البيوديزل (biodiesel) هو عبارة عن سائل زيتي يمكن تصنيعه من المواد الدسمه وهو ذو لون أصفر خفيف ورائحة خفيفة وطعم مر , وهو أسم لمجموعة متنوعة من الإسترات الميتيلية أو الأيتيلية للأحماض الدسمة وينتمي الديزل الحيوي إلى باقة متنوعة من مصادر الطاقة المتجددة، منها الطاقة الحيوية، والكهرباء الحرارية الشمسية وطاقة الكتلة العضوية، والغاز الحيوي (Biogas)، والتبريد الشمسي والتسخين وحفظ الطاقة.
وأهم المواد الدسمة الأولية لصناعة البيوديزل هي:
-مخلفات الزيوت النباتية مثل الزيوت الناتجة عن القلي
-الزيوت النباتية المكررة الرخيصة الثمن مثل زيت فول الصويا
-الدهون الحيوانية
تعتمد الفكرة الأساسية في إنتاج البيوديزل من الزيوت على تفاعل كيميائي بين جزيئات الزيت باستخدام الغول(الميتانول أو الأيتانول) مع وجيد وسيط من هيدروكسيد الصوديوم أو هيدروكسيد البوتاسيوم للحصول على الغليسرين كناتج ثانوي والبيوديزل كناتج رئيسي ويعتبر هذا المنتج فعال كالديزل البترولي في محركات الديزل .
وقد أسفرت التجارب التي تم خلالها الاستعانة بباحثين متخصصين في هندسة السيارات أن هذا الزيت عند استخدامه مع بعض ماكينات الديزل داخل المركز كانت كفاءته عالية جدا في التشغيل، كما لم تكن له أي أضرار على المركبة. وكانت المفاجأة أنه بعد سلسلة من التجارب تفوق على زيت السولار الأصلي في الحفاظ على ماكينة المركبة وهو ما أرجعه أساتذة هندسة السيارات إلى نسبة اللزوجة التي احتفظ بها زيت الطعام رغم إجراء التحوير الكيميائي، في الوقت الذي تكاد تنعدم فيه نسبة اللزوجة بزيت السولار.
وإذا تمت الاستفادة من تحويل هذه الزيوت المستعملة إلى مصدر للطاقة فإن كل مائة لتر من الزيوت المستعملة التي يتم التخلص منها يمكن أن تتحول إلى 90 لترا من الوقود الحيوي ، حيث يتم تنقيتها وضغطها وتحويلها إلى وقود حيوي رخيص.
والشاحنات التي تستعمل الوقود الحيوي توفر مصاريف كبيرة من ثمن النفط 0 وتسهم في نفس الوقت في تقليل الانبعاثات الناجمة عن استعمال الوقود من منشأ نفطي ولهذا الزيت العديد من المزايا فهو أقل ضرراً بالبيئة من السولار الأصلي لانخفاض نسبة مركبات الكبريت به، التي تتحول عند الاشتعال إلى غاز ثاني أوكسيد الكبريت الذي يلوث الهواء ويلحق أضرارا صحية خطيرة بالبشر. فحسب آخر إحصائيات لمنظمة الصحة العالمية هناك 800 ألف شخص في العالم يلقون حتفهم سنوياً بسبب أمراض تتعلق بتلوث الهواء الذي يعتبر قطاع النقل أحد أوائل المسببات له.
وتعدّ شبكات الصرف الصحي المكان الأكثر استخداماً لرمي الزيت المقلي بعد الاستعمال المنزلي. ويسبّب ذلك تخثر المجارير وانسدادها، إضافة لمشاكل بيئية أخرى.
وهذه الزيوت المستعملة تمثل نسبة كبيرة من التلوث للبيئة.حيث هناك حاجة لأربعة آلاف لتر من الماء لتنظيف عشرين سنتمترا مكعبا من الزيت المستعمل.
.لذا يجب وضع خطط تعمل على تجميع زيت القلي المستخدم في المنازل والمطاعم والفنادق ومراكز التصنيع الغذائية، بهدف تحويله إلى «ديزيل حيوي» ليستخدم كطاقة بديلة.
