news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
فشة خلق
منتخبنا.. وحلم آخر يتبخر... بقلم : ابراهيم فارس فارس

منذ أكثر من شهرين ، قلت لمدير منتخبنا العقيد تاج الدين ،  أقترح عليكم – ومع كامل محبتي – عدم الاعتماد على الحارس بلحوص في نهائيات آسية في قطر ! البلحوص حارس جيد ، لكن له هفوات قاتلة ، قد تضيع جهد فريق كامل على كامل زمن المباراة !!


وما جرى في قطر ، أثبت صحة الكلام ، فهدف السعودية في المباراة الأولى ، وهدفا اليابان بغض النظر عن صحتهما ، وهدفا الأردن .. كلها كانت مثالا ً واضحــا ً يثبت صحة الكـــلام !!

 

وفي العموم ، قدم منتخبنا أداء رجوليــا ً يشكر عليه ،ولكن ما يزال دون الطموح

 والسؤال : لماذا دائما ً دون الطموح ، خاصة في النتائج !؟

 

كما أعلم ، فإن كرة القدم دخلت الى بلدنا منذ أوائل عشرينات القرن الماضي ، عندما كنا نستقبل في حلب فرقــا ً من أوربة لنلعب معها ، وكنا نلعب بداية بكرات من الشراشيط ... واتحاد كرتنا ولد في ثلاثينات القرن الماضي وقبل أن تظهر دول كثيرة الى الوجود ، ولم نترك دورة عربية أو قارية أو تصفيات عالمية الا واشتركنا فيها ، ولكننا لم نسمع في كل مرة الا : ظلمنـا الحكم .. الهواء لم يكن معنــا .. أرض الملعب غير مناسبة ... وأملنا في المباراة القادمة ! ونظل نراوح ، نتقدم حينا ً ، ونتراجع أحيانا ً أخرى ، لكننا في المحصلة لم نحقق شيئا ً يذكـــر فعلا ً !

كم مرة صعدنا الى المباراة النهائية في كأس العرب ،  كأس فلسطين .. كأس القنيطرة .. نهائيات كأس              آسية !! لكننا خرجنا دائما ً بخفي حنين !! نحن أول فريق يفوز على فريق ايران على ارضه وبين جمهوره في سبعينات القرن الماضي . كنا نلعب مع فرق الكويت والسعودية وكثير من دول الخليج – مع احترامنا الشديد - في السبعينات من القرن الماضي وكأننا في نزهة ، وفريق كفريق الأردن كا ن بالكاد يحبــو !!

 

ولن أذكر أننا في ستينات القرن الماضي مع من لعبنا  من أولئك ! وعندما نزلوا أرض الملعب فاجأهم أننا نلبس أحذية رياضية ، بينما كانوا هم حفــــاة !! أما لماذا تقدم الغير وما نزال نحن نراوح في مكاننا ، الا بعض الطفرات القليلة ، فلست أدري ! بل ربما كنت أدري ولا أرغب في الكلام ، بل ربما أرغب في الكلام ، ولكنني لا أجرؤ عليــــه !!؟؟

أما الاعلام - حصنته بالله – وخاصة قناة الدنيــا ، فقد جعلت بنا الدنيا تدور ، وجعلت من مجرد فوز وبمساعدة هفوات دفاع الفريق الآخر ، نصرا ً مؤزرا ً يستدعي اقامة الأفراح والليالي الملاح أربع ليال متتاليات ، وكأننا عدنا بالكأس !! لم تترك قناة الدنيا وصاحبنا الاسطواني بيتا ً ولا شارعا ً ولا زاوية الا  ودخلها !! والفوز حلو يا جماعة ، قسما ً بالله حلو ، ولكن لو حسبنا القادم واحتمالاته ، ما طقت مرارتنا من شدة القهر في المباريات التالية !

 

نحن غير منطقيين في كل شيء ، في اعداد فرقنا ، ونتائج فرقنا ، ومشاعرنا تجاه نتائج هذه الفرق !! وصدقوني أنني ارسلت مسجا ً الى السيد الاسطواني على قناة الدنيا ولكنه لم يقرأه ، وربما انزعج منه ، قلت له:  مسا الخير استاذ لطفي .. شكرا ً لقناة الدنيا ..شكرا ً لجهودك ... والأمل الكبير أن يحقق نسورنا الأمل الكبير .. ولكن خفوا قليلا ً ، فربما فهم البعض أننا عديمين ، وربما تكون الخسارة ذات وقع سيء اذا وقعت لا سمح الله لأن كل شيء ممكن .. وكلنا وراء رجالنا الأبطال .

حقيقة واحدة أريد أن أفصح عنها .. اذا كان وعد رجل أعمال سوري يعمل في الامارات بتقديم مكافأة وقدرها مليون دولار اي حوالي خمسين مليون ليرة ، ستساهم في ايصال المنتخب الى كأس العالم القادم، فثمة مؤسسات وطنية دخلها  اليومي لا يقل عن مائة وخمسين مليون ليرة ، ويا سيدي بلا دخل يوم ولن تخرب الدنيا !! الا يدعو ذلك للاستغراب فعلا ً ؟

 

ثم اذا لم تتخل مثل هذه المؤسسة عن دخلها ليوم ، ولم تسمح نفسها ، فإننا كمواطنين ، نتبرع بخمس وعشرين ليرة في فاتورة احد الأشهر وعن طيب نفس ، لانقاذ المنتخب ، ان كان ذلك يفيد فعلا ً ! ولكن شريطة الا يذهب المال المقدم  للاجتماعات والمناسبات والاحتفالات واصدار البرقيات ... فريقنا بحاجة الى دعم معنوي ومادي واعداد علمي ممنهج وليس عشوائي كما حدث قبل النهائيات ، حتى ننشله من الحال الذي لم يسرنا ذات يوم !!

وان آهات وآلام ومشاعر الملايين تستحق منا هذا وأكثر ، وليس أكثر اهمية من لحظة يرفرف فيها علم الوطن في محفل دولي و يجتمع فيها خمسة وعشرون مليون سوري حول هم وطني واحد ، يجمعهم الأمل والترقب الجميل بصنع مجد طالما طال انتظاره وحلمنا بأن نحققه ذات يوم .

2011-01-19
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد