سلام على قارع الطبل يدمي أصابعه
كي يهز خصور الصبايا.
سلام على العاشقين الذين يقيمون
طقس الغرام أمام المرايا،
ولا يسمعون أنين النوافذ
وهي تصارع عربدة الريح خلف الستار.
سلام على امرأة تعجن الدمع بالهم
حتى ترق رغيفاً لأطفالها في قطيع السبايا
سلام علي أنا
يوم أبعث شعري رسولاً
لمن قد أضاعوا طريق الهوى،
وشمساً لمن أوغلوا في ظلام الكهوف،
وشالاً لمحبوبتي يوم ميلادها الأربعين،
وأطفئ في قلبها جمرتين،
فليس سوى الشعر
يعرف رائحة الدمع خلف التكايا،
ويقرأ صمت الشواطئ بعد الرحيل،
ويسمع وشوشة النهر للضفتين.
سلام على البدر
يسكب في البر والبحر
ذوب اللجين
سلام على روضة أزهرت
حين ضمت إلى صدرها عاشقين
سلام على كل من لم يطأطئ جبيناً
لآلهة الموت في المشرقين
ومن لم يدنس طهارة نعليه
بالسير خلف الخفافيش
في زحفها لامتصاص الدماء
سلام على دمع أمي التي،
يوم قيل مضوا،
أهرقت دمعتين.
سلام لمحبوبتي
حين أَذهلُ عنها
وآتي لمحرابها تائباً
أصلي لها ركعتين،
وأشعل في مهدها شمعتين.
سلام على القبرات
يرفرفن فوق احتفاء الحقول
بعود الربيع.
سلام على غيمة
أزهقت روحها فوق بستاننا
كي تسافر في نسغ أشجاره الظامئات
سلام على الياسمين الذي زان صدرك
صدرك ممتلئاً طافحاً
كنهر يفيض على الضفتين.
سلام على الروح
حين تحلق خلف الحدود
سلام على كل ما في الوجود
سلام على كل ما في الوجود
شباط 2010