ومن المعلوم أن الناس يستخدمون الزيت النباتي مكثفاً لأغراض متعددة، منها الطبخ والقلي وتصنيع العديد من المنتجات الغذائية كالعجائن وغيرها. والمفجع في الأمر أن استخدامات الزيت المقلي في مختلف الصناعات الغذائية والمطاعم لا تخضع للرقابة الرسمية لكي يتأكد عدم الإفراط في تكرار استعمال الزيت المقلي.
وتؤكد التقارير الصحية الصادرة عن منظمة الصحة العالمية ومراكز البحوث الصحية الأضرار الجسيمة للزيت المقلي إذا لم يُستعمل بالطريقة السليمة وللغرض المناسب، إضافة إلى أن كثرة استخدامه تسبّب تداعيات مرضية فائقة الخطورة. فغالبية المطاعم تفرط في الاستخدام المتكرر للزيت المقلي قبل التخلص منه. والذي يزيد من خطورة الأمر أن قلي الغذاء وهو مجمد أو مبلل أو مملّح، يؤكسده بسرعة، إضافة إلى أنّ قلّة من المطاعم تعمد إلى تصفية الزيت لإزالة فتات الغذاء المقلي، فيما تستخدم غالبيتها الزيت مرات عدّة من دون الانتباه إلى تغيّر لونه ورائحته علما إن الدراسات تفيد أن عدد المرات التي تعيد فيها استخدام الزيت للقلي له تأثير على صحتك أيضا. والأشخاص الذين يستخدمون الزيت للقلي أكثر من مرة، لديهم حالات ارتفاع ضغط الدم أكثر من الأشخاص الذين يبدلون الزيت باستمرار.
حيث توصل العلماء إلى أن إعادة تسخين الزيت كل مرة يؤدي إلى تحلله و اطلاقه لمواد دهنية يتم امتصاصها من قبل الطعام الذي يتم قلية و بالتالي يدخل إلى الجسم و يسهم في رفع ضغط الدم.ويعتبر زيت الزيتون هو الأقل ضررا من هذه الناحية حيث أنة لأبطئ تحللاً من بين جميع الزيوت واستخدامه من مرتين إلى ثلاث مرات في القلي المنزلية لا يؤدي إلى فقد خواصه بسبب احتوائه على مضادات أكسدة طبيعية
وقد خلص الباحثون إلى نتيجة مفادها أن الزيوت التي تحتوي على نسب عالية من حمض اللينولينيك يتغير تركيبها بفعل التسخين لدرجات حرارة عالية لفترات زمنية طويلة ويعرف هذا التغيير بما يسمى بعملية الهدرجة (Hydrogenation) وتتسبب عملية هدرجة الزيوت المستخدمة في تحضير الأطعمة في حدوث أضرار صحية متفاوتة تبعًا لطريقة تعامل جسم الإنسان معها حيث يمكن أن تتلف البروتينات والإنزيمات، وتلحق الضرر بالرئتين، وتعمل على تلون الجلد كما تسبب اضطرابات في الأغشية الخلوية، ونشوء الأورام السرطانية لدى الإنسان.
ويعتبر التسخين المتكرر لزيوت القلي عاملا مهمًا في زيادة هدرجة هذه الزيوت وبالتالي تزايد الأضرار الصحية المترتبة على تناول الإنسان للأطعمة المحتوية على الزيوت المهدرجة.
وقد وجد الباحثون أن تكرار تسخين زيت القلي بمعدل 10 إلى 15 مرة يحدث تغييرًا ملحوظًا في تركيب الزيت، فعندما قاموا بتسخين الزيت إلى 200 درجة مئوية لمدة تتراوح بين 25 و 100 ساعة ازدادت نسب المركبات السامة أو المسرطنة في الزيت، ولهذا السبب يتوجب على مصانع تحضير الأطعمة والمطاعم استبدال زيت القلي المستعمل بآخر قبل بلوغه مرحلة إنتاج المركبات السامة. مع ملاحظة إن إضافة زيت جديد إلى زيت القلي المستعمل لا يحسن من مواصفاته