رحل في بيروت في مطلع العام الجديد الشاعر و الفنان التشكيلي زهير غانم, زهير غانم الانسان و الفنان الذي حمل هموم الوطن والفن في زمننا المتعب هكذا رحل وبكل خجل حتى من دون اشارة بالرحيل ليحدث رحيله مفاجأة كبيرة لعائلته
و للاصدقاء و للوسط الفني السوري بشكل عام و على الرغم من الضجة التي اثارها رحيل الشاعر في الاوساط الثقافية اللبنانية والعربية و كميات المقالات والتعزيات التي وردت في الصحف الخليجية واللبنانية لم نشاهد مقالات في الصحافة السورية تتحدث عن الراحل وان حدث فهي منقولة عن الصحف العربية الاخرى مع العلم ان الراحل هو شاعر سوري بامتياز و احد العلامات والرموز الحداثية لشعراء السبعينات في سورية و الذين كانوا ملتاعين من هزيمة حزيران التي القت بظلالها على الجيل الفني السوري و حتى العربي في أواخر ستينيات القرن الماضي وبداية سبعينيات القرن الحالي.
اول ديوان شعر للراحل كان كان باسم "اعود الان من موتي" الذي نشر في بداية السبعينات و أخر دواوينه الاربعة عشر كان "عبير الغيوم" والذي نشر مؤخراً في بيروت
و هنا اوجه كلمة عتب لنا جميعا وليس لأحد بمفرده الى متى سنظل نجهل ما لدينا من قيم ثقافية و مقومات علمية و الى متى سنحافظ على الحالة التي اعتدنا عليها منذ زمن بان لا نكرم المبدعين فينا الا بعد موتهم
والى الأديب الراحل زهير غانم و امثاله من مثقفينا الذين رحلوا بهدوء سنقول ان غيابكم عنا ليس الا غيابا بالجسد فقط ووجودكم بيننا باق بإبداعاتكم و اشعاركم و هموم الامة و الوطن التي حملتموها
زمنا غير قصير ...و في النهاية تحية الى كل مبدعي سورية الاحياء و الاموات....و كيف لك يأيها السوري بان لا تكون مبدعا
و انت الذي يرزح في لا شعوره اعرق حضارات الارض والتي تمتد اكثر من خمسة الاف عام.