ذات ليلة وقفت ونظرت إلى السماء... فرأيت القمر بدراً يضيء ظلمة الليل ... و ينير طريق العابرين.
نظر إلي القمر و غمزني بعينه و قال أحبك فأطرقت رأسي متجاهلاً ما قال و ما فعل
فقال لي : لم هذا الغرور ؟ و هل يرفض شاب حب القمر ؟
أحبني وإن سألوك عن حبيبك قل لهم القمر !
أجبته و قد علت الابتسامة شفتيّ:
كيف أحبك و قلبي مع حبيبتي ... و أراها في نظري أحلى منك ؟
فقال لي: ومن هي التي تدعي أنها أجمل مني ؟
حدثني عنها هل هي من البشر ؟
فأجبته : هي جمال وجودي و نور حياتي ... و هي أملي في الدنيا ...
أحببتها من أول نظرة ... أينما ذهبت أراها أمام عينيّ..وطيفها لا يفارق خيالي... يسكن في قلبي و خيالي ... يسكن في قلبي و بالي ... و من أجل عينيها أسهر الليالي ... أحببت فيها إخلاصها لي ... و قربني منها إحساسها بي .. حبها دنيا أخذتني وسقتني الحنان.. وجودها بجانبي يشعرني برجوليتي ... طيفها يلاحقني في كل مكان ... حبها يسكن في القلب و الوجدان
دهش القمر لما سمع و قال: أكل هذا الحب تحب وكأن التي تصفها ملاك.
فأجبته رافعاً رأسي: لا تعجب من جمال روحها و هي بوجهها منك أحلى... و بمقامها منك أعلى ... وهي من بين كل الناس على قلبي أغلى... جبينها يجابه البدر في طلته و يضيء الليل في ظلمته و الحاجبان قلمان خطهما الفنان في لوحته ... و العينان بحران في سعتهما .. نظرة منهما تأسر القلب تأخذه إلى أبعد الحدود... سحر عينيها أسمى ما في الوجود .. و عن الخدود حدث فهي بساتين من الورود الجورية .. كأن قلبي موعود بجمالها .
والرمش سيف على الجفن ممدود أما عن الشفتين فهما العسل المصفى... والكلام عنهما لا يمل و يعيد لقلبي الأمل و التفاؤل فهذه حبيبتي أجمل و أكمل من البدر.