كل هذا
لن أشفى من الحب
وسأبقى في حبك ولادة
وساظل أسرق من القدر لحظات
أستحضرك في الغياب
فاستحضارك بات عندي
فرضا وعبادة