تنظر إلى صورةٍ قد بللتها بدموعها , ما تزال تذكر ذلكَ اليوم , لم تكن سعيدةً حينها بل كان الخوف يتملكها حتى أن ضحكتها الزائفة يستطيع من يعرفها جيداً أن يميزها , و لكنها الآن تذكرها كأنها اللحظة الأجمل في حياتها .
طرحتها البيضاء قد أسدلت على وجهها و يده تمتد لرفعها عن وجهها
ما أجمل تلك البسمة التي رسمت على وجهه .... كأنه كان ينظر إلى جمال الحياة كله خلف تلك الطرحة , أما الآن فآلاف الأفكار تدور في ذهنها تستذكره بشيء من الحنين " أيا ليتك بقيت معي لتحميني كما حميتني من كل ما يجري الآن ... أيا ليتك أخذتني معك ... "
رغم أنه لم يكن ذا و سامةٍ بادية... إلا أنه كان ذا قلبٍ نقيٍّ لم يدعها في يومٍ تنام و هنالك ما يكدرهما, كم كانت يده حانية عليها ... أيا ليتها أنجبت منه طفلاً حتى تحسَ بهِ معها مهما طال الزمان .
تسمع صوت المفتاح و هو يدور في قفل الباب , تُسرعُ إلى تخبئة الصورة في أقرب درج تمتد يدها إليه ... مسحت دمعها و جلست بسرعة للتظاهر بإكمال فنجان القهوة الذي سبق و أعدّته لنفسها , في تلك اللحظة فقط انتبهت إلى صوت فيروز و هي تغني " عندي ثقة فيك ... عندي أمل فيك ... "
تمتدُّ يدٌّ لتوضع على كتفها ....
" أنا آسفٌ يا حبيبتي لم أقصد ما قلته البارحة و لكن ضغط العمل يجعلني أقوم بتصرفاتٍ خارجةٍ عن إرادتي "
" ........ "
" سامحيني ... "
" و عدتني ألا تدعني أنام و أنا حزينةٌ فأرجوكَ ألا تعيدها... أنت تعلم بأنّي لا أحبّ سواكَ في الدنيا كلها و سعادتي معك وصلت إلى درجةٍ ظننتها في يومٍ من المستحيل "
" أعدكِ يا حبيبتي .... ما رأيك الآن بأن أشاركك فنجان قهوتك "
" حسناً , اذهب و غير ملابسك إلى أن أعدَّ لكَ فنجاناً "
قبّلها و خرجَ من الغرفة , قبل أن تنهض للذهاب إلى المطبخ نظرت إلى حيثُ خبأت الصورة و ابتسمت و هي تهمس لكأنها تهمس لنفسها " هكذا هي الحياة .... سامحني "
جلسا يضحكان كأنَّ شيئاً لم يكن و صوت فيروز يصدح و هي تغني " بتذكر آخر مرّة شفتك سنتا ..... "