كثيراً هو ما قيل حول مسلسل ما ملكت أيمانكم ، و بتنا لا نعرف نسبة من يدافعون عن هذا المسلسل مقارنة مع من يعارضونه. و لكن و بشكل عام فإن الكثير ممن دافعوا عنه إما لأنه بسبب ما دغدغه من مشاعرهم عندما وجدوا المظاهر الدينية تستباح بهذه الطريقة الفاضحة ..
.. أو أنهم و لبساطة تفكيرهم اقتنعوا و برروا ذلك بأن المخرج نجدت أنزور لم يكن يقوم إلا برسم صورة الواقع و تسليط الضوء على الممارسات الخاطئة للدين في المجتمع بغية أن يتلافاها الناس و يحذروا من الاندفاع نحو الدين بطريقة خاطئة.
لن أناقش معكم المسلسل من الناحية الشرعية فقد استفاض كل من تناوله و من وجهات نظر مختلفة و تم إغناء الموضوع من دون الوصول إلى أي نتيجة .. طبعاً كما هي العادة.
و لكن لفت نظري في دفع السيد أنزور عندما كان يدافع عن العمل أنه قال بأنه ينقل و بأمانة صورة بعض الممارسات الخاطئة في المجتمع و هو سوف يضع المشاهد أمام خيارات عديدة ليصل به إلى أن الاعتدال الديني هو الحل و أن شخصيات المسلسل هي حقيقية و مستعد أيضاً لذكر أسمائهم... و بالرغم بأن المسلسل لم يصل بالمشاهدين إلى هذه الغاية بل العكس تماماً، فكان الحل بنظره هو التفلت من الدين و ليس التدين باعتدال.. هذا باختصار... و برأي المسلسل و مخرجه و كاتبه : إما أن تكون متديناً بالصورة القبيحة أو متفلتاً من الدين و بشكل كامل... فإما الحجاب مقابل التعذيب و إما التخلص من الحجاب و بشكل نهائي.... أليس هذا ما أتحفنا به المسلسل !!
و لذلك و بما أن السيد نجدت أنزور من المدافعين عن قيم المجتمع و الناقل بأمانة للممارسات الخاطئة فيه؛ فإنه قد لفت انتباهي وجود الكثير من المظاهر المشينة في المجتمع و التي لا يمكن أن نتجاهلها و من الضروري تصويرها للمشاهدين لكي يتنبهوا لها.
إن من أهم هذه الممارسات و المظاهر السيئة التي قصدتها ظاهرة الشواذ جنسياً، فلقد قرأنا على صفحات سيريانيوز منذ حوالي سنتين تقريباً تحقيقاً حول هذا الموضوع و قد كان بالنسبة لي صادماً.
فلم أكن أتوقع وجود هذا العدد الهائل من الشواذ جنسياً في مجتمعنا و هم يعيشون بيننا و يتفاعلون معنا من دون أن ندري أن لهم توجهاً شاذاً.
و قد أشار التحقيق المذكور بأن أعدادهم كبيرة و كبيرة جداً و هم يعرفون بعضهم من النظرة الأولى و ينتشرون في شوارعنا و أزقة مدننا.
و في الكثير من المساهمات و المواضيع التي تحدثت عن الموضوع نفسه على صفحات سيريانيوز نجد أن بعض المعلقين يفصحون عن ميولهم الشاذة بكل صراحة، لا و بل يطالبون بحقوقهم و بأنهم ليس شواذاً بل مثليين... أي أن الموضوع عبارة عن طبيعة في البشر و ليس شذوذاً، و قد أدهشني مرة أحد المساهمين عندما كتب مساهمة بعنوان "مثلي مثلك" و هو يحاول أن ينتقد من يتحيز ضد الشواذ.
لقد تطرق التحقيق أيضاً في سيريانيوز بشكل موسع لموضوع الشواذ و تحدث عن السحاق، لم أجد أكثر من هذه الكلمة خدشاً للحياء. اللهم أحفظنا و أحفظ أبنائنا و أبناء مجتمعنا مما يسوّق لنا من الغرب بغية إضعافنا و السيطرة علينا.. اللهم آمين.
و لذلك فإنني أتوجه للسيد نجدت أنزور و للسادة أصحاب الرأي المؤيد لإظهار الممارسات الخاطئة للمجتمع عبر الدراما لأقول له يا سيد نجدت أنزور.. ها هو موضوع ساخن بحاجة إلى أن تصوره مع شخصيات ممثلينا الجهابذة فتكون قد نقلت صورة الواقع و نقدته على طريقتك و أمتعت جمهورك ممن يريد أن يتجاوز عن كل مظاهر مجتمعنا الحضارية و يتعرض للممارسات الخاطئة بحجة أنها موجودة و لا يجب أن نتجاهلها.
و لا تنسى يا سيد أنزور أن تختار بالطبع شهر رمضان لكي تتحف المشاهدين بممارسات اللواط و السحاق فتكون قد نقلت الواقع بطريقة شفافة مثلما نقلته في تجربتك الناجحة في مسلسل ما ملكت أيمانكم.